إن كانت مواجهة الدفاع الحسني الجديدي للإتحاد البيضاوي هي الأولى من نوعها في نصف نهائي كأس العرش، مع ما تحفل به من حمولات تاريخية، لكون الفريقين معا يمثلان جزءا من تاريخ وذاكرة كرة القدم الوطنية، فإن هذه المواجهة سيكون لها مذاق آخر، لكونها ستجمع بين مدربين لهما ماض جميل مشترك، الزاكي بادو مدرب الدفاع الجديدي ومصطفى العسري مدرب الإتحاد البيضاوي. الرجلان معا ينتميان لمدينة سلا، وهما معا لعبا للفئات الصغرى للجمعية الرياضية السلاوية تحت إمرة الإطار التقني والمربي طيب الذكر ابوبكر بوعبيد أطال الله عمره ومن بعده المرحوم محمد الجبلي، في الفترة ما بين 1975 و1977، وطبعا تفرقت بينهما السبل بعد ذلك، فبينما انتقل الزاكي بادو يافعا للعب للوداد البيضاوي ومنه إلى مايوركا الإسباني وبات عميدا لاسود الأطلس، انتقل مصطفي العسري للعب مع القوات المساعدة الذي سيحمل فيما بعد إسم شباب المسيرة. وكان الزاكي قد أوصى ذات وقت مسؤولي الوداد، عندما كانت الحاجة ماسة إلى مدافع أوسط، بانتداب مصطفى العسري، إلا أن مسؤولي القوات المساعدة وقتذاك عارضوا الفكرة بشدة ولم يسمحوا لعميدهم الذي عمر طويلا في الملاعب بالخروج وقتها من بنسليمان. وبنهاية مشوارهما كلاعبين، كان مبتدأ حلمها بمدينة سلا أحد أكبر مشاتل كرة القدم المغربية، سيدخلان كل من بوابته مجال التدريب، إلى أن حكمت الأقدار بأن يكونا اليوم في مواجهة بعضهما في منافسات كأس العرش، ولا أحد منهما يتنازل عن حلمه ببلوغ المباراة النهائية..