عُرف الزنجبيل (Zingiber officinale) في العصور القديمة بخواصه الطبية ولعب دورا هاما في الرعاية الصحية الأولية. استخدم في الطب الشعبي الصيني والهندي منذ 3000 عام، وكان الهنود القدامى يسمون الزنجبيل "mahaoushadha: الدواء العظيم". وهو نبات عشبي عطري معمر ورهيزومي؛ ينبت من سوق عرضية يخرج منها سوق هوائية. إن موطنه الأصلي جنوب شرق آسيا أما الآن فيعتبر واحد من التوابل الأكثر استعمالا في جميع أنحاء العالم. الزنجبيل في القرآن والسنة ذُكر الزنجبيل في القرآن الكريم مرة واحدة في سياق وصف الله تعالى لصورة من صور النعيم الذي أعده لعباده المتقين، قال مولانا الكريم: "ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا" [الإنسان، 17]. تُوضح هذه الآية الكريمة أن مما أعده الله لعباده المؤمنين شراب مزاجه زنجبيلا وهي بذلك تشير إلى خصائصه الفريدة التي أثبتها البحث العلمي. قال ابن القيم: عن أبي سعيد: "أن ملك الروم أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم جرة فيها زنجبيل، فأطعم كل إنسان من أصحابه قطعة". كيمياء الزنجبيل عن طريق التقطير بالبخار نستخلص من الزنجبيل الرهيزومي الزيت العطري الأساسي ذو الرائحة الكافورية وهو يحتوي على نسبة عالية من monoterpene و sesquiterpene (zingiberenes). عن طريق الاستخلاص بالمذيبات نحصل على مواد فعالة لاذعة (gingerols ،shogaols، ومواد أخرى..)، كما يحتوي الزنجبيل على مكونات أخرى مثل الفيتامينات خاصة الفيتامين C وقليل من الفيتامين A وE، النشويات والدهون والبروتينات والألياف والأحماض الكربوكسيلية، والأحماض الأمينية والمعادن خاصة المنغنيز والحديد كما يحتوي على البوتسيوم والصوديوم والكلور والفوسفور… تستعمل زيت الزنجبيل بشكل كبير في صناعة الأغذية والمشروبات والحلويات، كما يستخدم الزيت في صناعة بعض الأدوية ومستحضرات التجميل وصناعة العطور. فوائده الصحية يساعد على هضم الطعام، وتخفيف الغازات من الأمعاء. مفيد للمعدة والكبد وطارد للسموم (Gingerols and diarylheptanoids)، ومفيد في حالات الإسهال؛ يعالج أمراض الجهاز التنفسي والربو والسعال ( 6-Shogaol) والحساسية؛ يعالج التهابات اللثة، إن شراب مغلي الزنجبيل مع القرنفل يقي من تسوس الأسنان بواسطة غرغرته عدة مرات في اليوم بعد الطعام؛ أثبتت الدراسات العلمية أن للزنجبيل دورا فعالا في علاج الالتهابات كالتهاب المفاصل لاحتوائه على مضادات الالتهابات ) Ginger oil :eugenol, 6-Shogaol, 6-gingerol, (6-gingerdiols كما أنه حار ويعطي الحرارة للجسم في فصل الشتاء خاصة إذا أخذ مع القرفة. فهو مفيد جدا في حالات البرد الشديد؛ يقوي عضلة القلب كما يساعد على توسيع الأوعية الدموية. ويمنع تجمع الصفيحات الدموية فيزيد من ميوعة الدم (مسحوق الزنجبيل: gingerols) ويقي بذلك من حدوث الجلطة القلبية والدماغية؛ يتوفر على خصائص مضادة للفيروسات كفيروس البرد والرشح أو الزكام لاحتوائه على مضادات للفيروسات؛ يعالج العقم والضعف الجنسي؛ أكدت الدراسات الحديثة أن الزنجبيل له دور مثبط للقيء؛ خاصة لدى المرضى المصابين بالسرطان الذين يستفيدون من العلاجات الكيميائية المسببة للإقياء. وتجدر الإشارة أنه يجب تناوله على شكل شراب (بالشاي مثلا)؛ لقد أظهرت الدراسات العلمية أن الزنجبيل يحتوي على مواد مضادة للأكسدة فهو يفيد في الوقاية من الأمراض السرطانية كما يقي من الشيخوخة المبكرة؛ تجدر الإشارة إلى أن المركبات الفعالة يختلف مفعولها بحسب حالة النبات؛ فالزنجبيل الطري يفيد في علاج السعال والبرد وكمضاد للقيء ومنبه للجهاز الهضمي. أما الزنجبيل المجفف فإنه يحافظ على ميوعة الدم ويفيد في آلام المعدة. يزخر الزنجبيل بخصائص طبية عديدة تعالج أمراضا مختلفة، وتفيد في الوقاية من أسقام كثيرة. كما يتميز هذا النبات الفريد بنكهته الخاصة فهو من التوابل المستعملة على نطاق واسع عالميا. المراجع: 1. ابن قيم الجوزية، الطب النبوي، دار الفكر، بيروت، 751ه. 2. عبد المنعم فهيم الهادي، دينا محسن بركة، عالم النبات في القرآن، دار الفكر العربي، القاهرة، الطبعة الأولى، 1998م. 3. عبد الباسط محمد سيد، عبد التواب عبد الله حسين، الموسوعة الأم للعلاج بالأعشاب والنباتات الطبية، دار ألفا، الطبعة الأولى، 2004م. 4. نادية الطيارة، موسوعة الإعجاز القرآني في العلوم والطب والفلك، الجزء الأول، الطبعة الأولى، مكتبة الصفاء أبو ظبي، 2007م. 5. P.N.Ravindran and K.irmal Babu, Ginger: The Genus Zingiber, medicinal and aromatic plants – industrial profiles.CRC Press,2005.