تنتظر الوداد البيضاوي مواجهة صعبة وقوية تجمعه بمضيفه أسيك ميموزا الإيفواري، وذلك برسم الجولة الخامسة، وقبل الأخيرة من دور المجموعات لعصبة الأبطال الإفريقية، الفريق الأحمر يتصدر المجموعة رفقة ماميلودي صنداونز، لكن الوضعية ما زالت غامضة بهذه المجموعة باعتبار أن أسيك ميموزا سيدافع عن حظوظه، كما سيحاول رد الإعتبار والثأر من الهزيمة القاسية التي تعرض لها في الذهاب، ما يؤكد بأن المهمة لن تكون سهلة أمام أشبال المدرب البنزرتي المطالبين أكثر من أي وقت مضى بالتعامل مع المباراة بحزم وندية لتفادي السقوط في المحظور. النقط الضائعة الفريق الأحمر ضيع فرصة الإنفراد بصدارة المجموعة حين اكتفى بالتعادل داخل ميدانه أمام لوبي ستارز بعد أن عاد بفوز ثمين من قلب نيجيريا، وهي النتيجة التي لم يستثمرها على نحو جيد في مباراة الإياب، حيث كان مفترضا تحقيق الفوز وإضافة ثلاث نقط للرصيد، كان سيقطع بها الفريق شوطا مهما نحو التأهل لدور الربع، لكن حاليا لا يمكن البكاء على اللبن المسكوب، فكل الحظوظ ما زالت قائمة شريطة التعامل مع الجولتين القادمتين بنفس الغرينتا التي أبان عليها الفريق في مباريات البطولة الإحترافية ما مكنه من تحقيق سبع انتصارات متتالية جعلته يغرد خارج السرب ويسير بخطى ثابتة في اتجاه اللقب رقم 20. جولة حاسمة بعد مرور أربع جولات لم تتضح بعد معالم هذه المجموعة الأولى التي يبدو بأنها متوازنة، وكل الأندية التي تشكلها ما زالت تحافظ على حظوظها لضمان التأهل لدور الربع شريطة تحقيق نتائج جيدة في الجولتين الأخيرتين، ومن دون شك فإن الصراع والمنافسة ستشتد في الأمتار الخيرة، وقد تحسم الأهداف كذلك الصراع لهذا الفريق أو ذاك، في حال التساوي في النقط. ويبقى الأهم هو جمع أكبر عدد من النقط لضمان المرور لدور الربع، وهذا يمر عبر استغلال أمثل للفرص سواء تعلق الأمر داخل الميدان أو خارجه، ويبدو بأن فريق الوداد ومن خلال مشاركته في دور المجموعات في النسخ الثلاث الأخيرة قد اكتسب التجربة التي ستساعده على التعامل بشكل جيد مع مثل هذه المباريات التي تكون حاسمة، وكما عاد الفريق بفوز من نيجيريا، بإمكانه تحقيق نفس الإنجاز بأبيدجان. التعامل بذكاء يبدو بأن المدرب البنزرتي قد استفاد من دروس المباريات السابقة خارج القواعد حين اكتفى الفريق الأحمر بتعادلات أو تعرض لهزائم، قبل أن يتدارك الموقف بتغييره لطريقة اللعب في المباراة الأخيرة بنيجيريا ما مكنه من العودة بفوز مهم، وذلك عكس ما حصل في جنوب إفريقيا حين عجز الفريق الأحمر عن الحفاظ على نتيجة التعادل بفعل مغامرته الهجومية أمام فريق متمرس، إذ لا يمكن دوما اللعب أمام مثل هذه الأندية بطريقة مفتوحة ومكشوفة، لأن ذلك يمنحها فرص أكبر لتسجيل الأهداف، ويبقى الأفضل في مثل هذه المواجهات إلتزام الحذر والصرامة الدفاعية، وتقليص المساحات أمام الخصم مع الرد بهجومات مضادة سريعة، وتفادي التماطل كثيرا في بناء العمليات ما يترك الفرصة للمنافس للتراجع وتنظيم صفوفه. مباراة ثأرية كلنا نتذكر كيف تمكن الفريق الأحمر من اكتساح خصمه الإيفواري في مباراة الذهاب بخماسية، في افتتاح دور المجموعات لعصبة الأبطال، أسيك ميموزا لم يتجرع مرارة هذه الهزيمة التي جرحت كبرياءه، وسيسعى جاهدا وبكل الوسائل المتاحة أمامه للثأر لهذه النتيجة السلبية، وذلك باستغلال عاملي الأرض والجمهور لإلحاق الهزيمة بالوداد، و هذا ما يفرض على لاعبي الفريق الأحمر التحلي بالحيطة والحذر، فأسيك ميموزا غالبا ما يكون قويا بميدانه، حيث استطاع التفوق على لوبي سطار، لكنه اكتفى بتعادل سلبي أمام ماميلودي صنداونز، الفريق الإيفواري يحتل المرتبة الثالثة برصيد أربع نقط و تفصله ثلاث نقط عن الصدارة التي يتواجد بها الوداد ما يجعلها مباراة من ست نقط بالنسبة للفريق الأحمر. التركيز على العصبة إستعاد الوداد في الدورات الأخيرة الكثير من مؤهلاته وقوته، بعد أن نجح في تحقيق سبع انتصارات متتالية في البطولة شحن بها معنوياته قبل التنقل يومه الخميس نحو أبيدجان، وسيسعى الفريق الأحمر للحفاظ على سلسلة نتائجه الإيجابية، والعودة بفوز ثاني على التوالي خارج قواعده، وهذا ليس بمستحيل على لاعبين أدمنوا الإنتصارات، وكما أكد المدرب فوزي البنزرتي فإن فريقه سيطوي صفحة البطولة الإحترافية، من أجل التركيز أكثر على عصبة الأبطال الإفريقية التي تتطلب بذل مجهودات مضاعفة في الجولتين القادمتين لضمان التأهل للدور القادم كخطوة أولى نحو المنافسة على استعادة اللقب الذي ضاع من الفريق في النسخة السابقة. مفتاح الصعود بعد مرور 19 دورة من البطولة الإيفوارية يحتل أسيك ميموزا الرتبة الرابعة برصيد 28 نقطة، ويبتعد عن الصدارة ب 14 نقطة، ما يعني بأن فرصة تتويجه باللقب المحلي باتت جد صعبة إن لم نقل مستحيلة، وبالتالي ينتظر أن يسخر كل جهوده لمنافسة عصبة الأبطال الإفريقية، ما سيزيد من صعوبة هذه المواجهة، حيث سيركز عليها الفريقان باعتبار الفوز فيها هو مفتاح التأهل عن هذه المجموعة، وهذا تحدي جديد ينتظر لاعبي الفريق الأحمر، وكمغاربة فإن ثقتنا كبيرة في قدرة هذه العناصر التي يقودها مدرب محنك وخبير بالكرة الإفريقية على انتزاع نتيجة إيجابية من قلب أبيدجان. البرنامج السبت 9 مارس 2019 بأبيدجان: ملعب هوفويت بوانيي: س 17: أسيك ميموزا الوداد البيضاوي