تعرف أسرنا مشاكل عديدة وتعترضها أحيانا هزات عنيفة تؤدي في الغالب إلى تفكك هذه الأسر إما بالانفصال أو الطلاق، وتتداخل الأسباب المؤدية إلى ذلك لكثرتها وتشعبها وتداخلها مما يجعل أمر البحث عن حل لهذه المشاكل والمخرج منها أمرا صعبا بل يتطلب صبرا وأناة. ويمكن إجمال أهم هذه الأسباب في العوامل الآتية: • ضعف التأهيل والتكوين عن الحياة الأسرية للمقبلين على الزواج، وجهلهم بالأسس الحقيقية التي يقوم عليها بناء الأسرة الناجحة؛ • عدم تحمل المسؤولية، والإخلال بالواجب الأسري سواء من قبل الزوج أو الزوجة؛ • البعد عن القيم الدينية والاجتماعية الأصيلة وعدم الالتزام بها، بحيث تعتبر نبراسا هاديا في تأسيس واستمرار الأسرة المسلمة، وحمايتها من الانحراف والزيغ الذي يمكن أن يهددها. لقد وجه الإسلام الزوجين إلى حسن المعاشرة بينهما، وركز على الزوج بالنصيحة بمعاشرة زوجته بالمعروف، حيث قال سبحانه وتعالى: "وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" [سورة النساء، الآية: 19]. وذلك بمعاشرتهن بما هو معروف في شريعة الإسلام، معاشرة كريمة حسنة في القول والعمل. ونبه الرسول الكريم الرجال إلى طبيعة النساء، وحثهم على حسن معاملتهن والرفق بهن، فقال صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا"[1]. فالدعوة إلى المعاشرة بالمعروف هي تربية وقائية للزوجين، وتأهيل رباني للحفاظ على كيان الأسرة، وتقوية مناعتها ضد الأزمات أو المشاكل التي يمكن أن تعترض مسار الحياة الأسرية. يتبع .. ---------------------------- 1. رواه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب: النكاح، باب: الوَصَاة بالنساء حديث: 5186.