لست أرى من ظرفية أهم من هاته، ليخرج السيد عبد السلام أحيزون من موقعه كرئيس للجامعة الملكية لألعاب القوى، وينهي حالة التسيب التي تسود بيت ألعاب القوى· أسمع وتسمعون معي دوي إنفجارات قوية، فمع إطلالة كل صباح تقع عيني وعيونكم على تصريحات مزلزلة، على ذبح إعلامي وعلى تسفيه لكثير من القيم التي تقوم عليها الرياضة، قيم الوفاء والترفع عن كشف الغسيل الوسخ· مهين للكرامة وللكبرياء، وكذب أيضا على التاريخ ما بات بحسب رأيي عيارات تطلق أحيانا بعشوائية، ومن دون مراعاة لمصلحة البلد·· تنعقد في صالونات مغلقة ندوات صحفية، كل يعطي فيها الحق لنفسه أن يطلق العنان للسان، فيرمي جزافا بالتهم، يشعل النار هنا وهناك، ويكون محزنا حقا أن الذي يفعل هذا الذي يفعله، يعتبره من صميم الواجب·· وأي واجب؟ ما قيل عن رحيل سعيد عويطة عن الإدارة التقنية الوطنية لجامعة ألعاب القوى، وما قيل عن تجميد الإطار صمصم عقا لنشاطه داخل جامعة ألعاب القوى، وهو من هب وفاء للعهد لتلبية نداء الأسطورة عويطة، وما يقال اليوم عن عزيز داودة، وأيضا ما يبرمج له هنا وهناك من غزوات إعلامية يتحرك بعضها بإشارات مشفرة، يقول بأن ألعاب القوى أمعنت في الإنزلاق إلى متاهات، ورضيت بأن تنزل إلى درك أسفل في مستوى الحوار والنقاش وحتى الجدل· لذلك لا أرى ما يمنع السيد أحيزون من أن يتحرك بسلطة المسؤول وبعقل الربان، ليطفئ أولا الحرائق المشتعلة، وليحصن ثانيا الموروث الوطني من كل تهجين أو تسفيه، وليرتفع ببيت ألعاب القوى فوق كل براكين الشطط· أبدا لن أقبل أن يطول سكوت السيد أحيزون، حتى لو كان هذا السكوت يساوي عنده أطنانا من الفضة، لأته سكوت لا يساوي غراما واحدا من ذهب كلمة حق ومسؤولية· تاريخ ألعاب القوى العالمية يعرف من هو سعيد عويطة، ويعرف من هو عزيز داودة ويعرف من هم صمصم عقا، فلا حاجة لنا أبدا بمن يعلمنا تاريخا لا نعرفه، ولا حاجة لنا أبدا بمن يريد أن يشتري بطولية عندما يتوهم أنه كشف لنا عن أسرار كبيرة، مع أن الحقيقة أنها >طراطيش كلام<· ---------------- يصر بعض من القراء على معرفة ما إن كنت رجاويا أو وداديا·· ولست أدري ما الذي أوحى للبعض أو للكثيرين بالخوض في هذا السؤال الشائك الذي يتحرى عن هوية، أصدقكم القول أنه لا مكان لها على الإطلاق في رسمي الشخصي·· أذكر أن هناك من استوقفني ليطرح علي هذا السؤال، وأذكر بالقدر ذاته أن البعض تراهن، وكان قاسيا عليه أن يخسر الرهان كليا، ولا أخفيكم أيضا أنني أجد لذة في أن يحتار القراء في أمر من أدين له بالولاء، الوداد أم الرجاء، فأنا بمنتهى الصدقية، ولعلها تكون أول مرة أوقع فيها على الإعتراف ودادي ورجاوي، أو رجاوي ودادي، كما أنني مناصر لكل الأندية الوطنية، بخاصة عندما توكل إليها مهمة تمثيلنا عربيا وقاريا·· وبذات الدرجة من الصدقية، أقول على أنني سأتوجه يوم الأحد القادم بالقلب وبالعقل وبالوجدان إلى الكلاسيكو، داعيا للفريقين معا بالتوفيق، ولكن حريصا أيما يكون الحرص على أن أستمتع كغيري من الملايين باللوحات الفنية الرائعة التي ترمي بالسحر في هوامش الديربي، فترفع هاماتنا عاليا وسط الأشهاد، فمن يجرؤ على القول بأن ديربي الرجاء والوداد - وهنا ألتزم بتراتبية الإستضافة - هو أقل سحرا وجاذبية من ديربيات إسبانيا، إيطاليا أو أنجلترا·· أثق في حاسة الإبداع لدى جماهير الرجاء والوداد لإمتاع العين بكل ما هو رائع من لوحات وتشجيعات·· إنهم يدعوننا جميعا إلى عيد جديد وإلى موعد آخر مع التاريخ، ونحن مشتاقون للعيد وأبدا لن نتخلف عن الموعد مع التاريخ·