سيواجه الوداد البيضاوي بجنوب إفريقيا مضيفه ماميلودي صنداونز برسم الجولة الثانية من دور المجموعات لعصبة الأبطال الإفريقية، أشبال المدرب البنزرتي سيواجهون الخصم الجنوب إفريقي وهم منتشين بصدارتهم للمجموعة بعد الفوز القوي على حساب أسيك ميموزا بخماسية في الجولة الأولى، وسيبحثون مجددا في هذه المباراة عن نتيجة إيجابية تمكنهم من الحفاظ على هذا الإمتياز، وتأكيد تفوقهم في السنوات الأخيرة في المواجهات المباشرة التي جمعتهم بفريق صنداونز. مباراة بطابع الثأر على الورق يعتبر الفريقان من أبرز المرشحين للتأهل عن هذه المجموعة، حيث سبق أن تواجدا في مجموعة واحدة في النسخة السابقة، وتأهل الوداد كمتصدر للمجموعة، في حين فشل صنداونز في الصعود لدور الربع، وسيحاول تدارك ما ضاع منه هذا الموسم، وإن كانت انطلاقته في دور المجموعات غير موفقة بعد أن حصد الهزيمة بنيجيريا ولم يستطع الحفاظ على تقدمه في النتيجة، ويعرف جيدا قوة الوداد البيضاوي، حيث تقابل الفريقان في عدة مناسبات في السنتين الأخيرتين، وسبق للفريق الأحمر أن أسقط خصمه الجنوب إفريقي من دور الربع، وفي النسخة السابقة عاد الوداد بتعادل ثمين من بريطوريا بفضل هدف اسماعيل الحداد، وفي الإياب تفوق الفريق الأحمر بمركب محمد الخامس، وبالتالي ينتظر أن يسخر الخصم كل طاقته لإسقاط الفريق الأحمر، والثأر لنفسه من هذا الفريق الذي حرمه من التتويج بلقب الأميرة السمراء للمرة الثانية على التوالي. جمع أكبر عدد من النقط دور المجموعات يختلف كليا عن المواجهات المباشرة ذهابا وإيابا، حيث تكون لكل فريق حساباته الخاصة، وكذا النتائج التي يجب تحقيقها حسب طبيعة الخصم وكذا ظروف المباراة، ويبقى الأهم هو جمع أكبر عدد من النقط لضمان المرور لدور الربع، وهذا يمر عبر استغلال أمثل للفرص سواء تعلق الأمر داخل الميدان أو خارجه، ويبدو بأن الوداد ومن خلال مشاركته في دور المجموعات في النسخ الثلاث الأخير قد اكتسب التجربة التي ستساعده على التعامل بشكل جيد مع مثل هذه المباريات، كما أن رحلاته السابقة لجنوب إفريقيا بإمكانها أن تفيد اللاعبين وتعينهم على العودة بنتيجة إيجابية كما حصل في الموسم الماضي. إكتساب ثقافة اللعب في الأدغال خاض المدرب البنزرتي أول تجربة مع الوداد في عصبة الأبطال الإفريقية الموسم الماضي، لكنها لم تكتمل بحكم مغادرته قبل مواجهة الإياب مع صنداونز، وهذا الموسم يعود مجددا لقيادة السفينة، وبعد تجاوز فريق سينغالي عنيد في الدور الأول بصعوبة، عاد الفريق الأحمر ليضرب بقوة في الجولة الأولى من دور المجموعات حين سحق خصمه أسيك ميموزا بخماسية،لكن هذه النتيجة لا يمكن اعتبارها مقياسا،إذ غالبا ما حقق فرسان الوداد نتائج جيدة داخل القواعد، لكنهم في كثير من المناسبات لا يتعاملون مع المباريات خارج الميدان بشكل جيد، ولعل الأرقام والإحصائيات تؤكد عجز الفريق الأحمر عن تحقيق الفوز في الأدغال الإفريقية لأكثر من عشر مباريات خلت، إذ غالبا ما حصد الفريق الهزائم، أو اكتفى بالحصول على التعادل في أحسن الأحوال، لذا يجب على الفريق الأحمر التسلح بالثقة والإيمان بالقدرات الفردية والجماعية، وحضور التركيز الذهني وأهم شيء القتالية داخل المستطيل الأخضر. إرباك حسابات الخصم مثل هذه المباريات تحسمها بعض الجزئيات البسيطة، وباعتبار الخصم الجنوب إفريقي هو الذي يستقبل بميدانه فسيكون مطالبا بالمزاوجة بين الأدوار الهجومية والدفاعية، فإلى جانب بحثه عن الأهداف، سيكون كذلك ملزما بتوخي الحذر الدفاعي لتفادي قبول هدف قد يربك حساباته ويعقد من مهمته، ولتحقيق هذه الغاية سيحاول أبناء مانديلا فرض أسلوب لعبهم واستغلال امتياز الملعب والجمهور لصالحهم، في حين يبدو من الطبيعي أن يركز الوداد أكثر على الجانب الدفاعي لتقليص المساحات الفارغة، مع المناورة بالهجومات المضادة السريعة التي يتقنها الفريق الأحمر، وسبق للإطار التونسي بضغطه العالي أن نجح في إرباك الإطار حسابات أبناء مانديلا، حين عاد بتعادل ثمين من ملعب لوكاس موريبي بفضل هدف الحداد، وهذا الموسم بالنظر للهشاشة التي ظهر بها دفاع صنداونز في المباراة الأخيرة بإمكان الفريق الأحمر العودة بنتيجة أفضل شريطة حضور الفعالية وعدم إهدار الفرص الثمينة التي ستتاح للاعبيه. الإستمرار في حصد النتائج بغض النظر عن الهزيمة بثلاثية بميدان دياراف السينغالي، فإن باقي النتائج التي حققها الفريق الأحمر منذ عودة المدرب البنزرتي كانت جيدة، وهذا ما أسعد الإطار التونسي الذي عبر مؤخرا عن ارتياحه لتطور أداء لاعبيه، خاصة ما يتعلق بالتنشيط الهجومي الذي تحسن بشكل كبير، وبالرغم من ضغط المباريات وقوتها، فإن المجموعة الودادية عرفت كيف تتعامل معها،و استطاعت أن تحسم غالبيتها بفضل تجربتها وتمرسها، وهذا ما أكد عليه الإطار التونسي حين قال بأن المباريات الكبيرة تلعب على جزئيات بسيطة، وحينما لا تستطيع الفوز، على الأقل يجب ألا تنهزم، إنها فلسفة مدرب صال وجال في الملاعب الإفريقية، ونتمنى أن تشكل خارطة طريق بالنسبة للعناصر الودادية في هذه المسابقة القارية، خاصة في المباريات التي يخوضها الفرسان خارج الديار. حضور الثوابت الأساسية للفريقين الحرب خدعة، وبداية كسب المعركة تنطلق من الدراسة الجيدة للخصم والمعرفة الدقيقة لنقط الضعف والقوة لديه، ومن دون شك فإن المدرب البنزرتي لن يغفل هذا الجانب، وإن كان بعض المدربين يركزون أكثر على فريقهم، فالفريق الجنوب إفريقي يضم بين صفوفه مجموعة من العناصر المجربة التي تجاور منتخب البافانا بافانا، خاصة الخط الأمامي الذي يتميز بالسرعة، ماميلودي صنداونز حافظ على غرار الوداد على ثوابته الأساسية بحضور لاعبين من طينة مورينا، مابوندا، نشمنطو، كيكانا، سيرينو والنجم ماديشا وبقيادة المدرب بيتسو جون موسيماني الذي سبق له مواجهة الوداد تحت قيادة أطر تقنية مختلفة من عموتا للبنزرتي ثم السكتيوي، وهذا يجعل المواجهة مفتوحة على كل الإحتمالات، إلا أن ثقتنا كبيرة في أصدقاء العميد نقاش، وإن شاء الله بعزيمة الرجال وإصرار الأبطال سيعود الوداد غانما من بلاد مانديلا. السبت 19 يناير 2019 إياب الجولة الثانية لمجموعات عصبة الأبطال بجنوب إفريقيا: ملعب لوفتوس فيرسفيلا: س20: ماميملودي صنداونز الوداد البيضاوي