نبات عشبي من فصيلة الزنبقيات وهو يعد من أقدم النباتات التي استعملت كغذاء ودواء منذ 5000 عام، ففي مصر القديمة كانت توزع فصوصه على العمال الذين شاركوا في بناء الأهرامات لتمنحهم القوة وتقيهم من الأمراض، وفي الهند ورد ذكر الثوم في الكتاب المقدس "فيداس" -Vedas- الذي يقدر تاريخه ما بين 1200 و200 ق.م، كما كان اليونانيون يقدمونه قربانا لآلهتهم، أما العرب فقد احتوت كتبهم الطبية على العديد من الاستعمالات والوصفات العلاجية التي تضم الثوم. قال ابن سينا" الثوم ملين يحل النفخ جدا، مقرح للجلد، ينفع من تغير المياه، ورماده إذا طلي بالعسل على البهاق نفع، وينفع من داء الثعلبة، وعرق النسا، وطبخه ومشويه يسكنان وجع الأسنان وكذلك المضمضة بطبيخه، ويصفي الحلق مطبوخا، وينفع من السعال المزمن ومن أوجاع الصدر ومن البرد والجلوس في طبيخ ورقه يدر البول والطمث وشرب مدقوقه مع العسل يخرج البلغم". وقال ابن البيطار: "محرك للريح في البطن والسخونة في الصدر وفي الرأس وفي العين، يلين البطن، يخرج الديدان". تحتوي فصوص الثوم على زيت طيار يضم عدة مركبات كبريتية وفيتامينات أ، ب ، ج، وهومونات، ومواد عديدة التسكر، ومواد صابونية وبروتينات، ومواد مضادة للعفونة، ومواد مخفضة للضغط الدموي، ومركبات قاتلة للديدان، ومواد محفزة لإفرازات الصفراء. يستعمل الثوم في الطب الشعبي داخليا كمقوي للمناعة ومنشط ومضاد للتعفن المعوي ومضاد للتيفويد وتقيح اللثة وقاتل للديدان المعوية الشعرية خاصة لدى الأطفال، كما يستخدم لعلاج السعال والتخفيف من حالات الربو. أما خارجيا فهو يستخدم كمسكن لألم الروماتيزم والأضراس والأذن ومضاد لقشرة فروة الرأس والجرب، كما تعالج الجروح العفنة والقروح بعصير الثوم. أقيمت المئات من الأبحاث العلمية حول فوائد الثوم الطبية والوقائية منذ أواسط الثمانينات، وقد أكدت هذه الدراسات فعالية الثوم ضد العديد من البكتيريا، والفيروسات والطفيليات والفطريات، كما أثبت العلم التجريبي نجاعة استعمال الثوم للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية لأنه يساهم بشكل ملحوظ في خفض ضغط الدم ونسبة الكولسترول كما يقي من حدوث تجلط الدم. وفي هذا الصدد أجرت مؤخرا دراسة علمية أظهرت نتائجها فعالية بعض المواد المستخلصة من نبات الثوم في خفض الضغط الدموي لدى المرضى عند استفحال العلاج بالأدوية الصيدلانية، وقد أثبت البحث أن الثوم يحفز الأوعية الدموية لإنتاج كبريت الهيدروجين H2S ويعزز تنظيم نثريك الأوكسجين NOمما يؤدي إلى استرخاء الخلايا العضلية، وتوسيع الأوعية، والحد من ارتفاع ضغط الدم، وقد استخلص الخبراء إلى أن نقص الكبريت قد يلعب دورا كبيرا في ارتفاع الضغط الدموي ويمكن تخفيف حدته مع مركبات كبريت العضوي المستمد من الثوم. ومن جهة أخرى يستخدم الثوم كمطهر للأمعاء فهو يفيد في حالات الإسهال التعفني أو الميكروبي، فقد أثبت العلماء أن زيت الثوم وعصارته لها تأثير قوي كمضاد للجراثيم بالنسبة لعدد كبير من البكتيريا التي تصيب الأمعاء وتسبب الإسهال. كما تشير الأبحاث الحديثة أن الثوم يحتوي على خصائص مضادة للسرطان، ويقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون، ويقلص الخلايا السرطانية لسرطان الثدي والجلد والرئتين والمريء. المراجع: 1. جابر ابن سالم موسى القحطاني، موسوعة جابر لطب الأعشاب، عبيكان، الطبعة الثانية، 2008. .2 Karin Ried, Peter Fakler, Potentiel of garlic (Allium sativum) in lowering high blood pressure: mechanisms of action and clinical relevance, Integrated Blood Pressure Control, 7, 2014.