يعتبر السيد مولاي أحمد الكريمي الذي تم تنصيبه، يوم الإثنين 15 فبراير 2016، مديرا جديدا للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكشآسفي، رجلا متعدد الأبعاد والكفاءات، حيث يتوفر على مسار مهني غني ومتنوع. فهو، من حيث المؤهلات المعرفية والجامعية، حاصل على ثلاث دبلومات، بدءا بدبلوم الإجازة من كلية العلوم التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، في تخصص العلوم الطبيعية سنة 1989، ومرورا بدبلوم الدراسات المعمقة من جامعة فرانسوا رابلي بمدينة تور الفرنسية سنة 1999، وانتهاء بدبلوم السلك العالي في التدبير الإداري من المدرسة الوطنية للإدارة بالرباط سنة 2007. وعلى المستوى المهني، يتميز مسار السيد المدير الجديد للأكاديمية بعدة محطات بارزة ومضيئة، من بينها: تقلد مسؤولية مكتب الصفقات بنيابة زاكورة سنة 1997، والإشراف على البرامج لدى منظمة التعاون الألماني بالمغرب بين سنتي 2002 و2004، وتحضير أطروحة السلك العالي في التدبير الإداري بالمدرسة الوطنية للإدارة بالرباط بين سنتي 2005 و2007، والاضطلاع بمسؤولية المشاريع التنموية بمديرية الموارد البشرية وتكوين الأطر بالوزارة بين سنتي 2007 و2009، وتنسيق القطب الإستراتيجي للموارد البشرية بديوان السيد أحمد أخشيشن، وزير التربية الوطنية، خلال سنتي 2009 و2010، وتقلد مسؤولية المدير التنفيذي للجمعية المغربية لدعم التمدرس منذ سنة 2010 إلى الآن، وكذا مسؤولية المديرية المكلفة بالدعم الاجتماعي بالوزارة، خلال الفترة الممتدة ما بين 2013 و2016. وخلال حفل تنصيبه الذي أقيم بمقر الأكاديمية، والذي حضرته عدة فعاليات إدارية وتربوية، ومن الهيئات المنتخبة والمجتمع المدني، أوضح السيد المدير الجديد لهذه المؤسسة أنه سيواصل العمل لتثمين الإنجازات التي حققها الجميع، كل واحد من موقعه. كما سيعمل على مواصلة المجهودات للنهوض بمنظومة التربية والتكوين بالجهة، حتى تتناغم مع أوراش التنمية على الصعيد الوطني. أما السيد عبد الحق الحياني، مدير الإستراتيجية والإحصاء والتخطيط بالوزارة، فأشار، في هذا الحفل، أن السياق الذي جاءت فيه هذه التعيينات الجديدة لمديري الأكاديميات، هو سياق إعادة تنظيم مصالح هذه المؤسسات، وترسيخ نهج اللامركزية واللاتمركز بمنظومة التربية والتكوين، وتفعيل الجهوية المتقدمة، التي عززت من صلاحيات الجهة، وجعلت الجهوية إطارا مكرسا للتنمية المندمجة، إضافة إلى كونه سياق الإصلاح التربوي بامتياز، الذي دخلنا غماره منذ الموسم الدراسي الفارط، من خلال الشروع في التفعيل الأولي للرؤية الإستراتيجية 2015- 2030. إلى ذلك، يأتي تعيين المديرين الجدد للأكاديميات، في لحظة فارقة ومفصلية تتميز بدخول مدرسي يعرف عدة مستجدات مرتبطة بتنزيل مجموعة من التدابير ذات الأولوية، من بينها المنهاج الدراسي المنقح للسنوات الأربع الأولى من التعليم الابتدائي، وتجريب عدة الدعم لفائدة التلميذات والتلاميذ المتعثرين، وتوسيع المسالك الدولية للبكالوريا المغربية، وتقوية اللغات الأجنبية بالتعليم الإعدادي، وإطلاق مسار الاكتشاف المبكر للمهن بالتعليم الابتدائي، وإرساء المسار المهني للتعليم الثانوي الإعدادي، وكذا توسيع البكالوريا المهنية، وتطوير منظومة التوجيه المدرسي، وإحداث مؤسسات التفتح الفني والأدبي، ومجموعة من المراكز الرياضية، إلى جانب تنمية الثقافة المقاولاتية والمالية، وإرساء المدارس الشريكة في إطار عقود الشراكة عمومي- خصوصي، والرفع من مردودية العمل التربوي عن طريق المصاحبة والتكوين عبر الممارسة، وكذا من جودة التكوين الأساس للفاعلين التربويين، إضافة إلى تحسين حكامة وتدبير المؤسسات التعليمية. وفي كلمته بمناسبة حفل تنصيب المدير الجديد للأكاديمية، قال السيد أحمد أخشيشن، رئيس مجلس الجهة، إن السيد الكريمي يتوفر على مسار متميز، وله اطلاع حقيقي على قضايا المنظومة، وعلى مختلف تطوراتها، ويتمتع بعدة خصال حميدة، إضافة إلى كونه غير غريب عن الجهة المعين بها. وأكد أن معرفة وخبرة المسؤول الجديد عن الأكاديمية، التي راكمها بمختلف مستويات المسؤولية التي تحملها، ستكون دعما أساسيا له في المهام التي يضطلع بها، موضحا أن تعيينه، على رأس هذا المرفق العمومي، يأتي في ظرفية بالغة الدقة، تتسم بإرساء مفهوم الجهوية المتقدمة، الذي يعني مباشرة مهام ومسؤوليات أكبر بكثير من تلك التي كان يزاولها مدراء الأكاديميات في فترات سابقة. ومما لا شك فيه، وحسب العديد من المتتبعين للشأن التعليمي بالجهة، فإن هذه الأبعاد والمؤهلات التي تميز شخصية السيد الكريمي، التي اجتمع فيها ما تفرق في غيرها، ستجعل الطريق سلسا ومعبدا أمامه، وستمكنه من كسب الرهانات ورفع التحديات التي تطرحها منظومة التربية والتكوين بالجهة. *عبد الرزاق القاروني، صحفي، رئيس مكتب الاتصال بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكشآسفي.