من 30 أبريل إلى 4 ماي 2014 ، تحت شعار: "رهانات التراث الإسلامي وصيانته" تحتضن مدينة مراكش في الفترة ما بين يومه الأربعاء 30 أبريل والأحد 4 ماي 2014 الدورة الرابعة للقاءات والموسيقى الصوفية، وتهدف هذه الموسمية إلى تفهيم التراث الثقافي والروحي، والحفاظ عليه من خلال لقاءات السماع والموسيقى العريقة، وتعزيز الهوية والمراسيم الثقافية والروحية للمغرب، والكشف عن حكم وتعاليم الأعلام العلماء والأولياء إلى جانب رجالات الدولة العظام عبر التاريخ. ويكتسي هذا الموضوع أهمية بالغة، نظرا لما أضحى عليه اليوم واقع التراث في العالم العربي والاسلامي من تردّ وتراجع نتيجة البخس واللامبالاة أحيانا، ومآسي التخريب العشوائي والتدمير المنظّم أحايين أخرى، حيث الأخطار الجسيمة تحذق به من كل جانب ومكان. وفي هذا الإطار، تستضيف هذه الدورة العديد من علماء الآثار الاسلامي، والمهندسين المعماريين، والخبراء في مجال التراث عموما، والتراث المغربي خاصة، الذي يحيل على الذاكرة من خلال عقلانية المدينة العتيقة، والاعتناء بها والاعتناء بمن اعتنى بها. ومن هنا يبرز جليا أهمية التكريم والاحتفاء الذي يقيمه "سماع مراكش" للخبير علي عبد الخالق (جون لويس) ميشون، الذي خصص منذ ستينيات القرن الماضي اهتماما كبيرا للمغرب ولمدنه العتيقة، توّجت بقبوله مهمة الحفاظ على التراث الذي أوكلتها له منظمة اليونيسكو. وقد كتب في أحد تقاريره لها مبينا أهمية الحفاظ على الفنون والحرف التقليدية في أرض الإسلام قائلا: "المكانة العامة التي تحتلها الفنون التقليدية (الحرفية) في المجتمع الإسلامي تأتي من أنها تشكل بالنسبة إلى هذا المجتمع إطار حياة يلائم في آن معا السمو الروحي والحاجات المادية، دون التفريق بين المجالين؛ بل نجهد أنفسنا، على العكس من ذلك، في الربط بينهما برباط وثيق لتوحيد الجميل والنافع، الجمالي والوظيفي؛ يد الحرفي الصنائعي تترجم في صيغة مرئية حقائق لطيفة، تطبع في العمران والأدوات المستعملة بصمة الوحي الذي كان أصل الإسلام والذي يستمر في نفخ العنفوان. من ثمة التماسك الواضح للفنون الإسلامية عبر الزمان والمكان؛ تماسك لم يقص مع ذلك تنوع الأساليب ولا الخاصية الجهوية والمحلية للمنتوجات الفنية". وباعتبار أن أمور الأمة وأحوالها لا تستقيم إلا برجال العلم والصلاح من جهة، ورجال الدولة والتدبير من جهة أخرى، فإن هذه الدورة تقيم تذكارها للسلطان أحمد المنصور السعدي في إطار مرايا الأمراء، بعد أن خصصت الدورة الأولى تذكارها لباني مدينة مراكش يوسف بن تاشفين، والدورة الثانية لأبي يعقوب يوسف بن عبد المومن الموحدي. وهي مناسبة، يعتبرها السيد جعفر الكنسوسي مدير لقاءات سماع مراكش، محطة في غاية الأهمية للتذكير بالعلاقة الذهبية للسلطان أحمد المنصور، باني قصر البديع، بمعالم دول إفريقيا جنوب الصحراء الممتدة إلى ما وراء نهر النيجرجنوبا، والمتاخمة لمصر من الجانب الشرقي. أبواب أخرى متنوعة ومختلفة ستطرُقها هذه الدورة التي تشرف على تنظيمها جمعية منية مراكش، منها الندوات ومجالس العلم والمذاكرة، بمشاركة نخبة من العلماء والأساتذة الباحثين والمتخصصين في مجال التصوف والتاريخ والتراث من المغرب والعالم العربي وإفريقيا وأوروبا، ومنها الإمتاع وسماع السماع، من خلال حفلات من فن السماع والموسيقى الصوفية، وكذا زيارة أضرحة السبعة رجال، ومعرض فوتوغرافي تحت شعار 20 سنة من العمل الثقافي بمراكش، وحصص تلقينية في فنون النسيج الأصيل تحت إشراف المعلمة السيدة وردة ميراي لوبوي، وكذا فنون الزخرفة المعمارية والمنمنمات الملونة والإنشاد الصوفي.