قطعا هو أكثر المواسم توهجا لسفرائنا في مختلف البطولات الأوروبية، لاعبونا يقدمون أروع اللوحات بأنديتهم، يهزون الشباك ويقودون أنديتهم نحو الإنتصارات والألقاب، إذ يبصم لاعبو الأسود على حضور جيد وتفوق كبير، بل جعلتهم وسائل الإعلام الدولية مادة دسمة للحديث عن قصص التوهج التي يوقعون عليها، فمروان الشماخ الذي بات الفتى المدلل لبوردو الفرنسي ونجمها المفضل يقدم أروع الصور بحضوره المميز وأهدافه الحاسمة، حيث بلغ سقف إحدى عشر هدفا، ومعه أيضا يوسف حجي الذي يقود نانسي بشكل مثير وانفتحت شهية أهدافه إلى عشرة، ناهيك أيضا عما قدمه منير الحمداوي هداف فريقه أزيد ألكمار المتوج باللقب، بل هداف البطولة الهولندية ككل ب 22 هدفا·· وفي الكالشيو وما أدراك ما الكالشيو فإن الحسين خرجة يدون إسمه في قائمة المتألقين والهدافين عندما رفع رصيده إلى خمسة أهداف، وتلك خطوة تحسب لخرجة الذي يحافظ داخل فريقه سيينا على رسميته ومستواه، كما حضور نبيل باها مع فريقه مالقا الإسباني جد لافت هذا الموسم بأهدافه التسعة، وهو ما ينطبق على مبارك بوصوفة مع فريقه أندرلخت الذي سجل عشرة أهداف ونبيل درار مع بروج· صحيح أن صورة الكرة المغربية داخل البطولات الأوروبية المختلفة تبدو ملفتة بسفرائها المتألقين، لكن مع الأسف أن هذا التألق يغيب في المشاركات الدولية مع المنتخب المغربي، إذ نجد أن نسبة عطاء لاعبينا تقل وحضورهم يتقزم من لاعب لآخر، وكأني بلاعبين آخرين أو أشباح هذه النجوم المتألقة بالقارة العجوز هم من يدافعون عن ألوان منتخبنا·· ترى ما الذي يجعلهم متألقون مع أنديتهم وباهتون رفقة المنتخب المغربي؟ بكل تأكيد أن أسلوب اللعب يختلف والطقوس التكتيكية تتنوع، فكل مدرب إلا وله رؤيته وفكره والنهج الذي يعول عليه، وقد نجد أن دور اللاعب قد يختلف ما بين فريقه والمنتخب الوطني، وعلى هذا الأساس قد لا يجد هذا اللاعب ما يعينه داخل المنتخب من أدوات تكتيكية تدفع به لتقديم أفضل العطاء، وقد يزيد هذا الإختلاف أيضا على صعيد المركز المناط له، ناهيك أيضا أن اللاعب عادة ما يكون مرتبط أكثر بالفريق، محيطه، أنصاره، وزملاؤه، حيث يقضي أكثر فترات الموسم تحت كنف النادي بخلاف المنتخب الوطني الذي يتردد عليه اللاعبون بين الفينة والأخرى، إذ قد لا يتجاوز المعسكر في المباراة الودية الأربعائية يومين أو في بعض الظروف يوم واحد، والأكيد أن هذه الإعتبارات هي ما تفسر عدم ظهور لاعبين من أمثال الشماخ وحجي وخرجة وغيرهم بنفس الصورة، وإن كان المدرب هو الآخر يتحمل جانبا من هذا التراجع، فهو الكفيل بالبحث عن طرق الإستفادة من لاعبيه بوضعهم في نفس المركز ونفس الدور وتوفير الأجواء المحيطة التي تساعد على العطاء، فقد يكون لهذا التراجع أيضا علاقة بالأجواء والتواصل والإنسجام، فعندما لا يجد لاعب المنتخب سبل الراحة أكيد أن الأداء يتأثر ويتراجع، بل يتأثر معه مستوى المنتخب ككل، الأمر أيضا يتحمله اللاعب نفسه أيضا، وذلك بالتفكير أكثر في مصلحة المنتخب الوطني والتركيز أكثر مثلما يركز داخل ناديه الأوروبي· وبغض النظر عن أسباب هذا التناقض في الأداء، فما نتمناه اليوم أن ينجح لاعبونا الدوليون في تكريس هذا التوهج في عرين الأسود لأننا اليوم أحوج لأهدافهم وتألقهم·