منتهى الجنون، منتهي الإبداع في المدرجات وفي المستطيل الأخضر.. ديربي الدار اليضاء، باح بكل الأسرار وعاد ليؤكد بأن للمتعة عنوان واحد في ملعب محمد الخامس، في حوار أقدام الغريمين الذين قدموا للعالم بأسره أحلى صورة للكرة المغربية. الوداد ورغم مارسمته اليوم من إبداع ،لم تتفوف على الرجاء الذي إنتظر لغاية الرمق الأخير ليطلق رصاصة الرحمة، على كتيبة الصربي زوران مانولوفيتش، في ليلة دخلت خزائن " الإعجاز الرجاوي". لمن يدين النسور بالتأهل لدور ربع نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال؟ للربان جمال السلامي الذي جلس هادئا في فترات وثار في فترات أخرى، للمايسترو محسن متولي أم للرعد الكونغولي بين مالونغو الذي إنبعث من رماده ليطلق رصاصة الرحمة على فرسان القلعة الحمراء، أم للمجموعة الخضراء بكاملها. أي سيناريو هذا الدي جعل "فارس عوض " مشدوها بما صنعه النسور،أي متعة هذه قدمها الفريق الأخضر ، في قمة عربية بأقدام مغربية،أكدت بمالايدع للشك أن " الرجاء جاية"، لتنافس بقوة على لقب لن يقبل صغير جمهور الرجاء بل كبيرهم، أن يغادر أرض المملكة، لما تحمله هذه النسخة من دلالات، كيف لا وهي تتزين بإسم صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لذلك من حق الرئيس جواد الزيات ومكتبه بأن يحلم ويواصل الحلم الجميل، بعدما أنقد فريقه من الهاوية بالتخلي عن الفرنسي باتريس كارتريون،ومنح الفرصة للسلامي والسفري العارفين بعش النسور. ليلة العرب،إنتصر فيها النسر بإستحقاق ليدخل الفرحة على عشاقه ب"كازا بلانكا" وخارجها،ليطلق الرجاويون العنان لفرحتهم بعدما كان الوداديون الأقرب لها،ليتأكد متابعو وعشاق الكرة فعلا بأنها "غدارة". المتتبع لمسيرة الرجاء،في عهد المكتب الجديد يقف على حجم العمل الذي يقوم به المسيرون، الذين يشتغلون في صمت،دون ضجيج والصورة التي أظهرها النسر الأخضر قدمت إشارات واضحة بأن الرجاء كانت وماتزال رقما لايمكن إغفاله في معادلة الأندية المغربية الكبيرة. هنيئا لنسور الرجاء،وحظ موفق للوداد ..شكرا لكما على المتعة .