نتيجة إيجابية تلك التي عاد بها الوداد من ملعب الطيب المهيري أمام الصفاقسي التونسي عن ذهاب دور النصف لدوري أبطال العرب، لم يكن أفضل مما عاد به فرسان الوداد من موقعتهم الصعبة بحكم أن نتيجة التعادل بهدف لمثله تبقى جد مشجعة، ما يؤكد أن أشبال المدرب بادو الزاكي قد نجحوا في النصف الأول من الإختبار بامتياز· سيسحب للفريق الأحمر أنه استطاع في هذه المباراة القفز على جملة من المطبات التي واجهته وحقق عدة أماني، حتما سيكون لها الوقع الإيجابي· لقد استطاع الوداد أولا أن يعود بنتيجة إيجابية ستحفزه لخوض الإياب بمعنويات مرتفعة، استطاع أيضا أن يكسر شوكة خصم ينتمي للأندية التونسية التي شكلت لنظيرتها المغربية البعبع المخيف في السنوات الأخيرة، إذ وجدنا ودادا استطاع أن يصل إلى قمة استعداده النفسي حتى بعد أن واجه فريقا تونسيا وازنا على أرضه وبين جمهوره· الوداد أيضا استطاع أن ينجح في بلوغ مرمى الخصم بهدف ثمين سيكون دون شك الفيصل والمنعرج في مباراة الإياب من خلال تأثيره على النتيجة·· استطاع الوداد كذلك احتواء الخصم، من خلال أسلوب تقني جيد نهجه المدرب بادو الزاكي، ولو أن الفريق قد وجد بعض الصعوبات في الجولة الأولى، لكنه تمكن من فرض سيطرته في الجولة الثانية، والأكثر من هذا أنه عاد في المباراة وسجل هدف التعادل بعد أن كان باستطاعته تسجيل أهداف أخرى· برأيي فإن الفضل في عودة الوداد بذات النتيجة يعود وبغض النظر عن القتالية التي ميزت اللاعبين إلى الإنضباط التكتيكي للفريق الأحمر وكذا القراءة الجيدة للمدرب بادو الزاكي، والذي من خلال معطيات المباراة يتبين أنه درس جيدا الصفاقسي وعرف من أين تؤكل كثفه، لأن الأندية التونسية على رقعة ميدانها دائما توهمنا بتلك النتائج الخادعة التي تحقق خاصة فوق ملاعبها، وتنبني على عدم تلقي شباكها أي هدف، بيد أن الوداد استطاع أن يقلب السحر على الساحر بعد أن نجح في بلوغ مرمى الخصم وبأي طريقة· سينتظر الوداد مباراة الإياب الحاسمة، وهو يعرف ما ستتطلبه هذه المواجهة ليحقق الهدف المنشود، وماذا ينقصه ليعد العدة، والوداد عليه أن يدرك أنه سجل نتيجة إيجابية في الذهاب وسيكون من العبث إهدار هذه الفرصة الذهبية، بعدما ضرب جملة من العصافير بحجر واحدا، تكذيب ما بات يتداول بالعقدة التونسية، بلوغ المباراة النهائية، ضمان قسط وافر من المال وفق الجوائز التي يضعها الإتحاد العربي، ثم فرصة البحث عن لقب عربي في نسخته الجديدة والذي لازال ينقص خزانة الوداد·· كلها اعتبارات لن تزيده إلا إصرارا لخطف تأشيرة التأهل للمباراة النهائية، ولو أن الإعتبار الأكبر والحافز المهم يتمثلان في ذلك التعادل الإيجابي المفروض ألا يذهب سدى، ولا عزاء على الوداد إن أهدر هذه الفرصة الذهبية·