يأمل "المعلم" التونسي فوزي البنزرتي و"التلميذ" مواطنه معين الشعباني في وضع اليد على لقب مسابقة دوري أبطال إفريقيا في كرة القدم عندما يقود كل من المدربين الوداد البيضاوي المغربي بطل 2017، والترجي التونسي بطل 2018 الجمعة في ذهاب الدور النهائي في الرباط. ويقام إياب الدور النهائي في 31 أيار/مايو على الملعب الأولمبي رادس ضواحي العاصمة تونس. وسيكون الدور النهائي بين الترجي والوداد البيضاوي إعادة لمواجهتها في الدور ذاته عام 2011 عندما نال الفريق التونسي اللقب. ويسعى الترجي للقبه الرابع في ثامن نهائي في المسابقة بعد تتويجه أعوام 1994 و2011 و2018، والوداد البيضاوي إلى لقبه الثالث في رابع نهائي في تاريخه بعد تتويجه عامي 1992 و2017. - "لا يعترف بالمستحيل" - يعرف البنزرتي (60 عاما) والشعباني (37 عاما) بعضهما البعض جيدا كونهما عملا معا في صفوف الترجي مرتين: الأولى عندما كان الأول مدربا للترجي عام 2003 وأحرز اللقب بتشكيلة ضمت الشعباني كلاعب، والثانية عندما كان الأول مدربا والثاني مساعدا له عام 2017 وتوجا أيضا شراكتهما بلقب الدوري المحلي والبطولة العربية. وأشاد البنزرتي بلاعبه ومساعده السابق قائلا إنه "يتقمص ثوب المحب لفريقه قبل أن يكون مدربا أول للنادي، لا يعترف بالمستحيل في كرة القدم ويرفض الهزيمة مهما كان المنافس". وأضاف "يتمتع أيضا بثقة كبيرة في النفس وهو ما يجعله متميزا على غيره من المدربين، هي احدى نفاط القوة التي تجعل كل اللاعبين متضامنين وفي انسجام تام معه إلي أبعد الحدود"، متابعا أنه "كان من اللاعبين المتوجين على حساب الوداد بلقب 2011، ونجح حتى الان في مهمته". وأبدى البنزرتي أمله في "تتويج عملي مع الوداد بلقب قاري"، في مواجهة فريق "قوي وقوي جدا بلاعبيه الذين أعتبرهم أبنائي وسبق لي تدريبهم". - "عشنا فترات جيدة وصعبة" - من جهته، أثنى الشعباني على البنزرتي قائلا "عملت معه من قبل في الترجي، وعشنا فترات جيدة وصعبة معا، وإن شاء الله النهائي سيكون عرسا كرويا كبير، لأن الترجي والوداد كبيران". وأضاف "أوراقنا مكشوفة وبالتالي فالمواجهة ستكون مفتوحة وغنية بالاثارة، وبطبيعة الحال سنبذل كل ما في وسعنا من أجل العودة بنتيجة مطمئنة". ويأمل الشعباني في استغلال الفترة الصعبة التي يمر بها الوداد في الآونة الأخيرة وتحديدا منذ حجزه بطاقة الدور النهائي، حيث فشل في تحقيق الفوز في ثلاث مباريات متتالية. وبعدما كان يبتعد بفارق كبير عن مطارده المباشر غريمه التقليدي الرجاء البيضاوي أصبح الفارق بينهما 3 نقاط فقط قبل مرحلتين من نهاية الموسم في الدوري المغربي. وأقر البنزرتي بمرور فريقه بفترة صعبة سواء لناحية النتائج أو الاصابات، لكنه أكد أنه "وضعنا الأمور المحلية جانبا وتركيزنا حاليا منصب على المسابقة القارية حيث صفوفنا شبه مكتملة ونطمح إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق نتيجة تؤمن لنا خوض مباراة الاياب بارتياح ولو ان المهمة لن تكون سهلة سواء في المغرب أو تونس". وتأثر الوداد بغياب نجميه محمد أوناجم وأمين التيغزاوي بسبب الإصابة، واستعاد خدمات الأول في مباراته الأخيرة أمام اتحاد طنجة (2-2) عندما شارك في الدقائق الأخيرة وسيكون بالتالي أبرز أسلحته لفك شيفرة دفاع الترجي. ويسعى الوداد إلى الثأر من الترجي الذي حرمه من لقب 2011 وتحقيق فوزه الأول على الفريق التونسي في المسابقة القارية العريقة في خامس مباراة بينهما بعدما تعادلا ثلاث مرات وخسر مرة واحدة في إياب الدور النهائي صفر-1 في رادس، لكن المهمة لن تكون سهلة أمام الفريق التونسي الذي لم يخسر اي مباراة في المسابقة هذا الموسم. والتقى الفريقان عام 1998 في نصف نهائي كأس الكؤوس الإفريقية التي أدمجت لاحقا مع كأس الاتحاد، ففاز الترجي 4-1 ذهابا في تونس وخسر صفر-2 ايابا في الدارالبيضاء في طريقه الى الدور النهائي الذي حسمه لصالحه على حساب بريميريو دي أغوستو الأنغولي (3-1 ذهابا و1-1 ايابا). وفضل البنزرتي إبعاد لاعبيه عن الضغوط عندما اختار مدينة بوزنيقة بضواحي الدارالبيضاء للاستعداد لمواجهة الترجي. وكان الوداد البيضاوي يأمل في استضافة الدور النهائي على ملعبه "محمد الخامس" في الدارالبيضاء لضمان دعم جماهيري كبير، بيد أن المسؤولين عن الملعب أكدوا عدم جاهزيته بسبب عدم انتهاء اشغال الصيانة التي يشهدها منذ فترة طويلة على أمل استضافة منافسات دورة الألعاب الافريقية التي ينظمها المغرب الصيف المقبل. ويخوض الفريقان المباراة تحت تهديد غياب أكثر من نجم في صفوفهما عن مباراة الاياب بسبب الايقاف، كون 5 لاعبين من الوداد (حارس المرمى رضا التكناوتي وأشرف داري ومحمد أوناجم وصلاح الدين السعيدي وزهير المترجي) و7 من الترجي (معز بن شريفية ورامي الجريدي وشمس الدين الذوادي وغيلان الشعلاني وفوسيني كوليبالي وطه ياسين الخنيسي وأنيس البدري) سيحرمون في التواجد في رادس في حال حصولهم على انذارات في الرباط. وتخطى الممثلان العربيان الدور نصف النهائي بعدما على دافعا عن فوزيهما الثمينين على أرضهما ذهابا (الوداد أمام صنداونز الجنوب افريقي بطل 2016 بنتيجة 2-1، والترجي على مازيمبي الكونغولي الديموقراطي بطل 2015 بنتيجة 1-صفر)، وعاد كل منهما بالتعادل السلبي خارج القواعد في نسخة تاريخية شهدت للمرة الأولى بلوغ أبطال النسخ الأربع الأخيرة الدور نصف النهائي. وهي المرة الثالثة تواليا يكون فيها الدور النهائي عربيا بعد تتويج الوداد والترجي على حساب الأهلي المصري في النسختين الأخيرتين.