حقا أسعدنا تأهل الفتح الرباطي إلى دور المجموعات في منافسة كأس الإتحاد الإفريقي بعد فوزه على سبور يونايتد الجنوب إفريقي بهدف للاشيء، ليبقى فريق العاصمة نقطة الضوء الوحيد في هذا الموسم على الصعيد القاري، بل في المواسم الأخيرة في ظل الكبوات والإخفاقات التي ضربت أطناب الكرة المغربية وجعلتها تتوارى عن الواجهة الإفريقية سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية. في زمن الإخفاقات تألق الفتح الرباطي وأنقذ الكرة المغربية من حمى الإخفاقات التي لازمتها، والواقع أن لا أحد كان يراهن على أن الفريق الرباطي سيكون الفارس الوحيد للكرة المغربية في المنافسة الإفريقية، وذلك لعدة اعتبارات أهمها المشاكل التقنية التي عرفها الفريق في الموسم الماضي ومحدودية تركيبته البشرية التي لا يملك أغلب لاعبيها التجربة والمناعة الكافيتين للذهاب بعيدا، ومع ذلك استطاعوا أن يذوبوا كل هذه العراقيل وتمردوا على العقبات التي غالبا ما كانت تقوض آمال الأندية المغربية. لكن وبالنظر إلى مسار الفتح سيتضح أنه يستحق أن يتبوأ مكانة في دور المجموعات بإمكانيات تقل عن إمكانيات مجموعة من الأندية التي كنا نعقد عليها آمالا كبيرة، مما أثارني كثيرا وأنا أتابع مواجهة الإياب الحاسمة للفتح أمام سبور يونايتد هو الحماس الذي لعب به لاعبو الفتح، خاصة في الشوط الثاني والشراسة التي ميزتهم، وإنها لعمري أحد الأسباب التي كانت تجهض أحلام الأندية المغربية وتخرجها مبكرا من المنافسات القارية، ومن يتابع التوقيت الذي سجل فيه المهاجم جمال الدين التريكي هدف الفوز والتأهل أي في الدقيقة 72 ليتأكد أن الفتح تعذب في المباراة، لكنه لم يستسلم رغم العناد الذي أبداه الفريق الجنوب إفريقي، علما أن لاعبي الفتح كانوا يعانون من قلة المنافسة والإحتكاك باعتبار أن الفريق ما زال يعيش على إيقاع الإستعدادات ولم يدخل بعد إلى أجواء المنافسة. الفتح فارس الكرة المغربية سيكون على موعد مع التاريخ، حيث تأهل لأول مرة في تاريخه إلى دور المجموعات، وسيكون من الضروري أن يفكر في المرحلة القادمة حيث تدبيرها بالشكل الجيد سيكون من أهم أسس النجاح كما الإيمان والثقة في الإمكانيات والتطلع لما هو أفضل أيضا ضروري، ولا أعتقد أن الفتح وبعد أن حقق هذا الإنجاز المسبق في تاريخه يفكر في الوقوف عند الحد وسينام في العسل لمجرد تأهله إلى دور المجموعات، فالأكيد أن المباريات الست التي أجراها في الأدوار السابقة قد أكسبته التجربة خاصة أن مجموعة من اللاعبين يستشرفون لأول مرة المنافسة الإفريقية، علما أن التدبير الجيد يتطلب أيضا توسيع دائرة التركيبة البشرية وتعزيزها بقطع غيار وازنة. وسيكون بالتالي أمرا جيدا أن نتابع الفتح وهو يذهب بعيدا في كأس الإتحاد الإفريقي، فالكرة المغربية أحوج لمن يرفع مجددا من أسهمها وأن يخرجها من نفقها المظلم، والفتح سيتحمل مسؤولية وشرف تمثيل الكرة في هذا المحفل الإفريقي، وأكثر ما يزيدنا فخرا هو أن الإنجاز قد تحقق على يد إطار مغربي تمكن من تسجيل ما تعذر على مجموعة من المدربين الأجانب الذين يهلل لهم رؤساء الأندية، لذلك ونحن نبتهج ونهلل لتأهل الفتح نفتخر لابن جلدتنا الحسين عموتا الذي استطاع أن يحقق المأمول، ولأن الحسين عموة هو من المدربين الطموحين فإنه لاشك سيزيد من إشعاع هذا الفريق في دور المجموعات، مادام أن كل شيء ممكن خاصة إذا حضرت العزيمة والإرادة مثلما كان في آخر مباراة، فهنيئا لفارس الكرة المغربية الوحيد في دور المجموعات، لذلك سنرفع القبعة لهذا الفريق في زمن الإنتكاسات ولفرط الكبوات والإخفاقات ولشح النجاحات أصبحنا نهلل ونطير فرحا لأنديتنا بالكاد عندما تتأهل إلى دور المجموعات.