استهل الدكتور فتح الله ولعلو مداخلته بالتأكيد على أهمية طرح هذا الموضوع من زاويتين: تناوله في قاعة تاريخية هي قصر بلدية مراكش الذي شهد ميلاد معاهدة اتحاد المغرب العربي، بتاريخ 17 فبراير1989. وراهنية الموضوع الذي أصبح يفرض ذاته في عالم اليوم، عالم وصفه ولعلو بالمعولم الذي لايمكن أن يدبر إلا من طرف أقطاب لا أقطار، أقطاب فرضت وجودها، وصاحبت مرور العالم من مرحلة التدويل إلى مرحلة العولمة. وأقطارغدت غير قادرة على لعب دور في دينامية القرن الواحد والعشرين إلا إذا ارتبطت بقطب جهوي أو إقليمي. من هنا شدد الدكتور فتح الله ولعلو على منطق القطبية، واعتبره ضروريا كما وكيفا ونوعا، في عالم معولم لا مكان فيه للقطرية بمعناها الضيق، وضرب مثلا بقطب الإتحاد الأوروبي، النافطا بأمريكا اللاتينية، والقطب الأسيوي. مؤكدا على أهمية الإتحاد المغاربي كأولوية أساسية، واختيار استراتيجي لارجعة فيه. داعيا إلى تحيين النضال من أجل الدفع بقاطرة المغرب الكبير نحوالإندماج لمواجهة التحديات، وطرح الرهانات، وفي هذا السياق أكد الدكتورولعلوعلى الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه الأحزاب الوطنية والديمقراطية، ومكونات المجتمع المدني، وتشبيك القطاعات الإقتصادية والمهنية، في تحريك ملف المشروع المغاربي، وتجاوز العقد الناتجة عن تدبير التاريخ والجغرافيا. وعرج الدكتور ولعلو من جهة أخرى، على أبرز المحطات التاريخية لمسار المشروع المغاربي، والعوائق التي اعترضته، ساردا مختلف الوقائع التي ساهمت في تأرجح المواقف المغاربية، آسفا لضياع خمسين سنة من مشروع راود أحلام شعوب المنطقة. مشيرا إلى ضرورة حل المشكل المغاربي خاصة في ظل التحولات المتسارعة، ووضع حد للمبادلات الباطنية التي ترسخ اقتصاد الريع، والحسم في الإشكاليات المشتركة من قبيل العلاقة بين الدين والسياسة، وتعدد الثقافات، الحداثة والتقليد، والبناء الديمقراطي. واختتم محاضرته- بعد إفساح المجال للحضور لطرح آراءهم وتساؤلاتهم- بالدعوة إلى بث الوعي بالقطب المغاربي، وإعمال قراءات جديدة للوضع الراهن، وتحيين النضال من أجل اتحاد مغاربي فاعل في مستوى التطلعات.