كشف الهولندي بيم فيربيك المشرف العام على المنتخبات الوطنية أنه يواصل جهوده من أجل إنجاج المشروع الذي يعمل من أجله بالمغرب رفقة شقيقه روبيرت ومساعده هاينك والطاقم التقني الوطني المكون من ثلاثة أطر وطنية. وأكد فيربيك في حواره مع المنتخب أن ما يشغل باله في المرحلة الحالية هو تكوين مجموعة قادرة على ضمان بطاقة المرور لأولمبياد لندن 2012، مشيرا في نفس الوقت أن العمل القاعدي مع فئة أقل من 17 و19 عاما متواصل بشكل جدي.. وأضاف في حديثه بأنه لمس النزعة الفردية في طريقة أداء اللاعبين المحليين، وهوما يسعى لتصحيحه للتماشي مع النهج التكتيكي الذي ينوي اتباعه.. إلى ذلك رفض فيربيك الحديث عن لائحة المحترفين التي أعدها والتي تضم عناصر ستلتحق باللاعبين المحليين في معسكر نونبر وتطرق فقط لملف اللاعب زكريا لبيض وشدد على أنه لم يسبق له الإتصال بالناخب الوطني غيرتس ولا مساعده كوبيرلي. تابعوا تفاصيل هذا الحوار الذي حاولت من خلاله الجريدة طرح أسئلة اللحظة على رجل بفكر محترف. المنتخب: بعد الإشراف على المنتخب الأسترالي في مونديال جنوب إفريقيا إلتحقت بالمغرب لتسند لك مهمة مشرف عام على المنتخبات الوطنية، كيف جاء ذلك؟ فيربيك: إلتحقت بالمغرب لأشغل مهمة مشرف عام على المنتخبات الوطنية، وذلك بعدما توافقت في التوجهات مع رئيس جامعة الكرة علي الفاسي الفهري وكذا الكاتب العام خالد العرايشي، إنه تحدي أسعى للنجاح فيه ومغامرة من الضروري الفوز فيها، خاصة وأن المخطط الذي حضرت من أجله ينبني أساسا على التكوين في أفق الخمس سنوات المقبلة، مع ضرورة تجاوز كل الأخطاء التي ترتكب في تأطير الفئات العمرية لأقل من 19عاما وهذا هو الرهان الذي أشتغل عليه في المرحلة الحالية، باعتبار أن العمل مع الشبان في مرحلة مبكرة يساعدهم كثيرا على تجاوز كل ما من شأنه أن يقف كحاجز خلال مسيرتهم الكروية خاصة في ما يتعلق بالشق التكتيكي. المنتخب: كيف وجدت المستوى العام لكافة اللاعبين أقل من 21 عاما في المغرب؟ فيربيك: من خلال متابعتي للاعبين الشبان في المغرب لمست شيئا وحيدا إقتنعت به هو أن كل واحد يريد إظهار مؤهلاته أمام باقي زملائه، ما يجعل النزعة الفردية تطغى على كل لاعب، وبذلك يضعف، بل ويلغي أسلوب اللعب الجماعي الذي أسعى لترسيخه كمبدإ رئيسي ينبغي أن يسير عليه كل مدربي الفئات الصاعدة. عموما الوقت ما زال أمامنا كافيا لإصلاح كل الهفوات ووضع القطار في سكته الصحيحة، وتهيء عناصر يمكن الإعتماد عليها في المستقبل لتحقيق الأهم لكرة القدم المغربية. المنتخب: بعد إقصاء المنتخب الوطني لأقل من 17وأقل من 19 من تصفيات كأس إفريقيا، أكيد أن عملك بات صعبا؟ فيربيك: بالنسبة لمنتخب أقل من 17و19 عاما فالهدف الذي نشتغل من أجله حاليا هو الحضور في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013، ومن أجل هذا الغرض فالعمل متواصل لمتابعة أبرز اللاعبين وتأهيلهم من كافة النواحي، خاصة البدنية باعتبار أن لاعبي المنتخبات الإفريقية غالبا ما يخلقون الفارق لصالحهم بتفوقهم الجسماني، ولهذا نراعي هذا الجانب مع ضرورة أن تتميز عناصرنا أيضا من الناحية التقنية، دون أن ننسى ضرورة الإنضباط التكتيكي الذي صراحة يبقى هو العائق الأكبر أمام الكل لبلوغ المستوى الذي ننشده في أقرب وقت ممكن. تحدثت عن الإقصاء، أظن أنه جاء بسبب أنه لم يكن هناك عمل قاعدي قويم يساهم في تقوية عناصر منتخب أقل من 19، وكذلك أقل من 17 اللذين تواضعا أمام منتخبات بمستوى متوسط. المنتخب: كيف تقيم العمل الذي تقوم به الأطر الوطنية التي تشتغل معهم في الإشراف على كل الفئات؟ فيربيك: من الرائع أن تشتغل معي ثلاثة أطر مغربية، بالنسبة لمحمد الوركة يقوم بعمل رائع في المنتخب الأولمبي، وكذلك الشأن لعبد الله الإدريسي في منتخب الشبان وحسن بنعبيشة في الفتيان. أنا سعيد للإشتغال مع هذا الثالوث لأني أؤمن بعقلية الفريق التي أعتبرها من أسرار النجاح، أتمنى أن نوفق في مهمتنا لأني أعرف أن المغاربة ينتظرون مني الشيء الكثير ويسعون لترسيخ مبادئ الإحتراف الحقيقي على كافة الأصعدة. المنتخب: بعد مشاركة المنتخب الأولمبي في دورة مصر وإلى الأن، هل لمست بعض التطور في أداء اللاعبين؟ فيربيك: للأسف لا، كما قلت سابقا كل لاعب ما زال يريد إظهار مهاراته حتى ولو كان ذلك على حساب المجموعة وهذا ما لا أقبله بتاتا ويتنافى مع فلسفتي في العمل، سأعطي مثالا باللقاء الودي أمام المنتخب التونسي، اللاعبون قدموا شوطا أولا متميزا من الناحية التكتيكية، وخلال الشوط الثاني أصبحنا نرى تغيير اللاعبين لمراكزهم دون مبالاة بعواقب ذلك، لهذا شغلي الشاغل حاليا هو العمل في هذه النقطة التي من الضروري أن نصححها لنسير في الطريق المستقيم، وأي شيء عدا ذلك سينعكس علينا بالسلب، أظن أن أمامنا وقتا كافيا للإشتغال بطريقة احترافية لتغيير عقلية اللاعب المغربي التي تنبني على إظهار الجانب المهاري دون الإكتراث بباقي الزملاء في الفريق كما سبق وذكرت. المنتخب: تحدثت عن هذا المعطى، لكن ألا ترى أن اللاعب عبدالمولى برابح عدل النتيجة أمام تونس وخلق الفارق أمام قطر بفضل تقنياته؟ فيربيك: وكم أضاع من فرصة؟ من الصعب علي وعليك أن تحصيها، لو تعامل بشكل مثالي مع كل الفرص التي أتيحت له وشارك فيها باقي رفاقه لسجل عدة أهداف، ولهذا فأنا هنا لأشتغل على مثل هذه الأمور وأصححها للاعب ولباقي أصدقائه. من غير المعقول أن يضيع اللاعبون فرصا حقيقية للتسجيل في المباريات الرسمية كما يفعلون في اللقاءات الودية التي ينبغي أن يستفيدوا منها لتجاوز الهفوات التي يسقطون فيها. المنتخب: خلال معسكر الأولمبيين الأخير بالجديدة أبعدت اللاعب التورابي وكذا الحارس معطوف، لماذا تم ذلك وما الذي جعلك تقدم على هذه الخطوة؟ فيربيك: صراحة لا أريد الحديث عن هذا الموضوع، ما يمكنني أن أقوله هو أن الإنضباط واحترام الأخرين خاصة الذين يشتغلون معي من أجل هدف واحد يجب أن يترسخ داخل المجموعة التي أشرف عليها، طردهما قد يكون عبرة للآخرين. المنتخب: هل سيتم الصفح عن اللاعبين، أم قرار الطرد لا رجعة فيه؟ فيربيك :لا يمكن أن أجزم في الظرفية الراهنة، ما يمكن أن أؤكده هو أن باب المنتخب سيظل مفتوحا في وجهيهما في الوقت الذي أراه مناسبا. المنتخب: على بعد أشهر من مواجهة الموزمبيق في أول اختبار رسمي، هل أنت متفائل بمستقبل الأولمبيين؟ فيربيك: كما قلت سابقا لا زال أمامنا الوقت الكافي من أجل تهييء فريق قوي استعدادا للدخول في التصفيات المؤهلة لأولمبياد لندن 2012 والتي تبقى هدفنا الأساسي، حيث سنواجه المنتخب الموزمبيقي، ولهذا الغرض عملنا على خوض مجموعة من المباريات الودية من أجل تقوية جانب التفاهم بين اللاعبين أكثر ولتنقيح المجموعة لنختار بعذ ذلك الذي نراه مناسبا لنا والذي يتوافق مع النهج الذي نسعى لترسيخه في الفريق. أظن أننا بلغنا مرحلة مهمة خاصة مع اقتراب شهر نونبر، إذ سنعمل على استدعاء مجموعة من اللاعبين المحترفين للدخول في معسكر مع المحليين، ومن ثم اختيار التشكيلة المناسبة لدخول غمار التصفيات التي من الضروري أن نفوز في أول نزال فيها لترتفع معنويات اللاعبين. المنتخب: خلال المواجهة الأخيرة أمام قطر عملت على استدعاء اللاعب سفيان لغموشي لاعب أغوف أبيلدورن الهولندي، كيف وجدت مستوى هذا اللاعب؟ فيربيك: سفيان لاعب بمستوى متوسط من الناحية التقنية، لكنه منضبط فيما يخص الجانب التكتيكي، ولهذا الغرض إقتنعت به، أنتظر أن يتطور مستواه في الأيام المقبلة مع الفريق الوطني ليشكل قيمة مضافة مع العناصر المحترفة التي ستقتحم المنتخب لأول مرة. بالحديث دوما عن سفيان الأكيد أن من تتبع المباراة الأخيرة أمام قطر وقف عند طريقة لعبه، إنه يؤمن باللعب الجماعي من خلال التمرير مع باقي زملائه وهو المعطى الذي تعلمه من خلال التكوين الذي تلقاه في هولندا. المنتخب: وماذا عن اللائحة التي أعددتها والخاصة باللاعبين المحترفين، قربنا من بعض العناصر التي اخترتها؟ فيربيك: في الحقيقة إنها تضم كما هائلا من اللاعبين ولن أتجرأ على الإفصاح بأي إسم لأن الحسم بشكل نهائي لم يتم إلى الآن مع الطاقم التقني الذي يعمل معي، كل ما أريد التأكيد عليه هو أن هناك لاعبين في المستوى، أتمنى أن لا يخيبوا ظني عند استدعائهم خاصة وأنني أتوسم فيهم خيرا.. سنعمل على تعزيز صفوق المنتخب باللاعبين المناسبين لشغل المراكز الحساسة التي نعاني فيها شيئا ما. المنتخب: أكيد أنك تتحدث عن خط الدفاع الذي لا تلعب العناصر التي تمثله كأساسية في أنديتها؟ فيربيك: أتحدث عن المجموعة الكاملة، شخصيا سأعمل على استدعاء العناصر المحترفة الجاهزة والقادرة على الإنصهار في أجواء الفريق الوطني بسرعة والتي بإمكانها أن لا تبرز فرديا وجماعيا أمام المنتخبات الإفريقية. أؤكد على شيء مهم في هذا الجانب وهو أنني لا أفرق بين اللاعبين الممارسين في أوروبا والمحلييين، ولا أفرق أيضا بين من يلعب بهولندا وخارجها، نحن هنا لنقوم بعملنا على أحسن وجه، لهذا فباب المنتخب سيظل مفتوحا في وجه أي لاعب مغربي إقتنعت بمؤهلاته. المنتخب: لحد الآن ما هي العوائق التي وجدتها في طريقك، وماذا عن جامعة الكرة، هل تهيئ لك كل ظروف العمل؟ فيربيك: لا أجد أي عائق وهذا من حسن حظي، وبخصوص جامعة الكرة فإنها هيأت كافة ظروف العمل، الكرة في ملعبي بمعية الطاقم التقني من أجل تكوين جيل من اللاعبين الشبان ليصل إلى أولمبياد لندن 2012 التي سأكون سعيدا إذا بلغنا محطته. المنتخب: وماذا عن حالة لاعب أيندهوفن زكريا لبيض؟ فيربيك: كان من الممكن أن يحضر في النزال الودي أمام قطر، لكن عندما استدعيناه قام مدرب المنتخب الهولندي بذات الخطوة، وهو ما خلق إشكالا قانونيا لدا الإتحاد الدولي لكرة القدم فيفا الذي يتوفر على ملف اللاعب وسينظر فيه ليحدد وجهته المستقبلية، وكل هذا بطبيعة الحال بالإعتماد على رأيه. في الحقيقة أتاسف له لأن المدرب لم يعد يعتمد عليه ويضعه في الأونة الأخيرة في المدرجات باعتبار أن الفريق يعج باللاعبين المجربين في خط الوسط، لكنني متفائل بمستقبله خاصة وأنه يبلغ من العمر 17 سنة فقط، وخلال الموسم الماضي عندما أتيحت له الفرصة قدم أداءا مقنعا وسجل أهدافا حاسمة. المنتخب: لن نمر على لبيض دون الحديث عن زميله مختار وكذلك علي مسعود لاعب ألكمار؟ فيربيك: مبتسما، إنك متتبع جيد، هذا أمر رائع، سأعود وأقول أنني أعرف اللاعبين، وإذا تكلمت عنهما سأعطي بعض الإشارات وهذا ما لا أريده في الظرفية الراهنة التي لازال البحث مستمرا فيها عن الطيور الناذرة التي ستنضم لتشكيلة الفريق الوطني المغربي. المنتخب: بعد قطر أكيد أن المنتخب الأولمبي سينازل منتخبات أخرى، هل من جديد في هذا الصدد؟ فيربيك: بالفعل سنعمل على خوض مباريات ودية ومن المنتظر أن نلعب نزالنا الأول في 17 نونبر، وخلاله سنقف على درجة تطور أداء لاعبينا علما أنه سيكون بحضور العناصر الممارسة بأوروبا وكذلك اللاعبين المحليين. المنتخب: سمعنا عن إمكانية مواجهة المنتخب الرواندي، هل هذا صحيح؟ فيربيك: الأمر بيد الجامعة هي التي تدرس هذا اللقاء وشخصيا لا أمانع في منازلة رواندا التي من الممكن أن تكون الطرف الذي سننافسه في اللقاء الودي. المنتخب: تشكيلة المحليين تضم 21 لاعبا وإذا انضافت العناصر الممارسة بأوروبا أكيد أن إقصاء أبناء البطولة وارد؟ فيربيك: في التربص المقبل لا أعرف بالضبط عدد اللاعبين الذين سأوجه لهم الدعوة قد يكون 25 أو30، لحد الأن لا أعرف، أحيانا الإصابة تقف في وجه المناداة على البعض والعناصر التي سنقوم باستدعائها سنراعي في إمكانياتها معيار الجاهزية. المنتخب: أمام قطر عملت على إخراج اللاعب إبراهيم المعروفي مع نهاية الشوط الأول، ألم تقتنع بمؤهلاته؟ فيربيك: إنه غير جاهز من الناحية البدنية، أعرف أنه يتوفر على تقنيات محترمة لكن أتمنى أن يعمل على فرض ذاته كرسمي في فريقه ليواصل حضوره مع المنتخب الأولمبي الذي وكما قلت لك يتطلب عناصر متفوقة من الناحية البدنية والتقنية أستطيع العمل معها في الشق المتعلق بال