شخصية هذه الحلقة عالم فاضل ومتصوف كبير، من أبناء أرض الريف الطيبة شمال المغرب، لاحظ تقصير كتب التراجم في التعريف بعلماء وصلحاء الريف، فانبرى لتأليف كتاب فريد في بابه سماه "المقصد الشريف والمنزع اللطيف في التعريف بصلحاء الريف"... يتعلق الأمر بعبد الحق بن إسماعيل بن أحمد بن محمد البادسي الغرناطي، الذي ينتهي نسبه إلى قيس بن عبادة الخزرجي، استوطن أحد أجداده غرناطة، وانتقل جده الأعلى إلى بادس، وبها ولد عبد الحق بن إسماعيل البادسي في حدود 650ه/1252م.... نستفيد من مقدمة الأستاذ سعيد أعراب محقق كتاب "المقصد الشريف" أن البادسي أخذ عن والده، وجماعة من شيوخ بلده، وتردد على فاس، وسمع من مشايخها، وممن أخذ عنهم بها، أبو إبراهيم الأعرج الورياغلي... كان البادسي رحمه الله عالما ومحدثا ومسندا، ومؤرخا ونسابة، وكان يميل في كتابته إلى السجع، لكنه سجع حامل لإفادات وإشارات لطيفة، بيد أنه كان يتكلف الشعر.. ولكي نتعرف على أسلوب السجع عند عبد الحق البادسي نورد نصا من "المقصد الشريف" ترجم فيه البادسي للشيخ أبي داود مزاحم مؤسس الرابطة الموجودة قرب الحسيمة، يقول: "فأولهم القطب العارف الولي ذو الفضل الظاهر الجلي والقدر السمي العلي النائط في جيد الإجادة أسنى حلي، الذي كف اجتهاده من الراحة صفر خلي، جابر الكسر، والمنقذ من الأسر المتعطف الراحة أبو داود مزاحم، كان رحمه الله من كيس الكرامات منفقا وبذوي الرياضة مرفقا وعلى المحتاجين مشفقا وقد قيل إن التصوف إشفاق وإرفاق.... وقال البادسي في "المقصد الشريف" بشأن إبراهيم بن عيسى حفيد أبي داود مزاحم: "ومنهم العابد الزاهد المرابط المجد الجاهد المراقب الشاهد الذي قام له في التلاوة أعدل شاهد المدمن على تلاوة المحكم، الناطق بالحكم الحاج إبراهيم بن عيسى بن أبي داود اختصر الإقلال، واقتصر على أكل الحلال، وقد قيل إن التصوف اقتصار واختصار...."؛ فنحن نلاحظ هنا كيف ينتقل البادسي من التعريف بالصلحاء والشيوخ إلى إطلاقه لخلاصات مكثفة حول روح التصوف وجوهره مثل قوله: "التصوف إشفاق وإرفاق"، والتصوف "اقتصار واختصار"، مما يبرز التزام الرجل بتقديم وصفات ذوقية وعرفانية تنبني عليها طريق القوم التي تمثل التراجم المبثوثة في "المقصد الشريف" نماذج دالة عليها.. خلّف عبد الحق البادسي كتابين هما "طبقات الأولياء" وقد أشار إليه المؤلف في ترجمة أبي الحسن المراكشي. والكتاب الثاني هو "المقصد الشريف والمنزع اللطيف في التعريف بصلحاء الريف". وقد ذكر البادسي في مقدمة كتابه هذا الأسباب التي دعته إلى تأليفه إذ يقول: "ثم إن الأديب المتفنن يوسف ابن الزيات، أتى في كتابه الموسوم ب "التشوف إلى رجال التصوف" بآيات لكنه غفل فيما آثره من الحسن والإحسان، عن الريف الكائن بين سبتة وتلمسان..". يقول الأستاذ سعيد أعراب في مقدمة كتاب "المقصد الشريف والمنزع اللطيف في التعريف بصلحاء الريف" لعبد الحق البادسي (المطبعة الملكية، 1982): "لعل أول من أرخ للتصوف ورجاله بالمغرب هو يوسف بن يحي التادلي، المعروف بابن الزيات، في كتابه الموسوم ب: "التشوف إلى رجال التصوف"، وقد اهتم أكثر بصلحاء الجنوب، ووقف عند حدود سنة 617ه، ثم جاء بعده عبد الحق البادسي، فأرخ لرجالات شمال المغرب، وأسماه "المقصد الشريف والمنزع اللطيف في التعريف بصلحاء الريف"، ويحدد الفترة التي أرخها ما بين زمن أبي مدين الغوث، والعصر الذي عاشه المؤلف، أي من حدود منتصف القرن السادس الهجري إلى أوائل القرن الثامن الهجري، وجعله كصلة لتشوف ابن الزيات، ذلك أنه قال: "فرأيت تتميم صلته، وتنظيم فيصلته" (مقدمة كتاب المقصد الشريف، المطبعة الملكية، 1982).. ويفيدنا أحمد الطريبق أحمد في مقاله "العمق التاريخي والجغرافي للظاهرة الصوفية في مغرب القرنين الحادي عشر والثاني" (مجلة التاريخ العربي، عدد: 26، 2003) أن كتاب "التشوف" هو الفاتحة في ديوان التاريخ الصوفي للمغرب، وإن كان قد اقتصر على مجال جغرافي معين، وجاء بعده صاحبنا البادسي في "المقصد الشريف" ليعرِّف بصلحاء وأولياء منطقة أخرى تغطي مجالاً جغرافياً لم تصل إليه حفريات ابن الزيات؛ فقد امتنعت عليه جبال الريف.. ولعل ذلك يقول عبد الحق البادسي (ص: 15-16) "لبعده عن مكانه، وعدم اتصاله بأحد من سكانه، فانطمس عليه معرفة أبنائه، وعز لديه تسوغ أخبائه، وقد كان استقر بالريف المذكور، في سائر الأزمنة كل مشهور مذكور، لم يقصر في جده عن الأكابر المشتهرة ولا يتهم في الزمن الغابر، حتى يعلم أنه كان بريفنا المهمَل، من أحسن في الطاعة وأجمل، ولو أن ابن الزيات انتشر، أو عاينه في المحشر، لقال وأنشد نصيحا لمن استرشد قول المعري: وعلي أن أقضي الفوائت بعدما فاتت إذا لم أقضها في وقتها ونستخلص من كتاب "المقصد الشريف" المحاور التي تشكل الموضوع العام والموضوع الخاص لكتاب البادسي، حيث تحدث في القسم الأول عن المقامات والكرامات، وضمنه أربعة فصول: 1- في الولاية والوليّ؛ 2- في الفقر والفقير؛ 3- في بيان مفهوم التصوف؛ 4- في إثبات كرامات الأولياء؛ وخصص القسم الثاني للحديث عن الإمام الخضِر، أما القسم الثالث والرئيس، فعرف فيه بالمشايخ من صلحاء الريف... تناول عبد الحق البادسي في الفصل الأول من القسم الأول من "المقصد الشريف" مفهوم الولاية، وذكر أن الولاية في اللغة على وجوه، وأن أصلها الموالاة، كما بين الاختلاف في معنى الولي؛ فمن قائل أنه من تولى الله أمره، وقيل الولي من تولى عبادة الله وطاعته على التوالي من غير أن تتخلل طاعته معصية... ويرى البادسي أن الولاية على ضربين: ضرب خاص، وضرب عام، الخاص هو مقتضى قوله تعالى: "إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين"، وضرب عام هو ولاية المؤمنين، وهو على مقتضى قوله تعالى : "الله ولي الذين آمنوا"، "والله ولي المؤمنين".... ثم ذكر البادسي أن الأولياء على ثلاثة طبقات مستدلا في ذلك بالشيخ أبي الحسن علي بن محمد المراكشي في كتابه "مناقب الأولياء، وصفة سلوك الأصفياء": الطبقة الأولى قوم لا يخرجهم الله تعالى عن الخلق، ويكونون بين الناس، لا يعرف ولايتهم إلا الله تعالى؛ والطبقة الثانية قومٌ لا يسكنون إلى أحد، ولا يهدؤون عن الانتقال من بلد إلى بلد، لا يشتغلون بمكسب، أشغلهم المسبب عن السبب؛ أما أهل الطبقة الثالثة فيقول البادسي أن عليا بن محمد المراكشي يقول فيهم: إذا أدخل الله الولي في ولايته حماه من الدنيا وزهده في حلالها؛ لأن حلال الدنيا حساب، وحرامها عقاب، ثم ينظر الله تعالى إليه باللطف الخفي الذي لا يطلع عليه غيره، فيحفظه ويكلؤه، ثم يخرجه عن كل موجود سواه، حتى يخلصه من جميع العلائق ظاهرا وباطنا؛ فالطبقة الأولى صفتهم علم اليقين، والطبقة الثانية صفتهم عين اليقين، والطبقة الثالثة صفتهم حق اليقين؛ فعلم اليقين كمن سمع بمنزل ثم عمل عليه ليراه ويدخله، وعين اليقين كمن رأى المنزل وعدل عن دخوله، وحق اليقين كمن دخل المنزل ورأى المنزول به؛ فعلم اليقين لعامة الأولياء، وعين اليقين لخاصة عامة الأولياء، وحق اليقين لخاصة خاصة الأولياء... يقول أحمد الطريبق أحمد في مقاله " العمق التاريخي والجغرافي للظاهرة الصوفية في مغرب القرنين الحادي عشر والثاني" (مجلة التاريخ العربي، عدد: 26، 2003) فإذا كان كتاب "التشوف" إضافة إلى المترجم لهم فيه، وما يقتضيه الخطاب من أخبارهم قد حوى مادة أدبية وشعرية استوجبها السياق التعبيري أو جاءت تراعي المقام الصوفي؛ فإن كتاب "المقصد الشريف" قد بناه صاحبه على خطة مرسومة، وكأنها بنود تنهى بعقود: بنود في الخطاب الصوفي، مختومة بعقود شعرية، أغلبها من إنشاء المؤلف، على عكس ابن الزيات. وهكذا يكون ابن الزيات قد رسم في كتابه، الذي سقى الحسن يانعه وناضره، أبياتاً من الشعر لغيره على وجه المثل والمحاضرة. فاقتضبتُ يقول البادسي أبياتاً عقب كل شيخ تناسب أحواله كل المناسبة، وتطابق حالته المرضية ومكاسبه، وجعلتها لزومية الرويّ، جارية على الصراط السوي، موافقة للخبر المحكي والمروي... وإذن-يقول أحمد الطريبق- فإن عبد الحق البادسي يعيد تجربة التادلي، فيكتب عن صلحاء الريف، مخللاً أو مستهلاًّ تراجمه بأبيات، ينثرها على قبور الصلحاء والأولياء. فتارة يستقطر عين الزهد في أبياته، وتارة يستمطر سحاب الوجد... وهو في الحالتين لا يرقى إلى مدارج الصوفية من الشعراء؛ لأن "الأنظام" التي أتى بها البادسي هي أقرب إلى الوصف التقريري المزخم بالمعرفة الصوفية... أما عن منهج كتاب "المقصد الشريف" فيقول محقق الكتاب سعيد أعراب: "ومنهج المؤلف في الكتاب أن يحلي المترجم بالمحلى التي تناسبه، ويذكره بالمقام الذي وصل إليه، ويعقب على ذلك بقوله: وقد قيل إن التصوف كذا وكذا، صنيع أبي نعيم في "الحلية"، كل ذلك بأسلوب مسجوع، ثم تخلص للحديث عن ذكر موطن المترجم، والقبيلة أو المدينة التي ينتمي إليها بأسلوب مرسل، ويذكر المدارس التي قرأ فيها أو الزوايا التي تتلمذ بها؛ والشيوخ الذين أخد عنهم، وما له من تلاميذ ومريدين، والكرامات التي شوهدت له أو رويت عنه، وربما أشار إلى تاريخ مولده ووفاته بما يمكن اعتباره بيانا عمرانيا حول مسارات الصلحاء والعلماء في الزمان والمكان، وهذه مسألة جديرة بالاعتبار.. وقد التزم عقب كل ترجمة، أبياتا ضمنها ما للمترجم من مناقب وحلى، صنيع يوسف ابن الزيات، فهو قد جمع بين المنهجين: منهج أبي نعيم في الحلية، ومنهج ابن الزيات في "التشوف". أما من حيث القيمة التاريخية لكتاب "المقصد الشريف" فيقول المحقق سعيد أعراب: "وتبدو أهمية "المقصد الشريف" في أنه حلقة مفقودة في تاريخ التصوف بالمغرب، وهو تصوف نقي، لا أثر فيه للشطحات، ووحدة الوجود، لولا ما فيه من مبالغات في بعض الكرامات، فهو إلى تاريخ النساك والزهاد أقرب منه إلى التصوف، ولعل ذلك ما لمح إليه في تسميته ب "المقصد الشريف، والمنزع اللطيف، في التعريف بصلحاء الريف"، وقد قال ابن الأحمر في "بيوتات فاس" (دار المنصور، 1972، ص: 92): "أنه تأليف عجيب، حسن في بابه، صغير الحجم،كبير القدر، غريب الوضع، شهير الذكر"... والكتاب إلى جانب ذلك -يضيف سعيد أعراب- "وثيقة تاريخية لها أهميتها، فقد عرض لأحداث بني وطاس، والعرب المتغلبين على بلاد الريف أواخر العصر الموحدي، والقرصنة التي كانت تمارسها الصليبية في البحر الأبيض المتوسط لهذا العهد، وغير ذلك، مما لا نجده في كتاب سواه.. وهو كذلك معجم جغرافي، حدد قبائل الريف بأسمائها، ومواطنها تحديدا دقيقا، مما سيجعل القارئ يعيد النظر في كثير من الحقائق التي أوردها ابن خلدون في تاريخه ومقدمته... يقول الأستاذ محمد بن عبد العزيز الدباغ في كتابه "من أعلام الفكر والأدب في العصر المريني" (مطبعة النجاح الجديدة، 1992) (ص: 252): "هذا وإن تحديد منطلق المدة الزمنية -لكتاب المقصد الشريف- من تاريخ أبي مدين (الغوث) لدليل على التواصل الروحي الموجود بين منهاج هذا الرجل الصالح وبين منهاج المدرسة الصوفية التي نشأت قرب الحسيمة بالرابطة التي أسسها أبو داود مزاحم بن علي بن جعفر، فلقد اجتمع أبو داود هذا بأبي مدين بالأندلس قبل خروجه منها وتأثر به واحتذى بسيرته واقتدى بسلوكه، وعزم على بناء رابطة ببلاده على شاطئ البحر تحمي الحدود وتقوي الإيمان وتجمع الراغبين في العلم وفي الجهاد... إن أبا داوود أصبح الشعار العملي الذي يميز مدرسة صوفية معهودة لدى الخاص والعام وكان النموذج الذي يعتز به مريدوه، وأصبحت زاويته نبراسا يستضيء به أهل الريف لذلك كان عبد الحق البادسي وهو يؤلف كتابه "المقصد الشريف" عالما بهذه الغاية شاعرا بهذا الموقف، فبدأ التراجم بذكره، وأعقبها بذكر تلامذته وبعض أفراد أسرته.. وقد أبدى عبد الحق البادسي قدرة علمية وفكرية كبيرة إذ تكلم في القسمين الأولين من كتابه "بنفس عال يدل على قدرة فائقة في الميدان العلمي، وعلى خبرة بالدراسات القرآنية وعلى إطلاع على كتب الصوفية.." لقد ناقش موضوعا على غاية من التعقيد هو موضوع الروح الكلي وعلاقته بالأجسام منتقدا في ذلك الإمام الغزالي عبر كتابه "النفخ والتسوية"، وذكر أن الغزالي يقول أن "الروح الكلي ليس بداخل في العالم ولا خارجا عنه ولا متصلا به ولا منفصلا عنه؛ لأن من شرط الدخول والاتصال والانفصال الجسمانية، والروح الكلي ليس بجسم فهو غير قابل للاتصاف بذلك، كما أنه لا يقال في الحجر لا جاهل ولا عالم إذ من شرط العلم والجهل الحياة. والروح الكلي جوهر بسيط يلقي إلى الأجسام البشرية من نوره ما تلقيه الشمس من شعاعها إلى المرآة الصقيلة فهي واحدة في نفسها متعددة في غيرها... وينبهنا عبد الحق البادسي أن عالما من القصر الكبير هو عبد الجليل بن موسى القصري قد تأثر برأي الغزالي في مسألة الروح الكلي، وقد كان عبد الجليل القصري تلميذا للعالم الصوفي الشهير سيدي على بن أبي غالب القصري (انظر مقالنا حوله في ميثاق الرابطة عدد: 56)، وكان عبد الجليل عالما بكتاب الله يفسره في مجالسه وترد عليه وفود الطلبة من المشرق والمغرب، ويتعمق في الدراسات الصوفية وله قدرة على تحليل ما يتعلق بأسماء الله الحسنى وكان من الموضوعات التي يتحدث عنها موضوع الروح الكلي وعلاقته بالأجسام ويسير فيه على رأي الغزالي، لكن صاحبنا عبد الحق البادسي يقول (ص: 33 من "المقصد الشريف"): "وما قاله أبو حامد وعبد الجليل في الروح الكلي باطل، وإنما استند قائله إلى الحدس والتخمين، ويحقق بطلانه، أنه لو كان كذلك، لما تميزت النفوس بعد موت الأجسام، ولا ترتب عليها حكم من الثواب ولا من العقاب؛ فإن الروح الكلي واحد على زعمهم، وإنما تعلقت أجزاء من نوره بالأجساد، فعند ذهاب الأجساد بقي الروح الكلي كما كان متحدا، وقد اختلفت الأرواح الطبيعية الحيوانية، وبحسب اختلافها اختلف الروح الكلي بها، فما تعلق بروح شخص، لا يمكن أن يتعلق بروح غيره، إذ لا يتعلق شيء من الروح الكلي إلا بمناسب له من الأرواح الطبيعية..". وممن انتقدهم البادسي في كتابه: "المقصد الشريف" المتصوف الكبير ابن سبعين الذي كانت له مدرسة صوفية بسبتة، مما يبرز بجلاء مساهمة صاحبنا في السجال الفكري في أرقى مستوياته عبر الاستدراك على كبار علماء عصره وما قبله.. فأنت ترى أيها القارئ الكريم عمق هذا الرجل الفاضل ومناقشاته العلمية المستفيضة ومناقشاته لعلماء كبار من عيار الغزالي وعبد الجليل القصري وابن سبعين، ومنه نعلم أن كتاب "المقصد الشريف" الذي هو كتاب تراجم هو في الوقت نفسه كتاب في النظر العقلي والفلسفي فيما يمكن اعتباره مزجا بين العرفان والبرهان، وهذا ما ميز التصوف المغربي على مدى قرون... يقول محقق كتاب "المقصد الشريف" سعيد أعراب أنه لم يقف على وفاة عبد الحق البادسي، لكنه كان حيا سنة 722ه-1322م، إذ في هذه السنة ورد على مدينة فاس، وسمع منه كتابه "المقصد الشريف" جماعة من شيوخها، منهم عبد المهيمن الحضرمي الصغير، وأبو عمر، ويحيى بن أبي طالب اللخمي العزفي، وآخرون.... رحمة الله عليه. والله الموفق للخير والمعين عليه...