كشف مكتب «ماكينزي المغرب» في دراسة جديدة أطلقها أمس الاثنين عن 12 تكنولوجيا حديثة سيكون لها تأثير ملحوظ على الشغل والاستهلاك والنمو بحلول سنة 2025. وأوضحت الدراسة أنه، بغض النظر عن الآثار الاقتصادية المباشرة، تتضمن هذه التكنولوجيات أيضا العديد من الفوائد لكونها منتجات ذات جودة وصحية أكثر وأقل تلوثا، ويمكن أن تؤدي إلى تحسن على مستوى الصحة ومتوسط العمر المتوقع. وجاء الإنترنت النقال على رأس هذه التكنولوجيات، حيث أكد مكتب الدراسات أن الهواتف الذكية واللوحات اللمسية وغيرها من الأجهزة النقالة من مختلف الأشكال ستستمر في إلهام التطبيقات الشخصية والمهنية التي تجعل الحياة أسهل وتزيد من إنتاجية الموظفين، وينبغي أن تحفز هذه التطبيقات أيضا 3 مليارات شخص للانضمام إلى العالم الرقمي في العقد القادم، معظمهم في البلدان النامية. واحتلت مكننة مهن المعرفة الرتبة الثانية في هذه التكنولوجيات، بفضل الزيادة في قدرة الحساب للتعلم الآلي، واستخراج البيانات المعلوماتية «بيغ داتا» وواجهات المستخدمات الجديدة، حيث ستصبح، حسب المكتب، مكننة العديد من مهام «عمال المعرفة» التي نعتقدها لحد الآن خارج متناول الحواسيب. وشملت التكنولوجيات الجديدة، كذلك، الحوسبة السحابية، حيث اعتبر المكتب أن هذه الأخيرة لن تكتفي فقط بتغيير المعادلة الاقتصادية لمعلوميات الشركات، ولكنها تفتح المجال أمام مجموعة واسعة من الخدمات المقدمة عن طريق الإنترنت والنماذج الجديدة للأعمال. وركزت الدراسة بالإضافة إلى التكنولوجيات الأخرى، على إنترنت الأشياء، معتبرة أن الربط الشبكي بين أجهزة الاستشعار المزروعة في أشياء الحياة اليومية، الآلات، البنيات التحتية وجميع أنواع الأصول المادية، تقدم حقلا ضخما من القيمة الاقتصادية والمجتمعية. وتضم الإثنا عشر تكنولوجيا التي تحدث عنها مكتب «ماكينزي»، كذلك، الروبوتات المتقدمة، حيث أصبحت الروبوتات ذكية بما فيه الكفاية ومتعددة الاستعمالات لتحقيق مجموعة واسعة من مهام الإنتاج والخدمات. بالإضافة إلى جينوم الجيل الجديد، حيث سيؤدي مزج تكنولوجيات تسلسل الجينوم وتحليل كميات كبيرة من البيانات إلى علاجات دوائية جديدة وتقدم في مجالات الزراعة وإنشاء الوقود الحيوي انطلاقا من كائنات حية دقيقة. وجاءت السيارات ذات القيادة المستقلة أو شبه المستقلة ضمن لائحة التكنولوجيات المؤثرة، حيث تبشر بثورة في النقل البري. يمكن لأساطيل السيارات والشاحنات بدون سائق أن تسير مستقبلا في الطريق السيار بسرعة عالية وبكل أمان، مع مكاسب رئيسية على مستوى الوقت وإنقاذ حياة الأشخاص. وشملت اللائحة، كذلك، تخزين الطاقة، إذ بفضل التقدم في البطاريات، يمكن للسيارات الهجينة أن تنافس السيارات التقليدية من حيث التكاليف. وكذا الطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث لم يعد نطاق تطبيق «طباعة» الأشياء مقتصرا على الاستعمال الترفيهي وإنجاز النماذج، بل إن امتدادها يمكن أن يحدث تغييرا جذريا على مستوى الصناعات التحويلية. وركزت الدراسة، كذلك، على المواد المتقدمة، حيث إن الجهود طويلة الأمد لتطوير المواد «النانوية» استطاعت في نهاية المطاف أن تعطي أكلها من خلال تسويق الأدوية المكونة أساسا من جسيمات متناهية الصغر، ومكثفات فائقة الأداء بالنسبة للبطاريات، وطلاء غير لاصق تماما وشاشات عرض رقيقة جدا، كما تطرقت للتقنيات المتطورة لاستكشاف واستخراج الهيدروكربونات غير التقليدية، معتبرة أن الحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي سيمكن من استخراج النفط والغاز من حقول الصخر الزيتي مع تأثيرات مهمة من حيث احتياطيات الطاقة. بالإضافة إلى الطاقات المتجددة، والتي اعتبرت الدراسة أنها ستقدم أكبر قوة اقتصادية بحلول سنة 2025.