الكثير من اللاعبين الذين يشتغلون في الظل، ويسموا جنود الخفاء، وإذا كان نهضة بركان قد تألق هذا الموسم، فإن ذلك يعود لمجموعة من اللاعبين أبرزهم الظهير الأيمن عمر النمساوي الذي يبقى من العناصر التي خطفت الأضواء. وينجح النمساوي في الجمع بين دوره الدفاعي والهجومي، على طريقه المدافعين الكبار، والأكيد أن أكثر ما يميزه هي تمريراته الذكية والتي سجل منها مهاجمو الفريق البركاني الكثير من الأهداف. النمساوي يفتح قلبه في حواره مع جريدة «المنتخب»، وتطرق فيها عن مجموعة من النقاط التي تهم تألق نهضة بركان وطموحاته، ومشواره الرائع في كأس الكونفدرالية الإفريقية، إلى جانب مواضيع أخرى. المنتخب: الزمالك خصمكم المقبل في النهائي، كيف ترى هذه المواجهة؟ عمر النمساوي: الزمالك له وزن على المستوى الإفريقي، مجموعته الحالية تعرف الكرة المغربية، بحكم أنه واجه اتحاد طنجة وحسنية أكادير في الأدوار السابقة. أهم ملاحظة، أن الفريق المصري لا يُسجل عليه خارج ملعبه، لقد تعرض لخسارة واحدة أمام غورماهيا الكيني 4/2، غير ذلك، فدفاعه يكون قويا خارج قواعده، ما يؤكد قوة منظومته الدفاعية، لذلك سنحاول في الذهاب داخل قواعدنا فك شفرته، لأننا نعرف أننا مطالبون بالتسجيل، لأن المباراة النهائية لها طقوسها وحساياتها. المنتخب: ما سر الطفرة النوعية لنهضة بركان في السنوات الأخيرة؟ عمر النمساوي: تلاحم المجموعة والإستقرار من أهم عوامل تألق نهضة بركان، حيث هناك استراتيجية محترفة ينهجها الفريق منذ سنوات، إضافة إلى الجمهور والإدارة التقنية، كلها أطراف متداخلة فيما بينها، بل كل طرف يكمل الأخر ويعزف نغمة واحدة. المنتخب: هل صحيح أن غياب لضغط يبقى من أسرار النجاح؟ عمر النمساوي: لا أعتقد، نهضة بركن بدوره يعرف ضغطا وله مسؤولياته، وله أيضا قاعدته الجماهيرية، تطالبنا بتشريف الفريق والمنافسة على الألقاب، ومكتب مسير يسعى لتلميع صورة الفريق، ويطالب بدوره من اللاعبين أن يساهموا في هذا المشروع، لذلك الضغط موجود داخل الفريق، كل ما في الأمر أنه يبقى داخل أسوار النادي. المنتخب: التمريرات المحكمة تبقى من أهم مميزات النمساوي، من أين اكتسبت تلك الروح الهجومية رغم أنك مدافع؟ عمر النمساوي: هي طريقتي في اللعب، لكن في الأخير، المدافع لا يجب أن ينحصر دوره في الدفاع، بل لا بد من مساندة المهاجمين، خاصة عندما يمارس في مركز الظهيرين الأيمن والأيسر، أنا لا أتوانى في الصعود، خاصة أن التمريرات الجانبية تبقى من مفاتيح الهجمات والأهداف، لذلك لا أتأخر في مساندة المهاجمين كلم كانت أمامي الفرصة. المنتخب: المدرب منير الجعواني يبقى معادلة صعبة في النجاح، ماذا عن فلسفته التدريبية؟ عمر النمساوي: أعتقد أن الإنجازات التي حققها الفريق خير شاهد على العمل الكبير الذي يقوم به منير الجعواني، إنه مدرب يزرع الحماس في اللاعبين ويعطي الأولوية للصرامة التكتيكية، ويترك أيضا الحرية للاعبين لتفجير مواهبهم داخل الملعب، خاصة أن الشراسة والاندفاع البدني من الأمور التي أصبحت من أولويات الكرة الحديثة. المنتخب: المعروف أن الجعواني له طريقة مميزة ويتحرك كثيرا في المباريات، كيف تتفاعلون مع هذه التحركات؟ عمر النمساوي: في الواقع اعتدنا نحن اللاعبون على تحركاته بتلك الطريقة، لدرجة أننا نتراخى عندما لا يحمسنا من دكة الإحتياط، أو لا يعطينا التعليمات بطريقته المعروفة، حيث نتفاعل معها، وتزيدنا رغبة في تحقيق الأفضل، لذلك أتصوره هادئا. المنتخب: أخيرا، عقدك ينتهي الصيف المقبل، ماذا عن مستقبلك؟ عمر النمساوي: في الواقع هناك بعض الأمور ما زلت لم أحسم فيها، ولو أني حاليا أضع هذا الموضوع جانبا، وأركز على نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، وبعدها سأحدد مستقبلي.