أولى الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية كبرى بتنظيف الفم والعناية به. ففي الصحيحين عن النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أنه قال: "لولا أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة". وفيهما "أنه كان إذا قام من الليل: يشوص فاه بالسواك" وغيرها من الأحاديث الدالة على اهتمامه صلى الله عليه وسلم بصحة الفم والأسنان. تلتصق طبقة من الرواسب الرخوة على الأسنان واللثة لتكون ما يسمى باللويحة السنية la plaque dentaire، تضم هذه اللويحة عددا من الجراثيم و تتحول إلى كلس كلما استمرت في البقاء. تساهم المواد السكرية في تكوين هذه الطبقة حيث تتغذى الجراثيم عليها، كما أنها تساعد على سرعة وقوة التصاق الميكروبات بسطح الأسنان. كما تساهم الظروف المحيطة باللويحة كنسبة الحموضة وتركيز السكر والأحماض الأمينية والفيتامينات في عملية التمثيل والنمو الجرثومي. لقد وجد الباحثون أنه حتى بعد تلميع الأسنان وتنظيفها تتكون هذه الطبقة في أقل من ساعة ولا يزيد سمكها عن ميكرون واحد فتبدأ الجراثيم بالالتصاق بها. هناك أكثر من 200 نوع وجرثومة تتواجد بشكل طبيعي في الفم والأسنان منها المكورات العقدية، العصيات اللبنية والمكورات العنقودية. تتسبب كثير من هذه البكتيريا في حدوث التهابات محلية مزمنة كما أنها قد تتسبب في ظهور تعفنات INFECTIONS في بعض الأعضاء الأخرى للجسم. يؤكد أطباء الأسنان أن هناك علاقة ارتباط بين نوع البكتريا التي تعيش في تجويف الفم والإصابة ببعض الأمراض التي تسيء إلى الصحة العامة. كما تنتشر جراثيم الفم في الجسم عن طريق الدورة الدموية.. وعندما تجد الظروف مواتية تلتصق ببعض المواقع في الجسم. يعتبر التهاب الشغاف القلبي ENDOCARDITE INFECTIEUSE خير مثال على ذلك لأنها تحدث في غالبية الأوقات بسبب جراثيم الفم التي تلتصق بغشاء القلب L'ENDOCARDE. إن أمراض القلب والشرايين من الأسقام الأكثر ظهورا لدى المرضى المصابون بأمراض اللثة LES MALADIES PARODONTALES. يقول الباحثBECK وزملاءه أن مرض اللثة LA MALADIE PARODONTALE يمكن اعتباره من العوامل التي تساعد في الإصابة بأمراض القلب والشرايين. أكدت الأبحاث العلمية وجود علاقة ارتباط بين مرض السكري وأمراض اللثة والأسنان. فقد جاء في إحدى مقالات المجلة الأميركية DIABRTES CARE أن إصابة اللثة ترفع من خطر الإصابة بالسكري، كما أن المرضى الذين يعانون من السكري هم معرضون أكثر إلى الإصابة بتسوس الأسنان وكذا أمراض اللثة وتآكل مينا الأسنان والتعفنات الفطرية. إن ارتفاع نسبة السكر في الدم تكون مرتفعة كذلك في الفم مما يوفر للجراثيم محيطا ملائما للتكاثر وبالتالي التسبب في التسوس والالتهابات. إن قطرات اللعاب الآتية من الفم أو الحنجرة قد تنتقل عبر التنفس إلى الرئتين وتحدث، عن طريق الجراثيم الكامنة بها، تعفن المسالك التنفسية. تنتسب ثلث حالات الدمل الرئويABCES DU POUMON إلى جراثيم الفم إما عن طريق الاستنشاق أو الدورة الدموية. إننا ندرك من خلال هذه الأمثلة مدى أهمية نظافة الأسنان والفم عامة. لقد ورد في السواك أزيد من 100 حديث نبوي شريف تبرهن على حب النبي الكريم لطهارة الفم التي فطر الله سبحانه وتعالى عباده عليها واستحبها لهم ليكونوا على أكمل الصفات وأشرفها، قال الحبيب المصطفى "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب" [رواه أحمد والنسائي وابن ماجة]. المراجع 1. Commission de prévention et santé publique, Foyers infectieux d'origine bucco-dentaire, Bull.Acad.Natle Chir.Dent.2003, 46. 2. Adrienne LAROCQUE. La santé buccale et celle du corps sont liées, Dentition et gencives saines sont essentielles à votre santé générale. Santé canadienne, Automne 2009. 3. ابن قيم الجوزية، الطب النبوي، دار الفكر، بيروت، 751ه. 4. جابر بن سالم موسى القحطاني. موسوعة جابر لطب الأعشاب. العبيكان. الرياض. الطبعة الأولى.2008م