لا أستطيع أن أرفض للرجاء طلبا هنري ميشيل يتطابق مع خصوصيات المرحلة أنا رئيس لكل الرجاويين وأرفض الإنغلاق على نفسي الرهان الأكبر هو مضاعفة العائدات باعتماد سياسة تسويقية جديدة ما الذي يعيد اليوم الحاج عبد السلام حنات إلى رئاسة الرجاء وقد تركها سنة 2004 متوجا بلقب البطولة وقبله بلقب كأس الإتحاد الإفريقي؟ إن كان ما أعاده هو نداء الواجب وحاجة الفريق وقد صمم عبد الله غلام على الخروج من الباب الكبير، فما الذي يعد حنات بتغييره داخل القلعة الخضراء؟ ما الذي يعنيه الرجل بالتغيير في إطار الإستمرارية؟ وما هي الغاية من أن تقترن عودة حنات إلى الرجاء بعودة المدرب الفرنسي هنري ميشيل؟ وهل ستحقق هذه التركيبة نفس النجاح الذي حققته قبل ست سنوات؟ فيض من الأسئلة يطرح نفسه على حاضر الرجاء، والحاج حنات بما عهد فيه من حس تواصلي يقدم مشروع إجابات.. - المنتخب: باشرت عملك كرئيس جديد للرجاء، وكان أول ما قمت به الإرتباط بالإطار الفرنسي هنري ميشيل، ما كان يعني أن الأمر كان مرتبا، هل أنت واثق من أن عودة هنري ستكون مفيدة للرجاء؟ حنات: لا بد أنكم تذكرون أنني قلت أن العودة جاءت في صورة تلبية نداء، فبعد أن عقد السيد عبد السلام غلام العزم على إنهاء الولاية قبل وقتها لظروف خاصة أقدرها وأحترمها، مثلما أقدر كل الذي قدمه الرجل للرجاء، عرض علي أن أعود وقد انتفت كليا الأسباب التي حتمت علي الإبتعاد ذات وقت، وبالطبع الأمر يدخل عندي في عداد الواجب، فأنا إبن الرجاء، خدمت الفريق من مواقع كثيرة، وعندما يطلب مني أن أعود لحاجة الفريق إلي، فلا يمكن أبدا أن أرفض، لذلك رتبت الأمر على نحو يجعلني أربح بعض الوقت، وكان أول من فكرت فيه هو المدرب هنري ميشيل الذي يعشق الرجاء، يحب المغرب، وأبدا لا يقايض هذا العشق وهذا الحب بأي شيء آخر، بدليل أنه أوقف كل المفاوضات وعلق عروضا إلى حين التأكد من وصولي إلى الرئاسة، وهي مناسبة أستغلها لأشكره على وفائه وثباته على العهد. فكرت في هنري ميشيل ليس فقط لأنه درب الرجاء يوم كنت رئيسا لها وحققنا معه لقب كأس الإتحاد الإفريقي ولقب كأس العرش، ولكن أيضا لأنه مدرب عالمي بالمواصفات التي يحتاجها فريق الرجاء، ويعرف كل صغيرة وكبيرة عن فريق الرجاء، ثم هذا هو المهم الرجل ليس ماديا.. - المنتخب: بأي معنى؟ حنات: يوم إتصلت به لأضعه تحت إرتباط مشروط طبعا يعودني، كان يفاوض الجامعة السودانية للإشراف على منتخبها الأول، وبعدها جاء عرض من إيران لتدريب ناد بقيمة مالية سنوية تصل إلى مليون دولار، ثم حصل على عرض آخر من ناد أوروبي، ولكن الرجل كان قدم وعدا وهو ليس من الناس الذين ينقضون العهد، بخاصة وأنه كما قلت عاشق للمغرب. - المنتخب: الظرفية التي تعود فيها رئيسا للرجاء تجعلك مطوقا بالعديد من الرهانات والأوراش، هل تعي جيدا دقة المرحلة وثقل الإنتظارات؟ حنات: أنا أنطلق أولا من مبدإ أن الفريق بحاجة إلى شخصي المتواضع، ومهما كانت الإنتظارات وقوة الإكراهات لا يمكنني وأنا في كامل الجاهزية أن أتخلف أو أن أتملص من أداء الواجب. قلت أن من دواعي العودة أن الرجاء كقوة نافذة داخل المنظومة الكروية يحتاج إلى تقديم الدليل على أن الأندية مؤهلة لدخول العهد الإحترافي، وتعرفون أننا منذ سنوات دشنا العمل الهيلكي وربحنا في ذلك خطوات كثيرة، وما زال ينتظرنا عمل جبار، لذلك ربطت العودة بشعار التغيير في إطار الإستمرارية، وهو ما يعني أن أكثر شيء يحتاجه الفريق هو أن يتطور ويتهيكل ويتغير، ولكن بالحفاظ على مكتسباته وهي ولله الحمد كثيرة، أبرزها أنه فريق ألقاب وأنه فريق مرجعي. - المنتخب: نافسك على الرئاسة السيدين حسبان وبودريقة، هل كنت تشعر للحظة أنك مهدد في سعيك للعودة إلى الرئاسة؟ حنات: ليس من طبعي أن أنظر للأمور من هذه الزاوية، فأنا وغيري كنا منافسين من أشخاص آخرين، ولأننا داخل الرجاء نملك كامل الحرية في التعبير عن نوايانا الهادفة لخدمة الفريق، فإن الأمر يبدو طبيعيا، وقد اعتبرت كل الذي حدث على أنه ظاهرة صحية، في النهاية برلمان الرجاء ممثلا في المنخرطين قال كلمته وأشكره على الثقة التي وضعها في شخصي وأشكر حسبان وبودريقة على روحهما الطيبة. - المنتخب: هل الحكمة والخبرة هما اللذان إنتصرا في النهاية؟ حنات: إنتصرت الإرادة الجماعية وانتصرت مصلحة الفريق، ورئاسة فريق مثل الرجاء تكليف أكثر منه تشريف. - المنتخب: الكل ينتظر التشكيلة التي ستختارها لمرافقتك في مشوارك الصعب؟ حنات: أكيد أنكم لاحظتم أنني إحترمت الأولويات، فقد كان الفريق يحتاج للتو إلى مدرب وأظن أنني وفقت في الإرتباط بإطار تقني كبير، خبر جيدا الكرة المغربية، ثم كانت هناك ضرورة لمراجعة كل العقود الموجودة، لمعرفة مَنْ مِنَ اللاعبين سيستمرون مع الفريق، من سيغادرون وبالتالي نحدد حاجتنا من الإنتدابات، وقد حرصت كل الحرص على أن نتعاقد مع المدرب ليمارس كاملا صلاحياته في اختيار التشكيلة البشرية. أما ما يتعلق بالمكتب المسير في تصوري أن الأمور هنا واضحة، الرجاء لها رجالاتها، وأنا أؤكد أن الباب مفتوح أمام الجميع، صحيح أن المكتب المسير لن يقل عدد أعضائه علىتسعة ولن يزيدوا على 15، ولكن إذا أنا ما أعملت منطق المطابقة والتفاهم وتقاسم ذات الفكر كمحددات للإختيار، فهذا ليس معناه أنني أسد الباب أمام الآخرين، أنا أقول أننا نبني فريقا في صورة مؤسسة رياضية للمستقبل، وهنا يتسع المجال للكل، على الأقل للذين يحملون نوايا طيبة. - المنتخب: أنت كأي رئيس فريق كبير محكوم بتحقيق الألقاب، هل تملك الوصفة الضرورية لذلك؟ حنات: أنا لست منجما ولا عرافا، أنا رجل أعمل بواقعية، لي خبرتي ولي تجاربي ولي أيضا فلسفة عمل، كل ما أعده به الرجاويين وهم يعرفون ذلك أنني سأبذل قصارى جهدي ليكون الفريق جالبا للمتعة وللألقاب وللسعادة لملايين الرجاويين في المغرب وبالدارالبيضاء على وجه الخصوص، والتوفيق من عند الله. - المنتخب: الرجاويون عاتبوا السيد غلام على أنه كان بخيلا في الإنتدابات، هل توافقهم الرأي؟ حنات: لأنني أعرف من يكون غلام، وكيف يعمل وبأي شكل يفكر فسأقول صدقا أنه كان دقيقا وعمليا في هذه النقطة بالذات، لقد شعر بأن الآخرين يزايدون في قيمة لاعبين كانت الرجاء تسعى لإنتدابهم، وعندما وجد أنهم أصبحوا بقيم مالية مبالغ فيها رفض أن يرمي بمال الرجاء من النافذة. ما نقوم به اليوم أننا ننجز المفاوضات في إطار تام من السرية حتى لا نترك ثغرة يدخل منها المزايدون. - المنتخب: الرجاء ليست فقط الفريق الأول الذي ينافس بطبعه التاريخي على الألقاب، إنها أيضا مركز التكوين، المدرسة ومشاتل كثيرة، هل ستعيد النظر في طريقة عملها؟ حنات: كل شيء في المفهوم المؤسساتي إلا ويحتاج باستمرار إلى تقييم ثم إلى تقويم، ما يعني أننا ننجز عملا، وبعد ذلك نحتاج لدراسة جدواه لنطوره ونعمقه، وهذا هو ما سنسعى إليه بالتدريج، الرجاء معروف بمدرسته، لذلك سنطور هذا الجانب، علما أن مركز التكوين سيعمل بوحي من الإستراتيجية الوطنية التي ستأتي به الإدارة التقنية التابعة للجامعة، لطالما أن الهدف هو توحيد مناهج التكوين داخل الأندية الوطنية مجتمعة. - المنتخب: كنت من الذين تحفظوا في تفعيل قانون اللاعب، هل لأن فريقك غير جاهز؟ حنات: لا.. أبدا.. أنا لا أفكر من منظوري فريقي فقط، لنجاح أي مشروع علينا أن نراعي الجميع، أنا قلت أنه كان من الأفضل الشروع فعليا في تطبيق قانون اللاعب مع إطلاق العصبة الإحترافية خلال موسم 2012/2011، إذ ستجد أن عدم التدرج في تطبيقه سيعرض مصالح كثير من الأندية للضرر العميق. - المنتخب: هل تنوي الإستمرار في طلب حكم قضائي في قضية ضياع وثائق إنتقال الحواصي من الرجاء إلى المغرب التطواني؟ حنات: لا أظن أنني سأسير عكس الإتجاه، القضية موضوعة أمام الشرطة وهناك بحث جار لمعرفة اليد التي أتلفت الوثيقة التي كانت تحفظ للرجاء حقه في أي صفقة إنتقال يبرمها المغرب التطواني بشأن اللاعب الحواصي، هذا اللاعب وبعد أن قال التقنيون وقتها أنه لا يصلح للرجاء، إنتقل إلى المغرب التطواني مقابل 70 مليون سنتيم، وبعد سنة واحدة إنتقل من الأخير إلى الوكرة القطري مقابل مليون دولار، ما يعني أن الرجاء لها الحق في نصف صفقة الإنتقال، والمغرب التطواني رفض تسليم هذا النصيب إلا بعد ظهور الوثيقة. - المنتخب: هل تضع ضمن خطط عملك تطوير إيرادات الرجاء؟ حنات: بالطبع هذه إحدى أكبر رهاناتنا، على إعتبار أن الفريق كمؤسسة يكبر عندما تكبر إيراداته، وتعرفون أن الرجاء يعتمد في إيراداته على مداخيل المباريات، على عائدات الإستشهار، على منحة الجامعة وبالخصوص على بيع اللاعبين، نحن سنعمل قدر المستطاع على تنمية هذه الإيرادات باعتماد سياسة تسويقية جديدة ولكن من دون إصابة التوازنات بأي خلل، علما أن الطفرة الكبيرة ستأتي مع تطبيق نظام الشركة الرياضية. - المنتخب: هل أنت متفائل بالأوراش التي تفتحها اليوم جامعة كرة القدم؟ حنات: كممثل لفريق بمرجعية الرجاء، لا يمكن إلا أن أكون متفائلا، وكعضو جامعي سابق أقول أن ما يقع اليوم هو إستمرار لما بدأنا إنجازه من قبل، مع اختلاف جوهري هو أننا اليوم أصبحنا تحت ضغط من الفيفا لمطابقة وتحيين أنظمتنا ملزمين بتسريع الوثيرة، وحتما إذا ما نحن فعلنا القوانين وهيأنا كل النصوص التطبيقية فسنحصل على مشهد كروي محترف وباعث على الأمل، بخاصة وأن هناك إرادة سياسية قوية تدفع نحو التغيير. - المنتخب: كيف ستتواصل مع عائلة الرجاء منخرطين ومناصرين؟ حنات : بما يمليه علي الإنتماء وما فرضه روح المسؤولية وما تنص عليه القوانين.. المنخرطون هم من وضعوني رئيسا للرجاء، لذلك فالحوار معهم سيكون بشكل سلس ومطبوع بالإحترام، لطالما أن المصلحة هي مشتركة، ثم إن الجماهير هي قلب الفريق النابض، وحقها علينا أن نهيء فريقا يسعدها، يعطيها الألقاب وتجعلها دائما ترفع رأسها. حاوره: