ارتباطي بكلاسيكو إسبانيا فوت عليّ فرصة مشاهد الديربي البيضاوي حل إيميليو بوطراغينيو نائب رئيس ريال مدريد والمدير العام لمدرسة البحوث الجامعية لريال مدريد، ثم رئيس لجنة العلاقات المؤسساتية داخل أحد أكبر الأندية العالمية، بالدارالبيضاء صباح يوم الجمعة الماضي بدعوة من الجامعة الدولية للعاصمة الاقتصادية، من أجل الإعلان عن افتتاح سلك الدكتوراه في التسيير الرياضي الذي ستطلقه الجامعة السالفة الذكر. خلال حوارنا مع بوطراغينيو، تبين لنا أن إيمليو اللاعب يختلف كثيرا عن إيميليو المسؤول، فالأول كان داهية مراوغا مشاكسا، عكس الثاني الهادئ الطباع المحاور الجيد. «المنتخب» استغلت فترة تواجد النجم السابق للريال لتحاوره في مواضيع تشغل بال الرأي العام المغربي، الذي يعتبر الريال من انشغالاته أيضا. أكد بوطراغينيو أن ريال مدريد ليس مجرد فريق لكرة القدم، بل مؤسسة عالمية تهدف إلى خلق إنسان صالح للمجتمع من خلال غرس بذرة الأمل وسقيها بماء المثابرة والرغبة في الانتصار، وقال إنه سيعود إلى الدارالبيضاء يوم 14 دجنبر لافتتاح مدرسة للريال في العاصمة الاقتصادية.
ما هي دواعي زيارتك القصيرة للدار البيضاء؟ «جئت إلى هنا بناء على دعوة من صديقي أنطونيو ماصيدا الرئيس المدير العام للجامعة الدولية للدار البيضاء، في إطار اتفاقية شراكة بين ريال مدريد والجامعة، حيث أن مجموعة من أطر الريال ستساهم في الدروس المقدمة من هذه المؤسسة لطلبتها الراغبين في الحصول على دكتوراه في التسيير الرياضي. أنا هنا في الدارالبيضاء أيضا للاتفاق حول الدروس التي ستقام في المنشآت التابعة لريال مدريد وتحديدا بملعب بيرنابيو، وأيضا الاتفاق حول موعد لإقامة مدرسة للريال في الدارالبيضاء». كل هذه الملفات الهامة في ظرف 48 ساعة فقط؟ «نحن في زمن السرعة والتكنولوجيا سهلت العديد من الأشياء، ثم لا تنسى أن الإخوان في الدارالبيضاء قد أنهوا جميع الترتيبات التي كنت أطلع عليها بشكل سريع عبر تبادل الرسائل الإلكترونية، لا تنسى أيضا أن موعدا كبيرا يداهمنا وهو كلاسيكو إسبانيا بين الريال وبرشلونة، لذا أنا ملزم بمغادرة المغرب لأعاين هذه المواجهة التي ينتظرها كل العالم. لقد زرت المغرب مرات عديدة، صراحة أنا أشعر بأنني في بلدي نفس مشاعر الحب يبادلني بها المغاربة حين يتعرفون علي خاصة الجيل الذي شاهد بوطراغينيو». قلت إنك ستشرف على تدشين مدرسة لريال مدريد في الدارالبيضاء، حدثنا عن هذا المشروع؟ «لحد الساعة لا أملك معلومات دقيقة عن المشروع، كل ما أعرفه أن مدرسة لريال مدريد سترى النور في الدارالبيضاء على غرار مدرسة بشمال المغرب، كما أن ريال مدريد سيدشن مدرسة في مراكش، لهذا الغرض سنحضر يوم 14 ليس لتدشين المدرسة بل للقاء سلطات المدينة ووزارة الرياضة من أجل مشروع متكامل، إننا نريد مدرسة وفق ما تبتغيه الريال أي مدرسة متكاملة تتقاطع فيها التربية مع الكرة، نريدها منشأة لصناعة الأبطال وترويج القيم الحقيقية للرياضة». زيارتك إلى المغرب جاءت في ظرفية يخيم فيها على العلاقات المغربية الإسبانية غيمة من التوتر، أليست هناك مخاوف من تأثير الصراع السياسي على المشاريع الرياضية للريال في المغرب؟ «نحاول عبر كرة القدم تذويب الخلافات بين الشعوب، ما قلته عن مناخ التوتر بين المغرب وإسبانيا لا يشغلنا، بل على العكس من ذلك تماما بالكرة نقرب المسافات، بإمكانك القيام بتجربة بسيطة، خذ كرة وارم بها وسط عدد من الأشخاص بغض النظر عن جنسياتهم ستجدهم يطاردونها، إذن الكرة لها سحر خاص، إنها لغة عالمية يشترك فيها الجميع، نحن كرياضيين علينا أن نحمل رسالة تدعو إلى التقارب بين الشعوب، استنادا إلى قيم الرياضة، أما الخلافات الجانبية فتزول وتظل الكرة حاضرة. ثم لا تنسى أن لريال مدريد أزيد من 300 مليون مناصر في ربوع العالم، هذا ليس تخمينا بل نتاج دراسة قامت بها جامعة إنجليزية، أي عشر مرات سكان المغرب، هذا دليل على أثر الكرة على الشعوب». وجودك في الدارالبيضاء تزامن مع موعد الديربي البيضاوي بين الرجاء والوداد، هل ستستغل الفرصة لمتابعة هذه المواجهة؟ «أسمع عن الديربي البيضاوي بين الرجاء والوداد، وأعرف أن الوداد فاز بلقب البطولة الموسم الماضي والرجاء في الموسم ما قبل الأخير، وأنهما قطبا الكرة في المغرب، لكنه لا يمكنني الحضور لمتابعة هذا الحدث، لأنني مرتبط بالكلاسيكو الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة، وأتمنى أن أحضر في مباراة الإياب إذا وجهت لي الدعوة طبعا من طرف المسؤولين». هل أنت متفائل بالديربي الإسباني؟ «كنت لاعبا وأومن بأن الكرة لا تعترف بمنطق محدد، يمكن أن نفوز أو نتعادل أو ننهزم، لكن الفريق الملكي اليوم في أحسن أحواله، تابعت من أمستردام مباراتنا ضد أجاكس الهولندي، وتبين أن اللاعبين تشبعوا بروح الانتصارات التي كانت لدينا في السابق، حين كنا لا نقبل بغير الفوز». ماذا تعرف عن كرة القدم المغربية؟ «علمت أن المنتخب المغربي ومدربه الجديد استعانا باللاعب النيبت، هذا مكسب كبير، وأعرف أن الزاكي حقق مع المنتخب نتائج جيدة وأنه من خيرة المدربين في المغرب، وأن التيمومي ابتعد عن التدريب وأصبح محللا رياضيا، وأن لكم الوداد والرجاء وحبكم للكرة يضاهي حبنا لها». حاوره: