أمرنا الله سبحانه وتعالى بإقامة الصلاة والحفاظ عليها في أوقاتها، وقد تعددت الآيات القرآنية الكريمة التي تحرض على ذلك، ومنها قوله عز وجل: "حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَت والصَّلوةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَنِتِينَ" [البقرة، 236]، وقال جل شأنه: "إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُومِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا" [النساء، 102]، "وَالَذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ" [ المومنون، 7]. كما أكد نبينا المقتدى بضرورة الالتزام بهذه العبادة التي تميزت عن سائر العبادات الأخرى بكونها فرضت في السماء ليلة الإسراء والمعراج، في سدرة المنتهى، حيث تجاوز الرسول صلى الله عليه وسلم الكون كله.. فهل المحافظة على القيام بهذه العبادة له فوائد صحية؟ من فوائد الركوع الصحية فعن أبي مسعود البدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود"[1]، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ؟ قَالَ: "لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا" أَوْ قَال: "لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ"[2]. إن من فوائد الركوع تقوية العضلات والمفاصل، يقول الدكتور عبد الصبور غنيم أستاذ جراحة العظام بكلية الطب بجامعة الإسكندرية: "يعطي الركوع العمود الفقري فائدة كبيرة وعظيمة، وخاصة العضلات الظهرية والأربطة وفقرات السلسلة الظهرية، فتكرار الركوع يجعل العضلات في حركة نشطة مما يعطيها القوة جنبا إلى جنب مع المرونة، وهذا مطلوب لعمل العضلات بطريقة مثالية خالية من الضعف والتشنج". يساعد الركوع كذلك على تنشيط عمل الرئتين وطرد الهواء الفاسد منهما وتنشيط الجهاز الهضمي والزيادة في تروية العين والدماغ، مما يجعله يساهم في تحسين قوة البصر، وتجديد النشاط الذهني والفكري؛ من فوائد السجود الصحية فعنالعباس بن عبد المطلبأنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب: وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه"[3]. وقد لاحظ العلماء في دراسة علمية مصرية، بمركز تكنولوجيا الإشعاع القومي من طرف أخصائي العلوم البيولوجية وتشعيع الأغذية برئاسة الدكتور ضياء حامد، أن السجود يساعد على تفريغ الجسم من الشحنات الكهرومغناطسية الزائدة؛ بحيث تنتقل الشحنات الموجبة عبر أعضاء الساجد إلى الأرض السالبة الشحنة، كما لاحظ الباحثون أن عملية تفريغ هذه الشحنات تتطلب التوجه نحو مكةالمكرمة أي مركز الأرض. تتسبب الشحنات الكهرومغناطسية الزائدة في الإصابة بالصداع، والنسيان، والشرود الذهني، والتقلصات العضلية، والتهاب العنق، والتعب والإرهاق، وقد تؤدي إلى حدوث أورام سرطانية.. فالسجود يساهم بشكل كبير في الوقاية من هذه الأمراض. تساعد الوضعية التي يكون فيها المصلي ساجدا في التخفيف من عمل القلب، حيث تسهل عملية ضخ الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى مرونة شرايينه، والرئتين. كما تسهل عملية تفريغ الأوردة السطحية بالساقين، ويتم تجديد الدورة الدموية في الأرجل مما يقي من الإصابة بأمراض الشرايين ومرض الدوالي. ويساهم السجود كذلك في الزيادة من مقدار التروية الدموية في الكبد وكذا الأعضاء المجاورة له. كما يساعد السجود الطويل على انتعاش الدورة الدموية في الجسم كله، ويساهم في ضبط ضغط الدم وعودته إلى المعدلات الطبيعية في الجسم. وقد لاحظ العلماء أن الحركات التي نقوم بها أثناء الصلاة، تساهم في تقوية عضلات الظهر والبطن، والحفاظ على مرونة العمود الفقري، كما تزيد من نشاط الأمعاء، مما يفيد في الوقاية من حالات الإمساك، والزيادة في تروية الكلية وبالتالي تحفيز عملية تصفية الدم من السموم. ------------------------------------------------- 1. الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر، كتاب صلاة الجماعة، باب العمل في صلاة الجماعة، ح: 7301. 2. مسند أحمد بن حنبل، مُسْنَدُ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ، مُسْنَدُ الْأَنْصَارِ، حَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، ح: 22041. 3. نيل الأوطار، أبواب صفة الصلاة،باب أعضاء السجود، محمد بن علي الشوكاني، ح: 752.