تشي الاتجاهات والنزعات الاقتصادية والاجتماعية بتشكل نظام عالمي جديد بعد عقد من الآن. سيما أن الابتكار التكنولوجي أسهم في تسريع تحول هائل لقوة المستهلكين الشرائية. فضلاً عن الاكتشافات الريادية في مجالات: الرعاية الصحية والنقل والتجارة، وإعادة تشكيل الحياة في المدن من جديد. وقد تثير هذه التنبؤات ال5 الشاملة لعام 2025 الدهشة للوهلة الأولى، لكنها ليست تخمينات مبنية على المعرفة الواسعة فقط، بقدر ما هي نتاج تقدم وتطور منطقي للأحداث الراهنة: 1.ستعد خرائط الحمض النووي لما يزيد على مليار إنسان حول العالم، وسيصار إلى تفقدها في كل عام: لقد انخفضت كلفة التشخيص لتعيين تسلسل الجينوم (مجموع الجينات أو المورثات في الكائن الحي) البشري للشخص الواحد من نحو 100 مليون دولار في عام 2001 إلى أقل من ألف دولار الآن، ويتوقع انخفاضها إلى بضع مئات الدولارات في غضون عامين. فإذا استمر هذا الانخفاض، سيصبح تعيين وتحديد تسلسل الجينوم البشري في النهاية فحصاً مخبرياً اعتيادياً يطلبه الأطباء كجزء من أي فحص طبي يجريه المريض. ومما لا شك فيه، أن الطب سيستفيد من مخزون البيانات الضخم للتسلسلات الجينية في السجلات الطبية، مما يعين الخبراء على تطوير الأدوية والعقاقير، ويحدد كيفية تأثير هذه الأدوية والعقاقير على مختلف البشر بطرق متباينة. 2. لن تصبح 90% من المركبات ذاتية القيادة فحسب، بل ستتصل بالحوسبة السحابية أيضاً: ستكون السيارات ذاتية القيادة مألوفة بحلول عام 2025، أدوات الاتصال وجمع البيانات المطلقة. كما ستتصل بصورة اعتيادية بالبنى التحتية للطرق والمركبات الأخرى. بينما ستحفظ معظم المعلومات في سحابة شركة ما، فلا وجود لطريقة أخرى فعالة لتخزين تلك المعلومات وإدارتها. 3. سيتركز نحو 60% من الإنفاق الاستهلاكي في دول العالم النامية: سيصل الإنفاق الاستهلاكي السنوي في الدول النامية إلى 30 تريليون دولار بحلول عام 2025، مرتفعاً من 12 تريليون دولار في عام 2010 وفقاً لشركة (McKinsey) التي وصفته في تقرير لها صدر عام 2012 بأنه "أكبر فرصة نمو في تاريخ الرأسمالية". كذلك سيضيف الاقتصاد العالمي بين الأعوام 2012 و2025 نحو 1.8 مليار شخص إلى "الطبقة المستهلكة"، ويقصد بها طبقة الأفراد المصنفين فوق مستوى الكفاف. فيما ستعيش حوالي 60% من الأسر البالغ عددها مليار أسرة– التي تجني ما يزيد على 20 ألف دولار في العام الواحد– في الدول النامية عام 2025. 4. ستصبح "المدن الذكية" هي القاعدة، وليس الاستثناء، وفي أكبر المناطق الحضرية تحديداً: ينتقل الأشخاص الباحثون عن الوظائف والثقافة والترفيه والفرص الأخرى، إلى المدن بأعداد كبيرة. وقد أقام 54% من سكان العالم في مناطق حضرية في عام 2014، حسب منظمة الصحة العالمية. ومن المتوقع ارتفاع تلك النسبة إلى 66% بحلول عام 2050. 5. سيستخدم شخص واحد من بين كل 10 أشخاص خدمة الإنترنت التشاركية في أي وقت خلال اليوم: ستزداد أعداد الأشخاص القادرين على الاستفادة من "الاقتصاد التشاركي" ذي التطبيقات الإلكترونية العديدة في مجالات الخدمات كلها، مثل: التنقل بالمركبات، والحصول على القروض، والمنازل المستأجرة للعطلات، والاستثمار الرأسمالي، ووجبات الطعام، والدروس الخاصة، ومواقع اصطفاف السيارات، وغيرها. إن الجميع رابحون في نظم كهذه. ويحصل كل من المستهلكين والشركات على تشكيلة واسعة من البضائع والخدمات الأرخص ثمناً بالقليل من الجهد، ويجني البائعون مزيداً من الأرباح. داين هانسن – فوربس