ظهرت نية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم واضحة، للتعاقد مع الفرنسي من أصل بوسني وحيد خاليلوزيتش،المزداد في 15 أكتوبر 1952 ، لخلافة مواطنه هيرفي رونار،بعدما أعجب بمشروع المنتخب المغربي وأظهر رغبة كبيرة في العمل مع المغاربة، بعدما ظل لسنوات طويلة يقترن إسمه بإمكانية الإشراف على أسود الأطلس، في كل مرة يخرج منها المنتخب المغربي من إحدى المنافسات القارية أو يعجز عن التأهل لها. سبق لخاليلوزيتش أن خاض تجربة بالمغرب، إذ أشرف على تدريب الرجاء البيضاوي في موسم 1997 – 1998، وكانتا سنتين شكلتا الإنطلاقة الحقيقة له في عالم التدريب، حيث توج مع "العالمي" بلقب عصبة أبطال أفريقيا ، والبطولة الوطنية، وهو النجاح الذي فتح للبوسني باب كبريات الأندية في فرنسا، والعديد من المنتخبات في إفريقيا وآسيا، وشكل أيضا بلسما داوى به جراحه التي فتحت في بلده خلال الحرب العرقية قبل بضع سنوات من التتويج الإفريقي مع الرجاء، إذ هرب وحيد وغادر موطنه في البوسنة عام 1993 بعدما تلقى تهديدا بالقتل من مجلس الدفاع الكرواتي ضمن الحرب العرقية والدينية على المسلمين التي قامت بين البوسنيين والكروات، وبعد رحيله تم تدمير منزله وحرقه، حيث نجا وأنقذ أسرته المكونة من زوجته وولدين. بعد نجاحه في المغرب تعاقد في أكتوبر 1998 مع نادي ليل، ليحقق وحيد نجاحا أخر في "الليغ 2"، حيث تصدر أندية الدرجة الثانية بفارق ستة عشر نقطة عن وصيفه، وخلال موسمه الأول في الدرجة الأولى إحتل ليل المركز الثالث مما مكنه من المشاركة في عصبة أبطال أوروبا في الموسم التالي، وهو ما أكسبه سمعة كبيرة في البطولة الفرنسية ، وفي موسم 2002 إحتل ليل المركز الرابع المؤهل إلى كأس الاتحاد الأوروبي، ليقرر وحيد البحث عن تجربة جديدة، رفقة رين، الذي كان يعاني في أسفل ترتيب البطولة لكن المدرب القادم من البوسنة تمكن من إعادة التوازن إليه، ما حذا بالعملاق الباريسي إلى الاستعانة بخدماته، وظفر بخدمات المدرب خاليلوزيتش رغم العروض التي تلقاها من أندية إسبانية وألمانية. خلال سنته الأولى في عاصمة العطور والموضة، توج وحيد مع باريس سان جيرمان بكأس فرنسا، وإحتل معه الوصافة في البطولة الفرنسية خلف أولمبيك ليون ما أهله للعب في عصبة أبطال أوروبا، غير أن الأمور لم تكن جيدة في الموسم الموالي وفسخ عقده مع الفريق بسبب سوء النتائج. عامي 2005 و 2006 انتقل وحيد إلى تركيا من أجل تدريب طرابزون سبور، الفريق احتل المركز الرابع خلف أندية إسطنبول الكبيرة، وهي بسيكطاش، غلطة سراي، وفنرباتشي، على الرغم من تأهل الفريق للعب في كأس الاتحاد الأوروبي في الموسم التالي إلا أنه قرر ترك النادي. عاد وحيد إلى إفريقيا في 2008، لكنه هذه المرة اختار أن يجرب تدريب المنتخبات، حيث تعاقد مع الجامعة الإيفوارية لقيادة الفيلة، وحقق رقما مهما حيث لم يذق المنتخب الايفواري طعم الهزيمة طيلة سنتين، وتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية و كأس 2010، لكنه لم يتجاوز دور ربع النهائي في كأس إفريقيا، ما حدا بالمسؤولين الايفوارين الاستغناء عن خدماته. بعدها خاض وحيد تجربة قصيرة مع دينامو زغرب، لم تدم بسبب خلافاته مع رئيس الفريق، بالرغم من نجاحه محليا وتتويجه بالبطولة، ليعود مرة أخرى لإفريقيا عبر بوابة المنتخب الجزائري، الذي تولى قيادته في يونيو 2011 وقاده للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014، وتمكن من التأهل إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخ البلاد، قبل أن يشرف على تدريب نانط ليفك هذا الصيف إرتباطه به.