إن توفير الكهرباء باستغلال مصادر الطاقة المتجددة وحدها، هو الهدف المعلن للعديد من المنظمات والدول حول العالم. ويقتصر هذا المسعى على توليد الكهرباء فقط، لانعدام الجدوى من استبدال وقود المحركات بمصادر الطاقة المتجددة فوراً. بينما تتباين الآراء حول سرعة تحقيق ذلك، بين من يتوقعون حصوله خلال أقل من عقدين من الزمن، في حين يرى آخرون سيطرة الوقود الأحفوري على مشهد الطاقة حتى عام 2050 على أقل تقدير. ويهدف النقاش حول الطاقة المتجددة أساساً، إلى تجنب التغير المناخي عن طريق تخفيض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وفقاً لتوجيهات الهيئة الحكومية الدولية التي تحذر من تغير كارثي في المناخ إذا ما اتخذت الإجراءات اللازمة. وللأسف، فإن العام الوحيد الذي شهد انخفاضاً ملموساً في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون خلال 40 عاماً، كان في فترة الركود الاقتصادي لعام 2008. سرعة التحول: لقد ورد في آخر تقييم للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، إسهام المصادر ذات الانبعاثات المنخفضة (الوقود النووي، والوقود الكهرومائي، والوقود من الطاقة الحرارية الأرضية، والوقود الأحفوري، إلى جانب غاز الكربون) ب60% فقط من مصادر الطاقة العالمية بحلول عام 2050، وإسهام طاقة الرياح والمياه والطاقة الشمسية بأقل من 15%. وحتى تعهدات اتفاق باريس حول المناخ –الذي أشيد به على نطاق واسع– تبقي على نسب مساهمة الوقود الأحفوري لنحو 75% من مصادر الطاقة العالمية بحلول عام 2030، عند انتهاء التزامات الأطراف المشاركة. التقدم المتحقق: يقيّم النمو في مصادر الطاقة المتجددة بوصفها جزءاً من مصادر الطاقة الكلية بأنه بطيء، بالرغم من كونه مثيراً للإعجاب، سيما في مجالي طاقة الرياح والطاقة الشمسية. فقد تحقق بنسبة نمو تفوق 20% سنوياً منذ عام 2007، وبنسبة 15% تقريباً من مصادر الطاقة الكلية. بينما لم تحقق مصادر الطاقة المتجددة الأخرى أي نمو خلال تلك الفترة. ما الذي يمكننا فعله؟ يتوافر قدر كافٍ من أشعة الشمس والرياح نظرياً، وإن معدل نمو قدره 20% يعني الوصول إلى الضعف كل 4 أعوام. فإذا استمر ذلك، سيمكننا الحصول على الطاقة من الرياح والشمس بما يزيد على الكمية الحالية ب500 مرة في عام 2050. إلا أننا على أي حال، ما زلنا نواجه معوقات اقتصادية وفنية عدة، مثل صعوبة تحديد المواقع المفضلة، والانقطاع المتكرر لمصدر الطاقة. وعموماً، يمكن معالجة مشكلة الانقطاع نظرياً بتنويع المصادر، وتوزيع الأحمال، وزيادة المنشآت لزيادة القدرات التخزينية. فيما يعزى النمو السريع في استغلال مصادر الطاقة المتجددة في أميركا وأوروبا إلى الإعانات الحكومية، التي تجعل الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة مربحاً جداً. لكن مع ازدياد قدرات توليد الطاقة من المصادر المتجددة، عمدت بعض الدول والحكومات إلى وقف تلك الإعانات، فتراجعت فرص الاستثمار في الدول المتقدمة بنسبة 30% تقريباً منذ عام 2011، في حين تضاعفت الاستثمارات تقريباً في الدول النامية. ايرل ريتشي– فوربس ميدل ايست