8 أكتوبر بأي توقع؟ 22 يوما هي المدة التي تفصلنا عن نزال فريقنا الوطني لأدغال تانزانيا كخصم غريب وغير معروف أيضا لدى الكل، مثلما كان عليه الحال أمام إفريقيا الوسطى كآخر فريق في دنيا التصنيف العالمي (202) مقارنة مع تانزانيا (101)، أي بمقارنة واضحة بين المنتخبين في القيمة والنتيجة والأرشيف التاريخي.. هذه المدة ستظل مطروحة للتفكير إن على المستوى الجامعي أو على المستوى التقني وبقراءات متعددة للتحضير واختيار المنتخب اللائق بمفهوم الكومندو الدفاعي والوسطي لانتزاع المفاجأة بذات المد الهجومي.. وهذه المدة التي يرجى منها في تنبؤاتنا إقصاء الهلال السعودي من دور الربع ذهابا وإيابا ما بين 15 و22 شتنبر الجاري، هي ما نتمناها في آخر فصل حضور إريك غيرتس مع الهلال مقابل فسخ العقد سريعا للحضور توا إلى المغرب لدراسة مشروع أسبوعين عن لقاء المغرب بتانزانيا.. وفيما لو تأهل الهلال إلى دور النصف فسيكون من الصعب حضور الرجل في لقاء المغرب بتانزانيا، لأنه مضطرا لأن يحضر لقاء ذهاب الهلال مع خصمه (الإيراني أو الكوري) في 6 أكتوبر. وسيكون غيرتس في ظل هذه الفترات مضغوطا عليه أولا بتأهل الهلال السعودي ومحاولة الوصول إلى النهائي في أول سابقة تاريخية لدوري أبطال آسيا، ومضغوطا عليه حتى من الجامعة الموجهة إليها سهام نقد جوهري لسوء تدبير اختيار المدرب.. ولا أدري كيف يقرأ غيرتس تعادله (الغائب) أمام إفريقيا الوسطى، وكيف سيقرأ خصمه التانزاني من جهة ثانية دون أن يعرف تركيبته؟ وكيف يلعب؟ ومن هم نجومه؟ وبأي طريقة يوظفها بأرضه على خلاف ما فعله بالجزائر حين انتزع تعادلا مفاجئا؟ هو هذا ما أقصده بالذات لأن مساعده كوبيرلي لا يملك صفة المدرب الحقيقي، ويغيب عنه الكوتشينغ، وقد يصحح أخطاءه بتانزانيا إن هو نجح في انتزاع فوز أقول عنه تاريخي حتى ولو كان ذلك مع فريق بإسم غير معروف كثيرا بالساحة الإفريقية،، وقد يوضع في المقصلة إن هو تعادل هناك، لكون أقوى ما يفكر به المدربون الأذكياء هو ربح النقط الوافرة خارج القواعد. قلت أن غيريتس الذي اشتعلت لديه قدرة فضح عيوب المنتخب من خلال تقرير كوبيرلي وعيوب بعض المشاهد التي عاينها كوبيرلي في التداريب واللقاء ذاته قد يلعب بفريق آخر بتانزانيا، وسيضطر لإحداث تعديلات موجهة في النقائص التي يشكو منها المنتخب المغربي في خطي الدفاع والوسط والربط الهجومي، لسنا ندري ما هي الأسماء التي يأمل تغييرها قبل 15 يوما من اللقاء الرسمي، أي في 23 شتنبر الجاري، ستكون اللائحة جاهزة لمعرفة الأسطول الجديد، رغم أن سوء الإستقرار على الشاكلة والتشكيلة ظل ممتدا لفترات طويلة من دون توحد فريق متكامل بعناصره الأساسية والإحتياطية، لكن ما هو جديد عند غيرتس من خلال قراءة تقرير كوبيرلي أن منتخب المغرب لن يكون شاهدا عليه إلا بنفسه بدون إملاءات جامعية ولا فرض أسماء بعينها ، ولن يراهن كثيرا على الوافدين الجدد من المحترفين المغاربة من جنسيات أخرى، إلا لمن يستحق أن يكون أهلا للتضحية وروح القميص والبلاد، ومبدأ الرجل يعني مطلق التنافسية للاعبين سواء كانوا محترفين أو من منتوج البطولة.. وربما يعني ذلك أن غيرتس لا يؤمن بالفريق الوطني الحالي رغم غيابه عنه في هذه الظرفية، ولكن يؤمن به لما بعد كأس إفريقيا 2012 من مؤشرات ما سيفعله حاليا في الإقصائيات الحالية حتى ولو خرج منها.. وحتى لا نسبق الأحداث، علينا أن نقرأ جيدا لقاء تانزانيا، كيف لعبت مع البرازيل قبل المونديال رغم خسارتها بخماسية نظيفة؟ وكيف تعادلت مع كينيا وديا قبل مواجهة الجزائر؟ وكيف تعادلت مع الأخير بمفاجأة عملاقة؟ هو هذا ما نريده أصلا، أي بقراءة الخصم. ومن هي الوجوه الملائمة لتغيير النتيجة والفوز لإراحة الجمهور المغربي من هزة إفريقيا الوسطى ومعاناة الإقصاءات السابقة.. ما أتمناه هو أن يقصى غيرتس مع الهلال ليحضر سريعا إلى المغرب حتى نتوقع كل الإحتمالات المفروض أن تكون جاهزة لمواجهة تانزانيا.. أما وإن تأهل فسيظل المنتخب محكوما عليه بإدارة جهاز التحكم من السعودية.. والله يحفظ من الذل القادم.