لا يستقيم ما يلغو به وحيد كي لا أقول يصرح به، لأن كل هذا اللغط هو لغو وحشو وكلام لا يليق بناخب وطني ومدرب محترف، مع توجه الجامعة لرفع قيمة منتوجها وورشها الأول وهو ورش البطولة، بعدما أهان لاعبيها وبخس قيمتهم وأكد أنهم يلعبون رياضة أخرى غير الكرة. وبين زلة لسان وسهو وقع فيه تحت ضغط السؤال المجتر والمتكرر، بعقد المقارنات بين أبناء الوطن الواحد، لا يمكن إلا أن نؤكد أن وحيد كان يعني ما يقوله وقصد ما قاله، وذلك لردع كل سائل مستقبلا عن مكان اللاعب المحلي داخل عرين الأسود. لماذا أقول أن وحيد كان يعني ما قاله؟ فلكونه برر هذه المقارنة بما عاينه طيلة معسكرات سابقة، ولأنه يعتمد كما قال في منهج المقارنة الغبية والظالمة التي استحضر فيها نموذج لاعب عالمي هو اليوم من بين أفضل 10 أظهرة في العالم إسمه أشرف حكيمي، ليأكل الثوم بفم موهبته وتكوينه. وثالثا لأن السيد وحيد أكد أنه إستند لمنهج علمي ينبغي على خلاصة سترات ورقائق يستعلملها اللاعبون في التدريبات، وتقدم كما يقدم الفحص بالأشعة بيانات دقيقة عن قدرات كل لاعب بالتفصيل الممل، وهو بهذا يكون قد أفشى سرا وعرى عن أمر يعالجه المدربون المحترفون بالحكمة والتستر. ورابعا لأن وحيد في أول ندوة له، هو من قيد نفسه وشنق عنقه بحبل المحليين بقوله في حضرة لقجع «فعلا أستغرب سر تجاهل رونار للاعب المحلي في السابق». وخامسا لأن العمد والقصد ظاهر، من خلال تكرار نفس موال الإنتقاد، ففي وهلة أولى أحرج وليد الكرتي بعد مباراة النيجر حتى دون أن يسأل، ليهنئ اللاعب على هدفه العالمي وبعدها دس له السم في الدسم بقوله أنه يحمل أرطالا زائدة في وزنه لن تساعده لينجح في تجربة إحترافية. وسادسا سيأتي قبل مواجهة ليبيا ليشن غارة على مدربي اللياقة في البطولة، ويؤكد أن لاعبيها ينقصهم الكثير بدنيا وغير جاهزين في الوقت الحالي لتحمل أدوار كبيرة داخل الأسود. أما سابعا فهو ما حدث بعد مباراة ليبيا، حيت أدار ظهره ليشرح لنا أسباب الفوضى التي سادت خطة اللعب والعقم الهجومي، وغيرهما ولينحى باللائمة مرة أخرى على وليد الكرتي واسماعيل الحداد، ويكرر أنهما يحتاجان الكثير لياقة ومهارة للعب مع الأسود، علما أنهما دخلا في آخر هزيع المباراة ولم يكونا أسوأ ما فيها. يثيرني فعلا بل يحبطني، أن يكون قدرنا وحظنا بهذا السوء داخل منتخبنا الوطني الذي لم يتطابق لغاية الآن مع مدرب يقدر الكرم والإحترام الذي يستقبل به. يحبطني أن يكون وحيد وبهذه الخرجات المتكررة والمتهورة والتناقضات التي لا حصر لها والتي سقط وما يزال يسقط في فخها، هو بصدد إثارة فتنة بين لاعبي البطولة والمتعصبون لهم من الجماهير وبين المحترفين. وحيد لا يعلم أم أنه تظاهر بهذا، أن هذا التصريح الذي أنطق الصخر كما حدث مع السعيدي الذي أطلق صرخة عنوانها «لا للإضطهاد» ولو أني أقول للاعب الوداد لقد بالغت، بأنه حطم لاعبي البطولة سيما المتواجدون مع عموتا في بركان قبل موقعة الحسم أمام الجزائر، بكل ما تطلبه الأمر من مدرب المحليين للملمة الجرح وشحد الهمم. في نفس اليوم الذي يبخس فيه وحيد منتوج لقجع الأول وهو البطولة، التي يحاول رئيس الجامعة النهوض بها والبحث عن مستشهرين ورعاة لها، كان بنعطية من قطر يعيد لنا بأثر رجعي فتح كتاب أحزان "الكان" ويفك لنا شفرات فزورة الإخفاق المتكرر والسرمدي في التتويج باللقب القاري وأخبرنا أنه لا لاعب كبير بيننا. بين بنعطية ووحيد كان نفس القاسم، العميد أهان زملاء الأمس المحترفين والناخب قزم المحليين، لذلك وجب على ساكنة بركان وجماهيرها الأبية التفاعل الإيجابي مع لاعبي منتخب الرياضات الأخرى، عفوا المنتخب المحلي بتعبئة مضاعفة.