أمضى العديد من الجزائريين ساعات طويلة بين ليل الإثنين وصباح الثلاثاء منتظرين أمام أحد ملاعب العاصمة، سعيا للحصول على فرصة تخولهم حضور المباراة النهائية لكأس الأمم الإفريقية في كرة القدم، بين منتخب بلادهم والسنغال في القاهرة الجمعة. ويخوض محاربو الصحراء في 19 تموز/يوليو على ستاد القاهرة الدولي، النهائي الأول لهم في البطولة منذ أن توجوا بلقبهم الوحيد على أرضهم عام 1990. وستوفر السلطات الجزائرية تحضيرا للمباراة المرتقبة، "جسرا جويا" من 28 طائرة، لتنقل بين بلادها ومصر، نحو 4800 مشجع. ومنذ وقت مبكر الثلاثاء، اصطف آلاف الجزائريين خارج أسوار "ملعب 5 جويلية" (يوليو/تموز) في الجزائر العاصمة، قبل الدخول الى الملعب بدءا من الثامنة صباحا، لتسجيل أسمائهم من أجل التمكن من السفر الى مصر. وقال رؤوف بن علي (21 عاما) الآتي من ولاية بويرة على بعد نحو 100 كلم من العاصمة، لوكالة فرانس برس "لقد أمضيت الليلة أسفل شجرة". على مقربة منه، كان معمر (31 عاما) الذي جاء مساء الإثنين من بلدة الشلف (تبعد نحو 200 كلم عن العاصمة)، لكنه تحسب لتمضية الليل في انتظار صباح الدخول الى الملعب، فأحضر فرشته الخاصة معه. لكن الحضور المبكر لم يضمن لكل المشجعين فرصة دخول الستاد. وأوضح رؤوف أن عناصر الشرطة الذين انتشروا بأعداد كثيفة "لم يسمحوا سوى بدخول عشرات الأشخاص، قبل أن يوصدوا الأبواب مجددا". أما معمر، فقال إنه تمكن من الدخول لكن "الشرطة أخرجتنا بعد حصول تدافع"، مضيفا "أعتقد أنني سأضطر لمتابعة المباراة عبر التلفزيون". ووصلت أعداد المشجعين المتجمعين خارج الملعب الى خمسة آلاف شخص، وحمل كل منهم جواز سفره ومبلغ 35 ألف دينار (260 يورو) تشمل سعر تذكرة السفر، النقل الى الملعب، وبطاقة دخول لحضور المباراة التي تقام عند الساعة 19,00 بتوقيت غرينيتش الجمعة. ويقارب هذا المعدل الشهري للأجور في الجزائر، والبالغ 40 ألف دينار. ويحصل كل مشجع يقوم بتسجيل اسمه لدى هيئة عامة للسياحة، بالحصول على مستند يخوله السفر الى مصر على متن الرحلات التي من المقرر ان تنطلق ليل الخميس الجمعة. وإزاء الضغط الذي حصل في صفوف انتظار الرجال، كان الوضع أفضل في صفوف النساء نظرا لقلة الأعداد، حيث تمكنت المنتظرات من الدخول وتسجيل أسمائهن بشكل أسهل. وعلق محمد زمار (22 عاما) على ذلك بالقول "السيدات كان لهن حظ أفضل. اللواتي أتين تمكّن من التسجيل بسهولة". وانتظر العديد من المشجعين لساعات تحت أشعة الشمس الحارة. وعند انتصاف اليوم، كان قرابة ألف شخص يواصلون الانتظار، ويحاولون معرفة إذا سيتمكنون من تسجيل أسمائهم اليوم، أو القيام بذلك غدا. وشدد هشام إسعد (28) على أن "الأمر منهك لكنني لن أستسلم". لكن تصميم آخرين لم يكن بالصلابة ذاتها، ومنهم لطفي تيتح الذي أشار الى أنه تمكن من الدخول "لكن الموظفين أوقفوا التسجيل بعد التعدي عليهم من قبل مجموعة من المشجعين".