يقول الله عز وجل: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ اَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً" [النساء، 36]. المرأة هي أولا وقبل كل شيء لها دورها القيادي في تربية النشء الصالح، وربط الأبناء بالقيم الإنسانية العليا المستمدة من الإسلام، وجعلهم لبنات صالحة في خدمة أمتهم ومجتمعهم من منطلقات إسلامية رحيبية. والنبي صلى الله عليه وسلم استشار مع بعض النساء وخاصة مع زوجته "أم سلمة"، وتولت زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها مهمة الإفتاء في حياته وبعد مماته.. وبالمغرب في عهد الملك الحسن الثاني تغمده الله برحمته دخلت أربع نساء الحكومة على رأس أربع وزارات. وضرب الملك محمد السادس الرقم القياسي في مجال فتح السلطة للمرأة؛ فالمرأة في عهده وزيرة وسفيرة وعضو في البرلمان، وأستاذة في الجامعة، وعضو في أكاديمية المملكة المغربية، وعالمة مدرسة في رحاب الدروس الحسنية التي تلقى بين يدي جلالته شهر رمضان المعظم، وقاضية في المحاكم وعضوة ورئيسة في المجالس المنتخبة، وعاملة عمالة كبيرة بالدار البيضاء… وهكذا نجد المرأة المغربية حاضرة في جميع مؤسسات الدولة، والنساء والإسلام موضوع شائك اشتد الجدل حوله بين المسلمين وغير المسلمين، وهو موضوع المرأة ومكانتها في الإسلام؛ إذ تعلو أصوات بعض الأطراف التي تريد أن تنزع من المرأة إنسانيتها أو تجعلها وسيلة للخدمة والإنجاب، بينما يتحامل البعض من غير المسلمين كالاستعمار خاصة والغرب عامة على دين الإسلام في هذا الموضوع مستندين إلى تصرفات بعض المسلمين أو آراء ذلك التعبير الذي قلل من شأن المرأة معتبرين أن تلك الآراء والتصرفات هي الصورة الحقيقية لدين الإسلام، كما أن هناك طائفة ثالثة تريد للمرأة المسلمة نسخة من المرأة الغربية تتخلى عن جميع التقاليد، وتنبذ كل قيم الإسلام فتكاد الحقيقة أن تضيع بين جمود التقاليد الراكدة ومخاطر التقاليد الوافدة. والواقع أن الإسلام كرّم المرأة ورفع شأنها وفتح الأبواب أمامها، ولئن تصدت التقاليد البدوية عند بعض الشعوب كي تكون عائقا أمام تقدمها والاستفادة مما شرعه الله تعالى لها…