لافتات مخدومة، لاعبون مبرمجون وتضييق على الفريق الجماعة الحضرية تنصف الحمامة وأبرون يلوح بالرحيل على عكس المتوقع، وعلى غير ما كان مسطرا ومؤملا لم تحلق حمامة تطوان كما ينبغي، فجأة تعطلت الأحلام بالخروج المبكر من كأس العرش على يد النادي القنيطري، فغاب الإنتصار في البطولة لشهرين على التوالي. وبعيدا عن الإشكالات التقنية التي قد تكون سببا في الأزمة، "المنتخب" تحرت في الواقع المؤزم للمغرب التطواني وخلصت لحجم المضايقات في الكواليس والطبخات السرية التي يراد من خلالها إعدام الممثل الشرعي حاضرة الشمال في الورقة التالية. هكذا اندعلت رياح الأزمة بعد أن كانت كل بوادر بناء فريق كبير يليق بالإشعاع الذي أصبح للمدينة، وبعد صيف سعى من خلاله رئيس الفريق عبد المالك أبرون الذي جدد ولايته عقب جمع عام هادئ ديموقراطي بحضور كل ائتلافي الحمامة البيضاء الذين أجمعوا على بقاء الرجل في مهامه القيادية، قياسا بما أنجز وقياسا بما حققه لفريق فتي من إنجازات لا ينكرها عليه أعداؤه قبل الموالون لصفه، جاء التعاقد مع مدرب كبير وقدير هو الفرنسي فرانسوا جودار ليحدد الملامح الأولى لأهداف الفريق، توجها بعد ذلك بسلسلة تعاقدات حرة أبرزت إلى حد ما حكمة الإدارة التقنية في التعاطي مع الأمور، تعاقدات وصفت بالمثالية والنموذجية للاعبين بعيارات جودة عالية وبأقل تكلفة ممكنة وهم (الشحيمي، العفافرة، جحوح، إيمغري، رابح، ناطر، والملحاوي)، إلى هنا ظهر وكأن كل شيء على ما يرام، قبل أن تنشط جبهة وخلية سرية، لم يرق لها أن يرسم المغرب التطواني خارطة الطريق لوحده في المنطقة، فكان منطلق الأزمة التي اعتبرها الأول شرارة الحريق الذي سيندلع ولن يتم تطويقه بسهولة، بإتمام فريق الحمامة البيضاء في صراع مجاني مع عصبة الشمال دون أن تكون له لا ناقة ولا جمل في حرمان فريق «إف س تطوان» المدمج رفقة فريق الحسيمةبالمدينة ذاتها في إطار إستراتيجية «الضرة» التي كان لها وقع سلبي على مستوى علاقة رئيس المغرب التطواني برئيس العصبة عبد اللطيف العافية برغم أن القرار الخاص بالمنع عن جهاز الجامعة الوصي وليس غيره، هذه هي الشرارة. تحالفات ضد مصلحة الحمامة وآخر هذه الصور هو الحدث المشين الذي لا يشرف أحدا داخل تطوان، بعد اصطدام رئيس نهضة مارتيل مع عبد المالك أبرون رئيس المغرب التطواني على خلفية سوء تفاهم انتهى بشجار ثم مسطرة الصلح في مفخر الشرطة، بعدما منعت السلطات المحلية والمجلس الحضاري فريق نهضة مارتيل من الإستقبال في ملعب سانية الرمل الذي يخضع لوصايتها لتزامن مباراة الفريق مع فتح الناظور مع حصة تدريبية لفريق المغرب التطواني الذي يمر من أزمة نتائج خانقة وكان يستعد لمباراة مصيرية ضد المغرب الفاسي. هذا المستوى الذي يصفه كل فرقاء الرياضة التطوانية بالرديئ جدا، سيما وأن عبد المالك مرزاق رئيس فريق نهضة مارتيل ظل على إتصال دائم برئيس المغرب التطواني في سياق التعاون القائم بين فريق الصفوة والهواة، قبل أن يحدث هذا المتغيير المفاجئ الذي وصفه عبد المالك أبرون بأنه يدخل في إطار التحالفات الممنهجة والتضييق المدروس من كافة النواحي لغاية واحدة وهي إعدام الفريق الأول وتشتيت أوصاله. قبل هذا كان صراع ضار مع "إف س تطوان" والذي يعرف الجميع تجلياته وأهداف الذين يقفون خلفه، واليوم انضاف صراع آخر مجاني مع نهضة مارتيل والقرار المنصف جاء سريعا من طرف مجلس الجماعة الحضرية لتطوان الذي يرأسه الدكتور أيت عمار ونائبه رئيس اللجنة الرياضية عبد الواحد سريحن اللذان خرجا يوم الخميس المنصرم بإعتبار المجلس هو المتحكم في مصير الملعب المنازع عليه وبإعلان قرار رسمي لا يتحمل النقاش وهو جعل ملعب سانية الرمل تحت تصرف مطلق لفريق المغرب التطواني بحسب مقتضيات دفتر التحملات الجديد، وإنهاء لحالة التوتر برغم استعطاف رئيس نهضة مارتيل الذي ظل على تعاون وثيق مع أبرون قبل أن يحدث المحظور. لافتات مخدومة ولاعبون مبرمجون جمهور المغرب التطواني "الحقيقي" الذي استغرب موجة النتائج السلبية الأخيرة التي جعلت الفريق لا ينتصر منذ نحو شهرين تقريبا، وبين تحميل المسؤولية للاعبين والجهاز الفني، غابت الحقيقة قبل أن تقود التحريات لمعرفة بعض من مكامن الخلل والفوضى التي كشفت عن عدم جاهزية بعض العناصر التي ظلت تشكل هيكل الفريق وعموده الفقري وعلى إثرها اتخذ الفريق قرارا بتوقيف أربعة لاعبين دفعة واحدة، وبعد تعميق البحث في أسباب تراجع أداء كل هؤلاء، خلصت لجنة التحقيق إلى فتح المجال أمام عودة المباركي والحداد ووضع اليوسفي وخاصة المرابط في لائحة الإنتقالات، والسبب كما يحدد أبرون هو كون الفريق الذي تعود على الإشتغال في إطار نظيف واحترافي لا يمكنه أن يقبل على نفسه ممارسات ضارة، أثبتت بعض التحاليل تناوله أحدهم مواد محظورة رياضيا ومن تم إخباره بالنتائج، ومطالبته بإعادة ما نال من منح على ضوء الضرر الذي لحق الفريق بسبب ما أسماه تهورا. أبرون كانت له رفقة جودار جلسة صارمة مع اللاعبين وأعطى تحذيرا نهائيا لهم لتجاوز مرحلة التخاذل التي أظهروها مؤخرا. وبعيدا عن مقاطعة جمعيتي «لوس ماتادوريس» وسمبري بالوما» لمباريات الفريق، حركة وصفت بالسخيفة جدا تأثر على إثرها اللاعبون بعدما تكررت مؤخرا، ولو أنها ظلت تستهدف رئيس الفريق عبد المالك أبرون بعبارات قدحية مشينة وكذلك سب وقذف قاد إلى وضع شكاية لدى مصالح الأمن ب 8 أعضاء من الجمعيتين، والنتيجة تشنج في محيط اللاعبين، مدرب بدون تركيز وشحن لبقية فصائل الجمهور التطواني في وقت كان الظرف يقتضي دعما كبيرا للاعبين في عز الأزمة الحالية. أبرون يقرر الرحيل بعد أن كان الأول الذي استجاب استجابة فورية لدفتر التحملات الذي هيأته الجامعة الحالية، وتلقيه إشارة فيها إشادة كبيرة من وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط حتى الزيارة الأخيرة التي قام بها لتطوان بما عاينه من أشواط قطعتها إدارة أبرون في سياق تحويل النادي لمقاولة وشركة كاملة الأوصاف وفق المعايير الجامعية الجديدة، تأتي جملة من الإكراهات التي أعاقت تحليق الحمامة وأصابت رئيس الفريق بحالة إحباط مزمن دفعته لإتخاذ القرار الصعب في مسيرته، وهو التنحي ثانيا والرحيل في نهاية الموسم الكروي، ولأن عبد المالك أبرون والذين يعرفون قدر حكمته وطريقة تدبيره للأمور وليس من النوع الذي يزايد بالكلام، فإن القرار محمول على الجدية وبات تحصيل حاصل لما يجري ويبعث على الإستغراب: قرارات خاطئة متكررة للحكام أضرت بمصلحة الفريق وأثرت على توازنه وهوت به لقاع الترتيب. حملات تضييق من كل جانب (جمعيات أنصار، فرق المدينة الأخرى ولافتات تستهدف خصوصيات الرجل. دخول العصبة طرفا وخصما بدل أن تكون محتضنا للفريق برغم أن قرار المنع الشهير هو قرار جامعي. حالة من الإرتباك غير مفهومة تسود أداء اللاعبين وتطرح علامات استفهام كثيرة ومنتصبة حول السر وراءها. جر الرئيس الذي ظل يحظى بالتقدير داخل محيط المدينة لمخفر الشرطة بشكل مستفز. غياب دعم وموارد قارة إلا من التي اجتهد أبرون في تدبيرها، وفق هذه المعطيات يبدو مستقبل الحمامة على كف عفريت ما لم يتدخل العقلاء. منعم يل