للمسائية العربية ترأس السيد عبد العظيم الكروج، الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني المكلف بالتكوين المهني، يوم الجمعة 13 دجنبر2013 بمقر المكتب الشريف للفوسفاط بابن جرير، فعاليات الدورة الثانية للمجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش تانسيفت الحوز برسم سنة 2013. وقد حضر أشغال هذه الدورة السيد والي جهة مراكش تانسيفت الحوز وعامل عمالة مراكش والسادة عمال أقاليم الجهة، والمنتخبون وممثلو النقابات والأطر التعليمية والإدارية وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، والفاعلون الاجتماعيون والاقتصاديون، إضافة إلى مندوبي الوزارات المعنية بالجهة. وبهذه المناسبة، ألقى السيد الوزير كلمة توجيهية قال فيها إن الدورة الحالية للمجالس الإدارية للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، والتي سنخصصها لمناقشة حصيلة سنة 2013 ومشروع برنامج عمل وميزانية السنة المقبلة، تنعقد في سياق خاص، إذ تأتي غداة الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الستين لثورة الملك والشعب بتاريخ 20 غشت 2013، الذي قد قدم تشخيصا موضوعيا للوضعية الراهنة لمنظومتنا التربوية، التي تعاني من مجموعة من الاختلالات، ورسم خارطة طريق للإصلاح، تقوم على إجراء تقييم لمنجزات عشرية الميثاق الوطني للتربية والتكوين، مع تحديد دقيق لمكامن الضعف والاختلالات، ووضع إستراتيجية للإصلاح، بتنسيق مع المجلس الأعلى للتعليم والبحث العلمي، مع تمكين المدرسة من الوسائل الضرورية للقيام بدورها في التربية والتكوين. وأوضح أن تفعيل التوجيهات الملكية السامية، وتحقيق انتظارات المجتمع، يفرض علينا مراجعة أساليب عملنا، وإحداث تغيير نوعي في مواقفنا وسلوكاتنا، والتحلي بالمسؤولية اللازمة لمواجهة الإشكالات الحقيقية للتعليم، والالتزام بثقافة الواجب المهني في كل المستويات، وفق نظرة تجعل التلميذ والفصل الدراسي والمؤسسة التعليمية المحور المركزي والموجه الأساسي لكل التدابير المتخذة. إلى ذلك، أكد السيد الوزير أن انخراط الفاعلين الإداريين والتربويين داخل المنظومة التربوية يعتبرعاملا حاسما في تجسيد الإصلاحات والبرامج المسطرة، وخاصة هيئة التدريس لما لها من دور محوري في تحقيق أهداف العملية التعليمية، واعتبارا للعلاقة المباشرة التي تربط هذه الهيئة بالتلميذات والتلاميذ، حيث يتم من خلالها نقل المعارف إلى عقولهم، وتنمية كفاياتهم، وتأهيلهم للبناء الجماعي، مضيفا أن التعبئة الجماعية حول المدرسة المغربية تشكل رافعة أساسية لدعم المنظومة التربوية، باعتبار التربية والتكوين قضية مجتمعية، يجب أن تحظى برعاية الجميع. ثم أشار إلى أنه، بعد مرور 12 سنة على إحداث الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، ونضوج هذه التجربة، يتعين علينا الانتقال إلى مرحلة جديدة في بناء وتطوير نظام الحكامة الجهوية، بروح إرادية تتطلع للتغيير نحو الأفضل، بما سيعزز من فرص الانخراط الفعال لنظامنا التربوي في الأوراش الكبرى التي تعرفها بلادنا، وخاصة منها ورش الجهوية المتقدمة، داعيا إلى تقوية آليات اشتغال المجالس الإدارية للأكاديميات، حتى تلعب أدوارها كاملة كفضاء للنقاش المثمر، وانبثاق الأفكار، وتتبع وتقويم الإنجازات، وتحقيق التعبئة الشاملة، بما يعطي دفعة قوية لتحقيق أهداف تنمية قطاع التربية والتكوين على مستوى كل جهة. كما انتهز السيد الكروج هذه المناسبة ليشد بحرارة على أيدي مختلف الفاعلين التربويين والإداريين على صعيد هذه الأكاديمية، وعلى أيدي مختلف شركاء منظومتنا التربوية، داعيا الجميع إلى المزيد من التعبئة والانخراط والإصرار، حتى نكون في مستوى اللحظة، وفي مستوى سقف الانتظارات والآمال المعقودة على نظامنا التعليمي، لكي نوفر الشروط التي ستمكن مدرستنا المغربية من تكوين الأجيال الصاعدة، وإعدادها للاندماج الكامل في المسار التنموي الديمقراطي للمجتمع المغربي. وبدوره، قال السيد فريد شوراق، عامل إقليم الرحامنة، في كلمته الترحيبية بالمناسبة، إنه مرت حتى الآن ثلاث سنوات ونصف تقريبا على إحداث نيابة الوزارة بالإقليم، مما ساهم، بشكل كبير، في تغيير معالم الخريطة المدرسية، من خلال توسيع البنايات، وتحسين مؤشرات التمدرس وتقليص نسبة الهدر المدرسي، مثمنا المجهودات التي يبذلها أعضاء المجلس الإداري في سبيل الارتقاء بأداء هذا المجلس، حتى يكون في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه، من أجل إرساء حكامة جيدة لمنظومة التربية والتكوين على المستوى الجهوي، ودعم سياسة اللامركزية واللاتمركز التي تنهجها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني على صعيد الجهة. ودعا السيد العامل الجميع لبلورة مخططات عمل ذات جودة عالية تساهم في توفير الموارد الضرورية، وتقليص الفوارق بين أقاليم الجهة، ومعالجة الاختلالات القائمة، وفق مقاربة قوامها الإشراك والتشارك، وتعبئة جميع المعنيين بالشأن التربوي، تجسيدا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، التي تؤكد، في كل مناسبة، على الطابع الإسترتيجي لقطاع التربية والتكوين، والتي تدعو للمزيد من التعبئة لإنجاح مسلسل الإصلاح، وتجاوز ما يعترضه من صعوبات. كما تقدم بجزيل الشكر والامتنان للسيد مدير الأكاديمية والسيد مندوب الوزارة وأطر وموظفي القطاع بالإقليم على ما يبذلونه من جهد، بغية تقديم أحسن الخدمات التربوية والمواكبة الفعلية لمنظومة التعليم على مستوى إقليم الرحامنة. إثر ذلك، تلا السيد محمد آيت واكروش، عضو المجلس الإداري للأكاديمية، تقرير لجنة الشؤون المالية والاقتصادية المنبثقة عن المجلس. ومن جهته، قدم السيد أحمد بن الزي، مدير الأكاديمية، عرضا تطرق فيه لحصيلة تنفيذ برنامج العمل والميزانية برسم السنة المالية 2013، وكذا مشروعي برنامج عمل الأكاديمية وميزانيتها برسم السنة المالية 2014. وبالنسبة لحصيلة تنفيذ برنامج العمل برسم سنة 2013، استعرض السيد المدير أهم المنجزات التي تم تحقيقها على صعيد الجهة، والتي يمكن إجمالها في تحسين مؤشرات التمدرس، مقدما معطيات إحصائية تهم العرض التربوي على صعيد الأكاديمية، ومجريا، من حين لآخر، مقارنة بين المؤشرات المقدمة في هذا الإطار والتي تهم الموسمين الفارط والحالي. ثم بسط عملية تنفيذ ميزانية الأكاديمية برسم ذات السنة على مستوى الاستغلال والاستثمار، مبرزا أن الشراكات بمنظومة التربية والتكوين على صعيد الجهة تعرف حركية إيجابية. وبخصوص مشروع مخطط عمل الأكاديمية وميزانيتها برسم سنة 2014، تحدث السيد المدير عن المرتكزات المعتمدة في هذا المجال، مقدما معطيات كمية عن الميزانية الإجمالية للأكاديمية، ومشيرا أن هذه المؤسسة هي الأكاديمية الوحيدة على الصعيد الوطني التي عرفت ميزانيتها زيادة برسم سنة 2014 في شقيها المتعلقين بالاستغلال والاستثمار. ولضمان نجاعة أكبر، أوضح السيد المدير أنه سيتم التركيز هذه السنة على تفعيل برنام " sibaref " الخاص بتتبع الميزانية على المستويين الجهوي والإقليمي، وإرساء المحاسبتين العامة والتحليلية، وتفويض الاعتمادات للنيابات التابعة للأكاديمية مع تتبع هذه العملية، موضحا أن كل ما قدم، وكل ما أنجز، وكل ما سينجز، ما كان ليتحقق لولا تظافر جهود الجميع، وهذا ما كان في السنوات الفارطة، وما سيكون، بعون الله وتوفيقه، خلال السنة المقبلة وما يليها من السنين. وأثناء المناقشة، تدخل العديد من أعضاء المجلس الإداري الذين طرحوا عدة تساؤلات واستفسارات، وقدموا مجموعة من الملاحظات والاقتراحات التي تروم الارتقاء بأداء قطاع التربية والتكوين على صعيد الجهة، تلتها ردود وتوضيحات في الموضوع من طرف كل من السيد الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والسيد مدير الأكاديمية. عقب ذلك، صادق أعضاء المجلس الإداري بالإجماع على برنامج عمل وميزانية الأكاديمية برسم السنة المالية 2014. وفي ختام هذه الدورة، تلا السيد مولاي المصطفى عبد المولي، عضو المجلس الإداري، برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بمناسبة انعقاد فعاليات الدورة الثانية للمجلس الإداري للأكاديمية برسم سنة 2013.