وقد حضر أشغال هذه الدورة السيد والي جهة مراكش تانسيفت الحوز وعامل عمالة مراكش والسادة عمال أقاليم الجهة، والمنتخبون وممثلو النقابات والأطر التعليمية والإدارية وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، والفاعلون الاجتماعيون والاقتصاديون، إضافة إلى مندوبي الوزارات المعنية بالجهة. وبهذه المناسبة، ألقى السيد وزير التشغيل والتكوين المهني كلمة توجيهية قال فيها إنه سعيد لترؤس أشغال هذه الدورة بجهة مراكش تانسيفت الحوز، وذلك في تجربة، هي الأولى من نوعها، تعكس بالملموس إرادة الالتقاء والتقاطع التي يجب أن تكون بين قطاعي التربية الوطنية والتشغيل والتكوين المهني، مشيرا أن الموضوع الرئيسي لدورتنا هاته يتعلق بتقديم الحصيلة التربوية للسنة الدراسية الحالية على مستوى الجهة، ترسيخا لثقافة التقويم التي تمكن من جمع المعطيات والمؤشرات التي تسمح برصد نقط القوة والوقوف عند نقط الضعف، وتفسح المجال للتدارك والتصحيح، والتطوير والتجويد للنهوض بالمنظومة التربوية الوطنية، وجعلها في مستوى انتظارات المجتمع وطموحات بلادنا. وأضاف أننا سنتداول، أيضا، خلال أشغال المجلس في شأن الاستعدادات والترتيبات المتعلقة بتحضير الدخول المدرسي المقبل، الذي نريد له أن يكون دخولا تربويا يمكن المنظومة التربوية والتكوينية من السير بخطى واثقة نحو تحقيق الأهداف المستمدة توجيهاتها من أحكام الدستور الجديد، ومن التوجيهات المتضمنة في خطاب جلالة الملك بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب يوم 20 غشت 2012، ومن الأهداف المسطرة في البرنامج الحكومي، استجابة لانتظارات المجتمع المغربي، وفي مقدمة هذه الأهداف إعادة بناء الثقة في المدرسة المغربية عبر منظومة متكاملة من المشاريع والتدابير والإجراءات التي ترمي إلى ضمان استقرار المنظومة التربوية، من خلال معالجة اختلالاتها الداخلية والرفع من جودة النظام التعليمي، وتحسين حكامته واستعادة وظيفته التربوية وتحسين عطاء موارده البشرية، في إطار منهجية تعاقدية تضع المتعلم ومصلحة المتعلم في صلب العملية التربوية. وأكد أننا نتقاسم، من دون شك، قناعة راسخة على أن إعادة الثقة في المدرسة المغربية لا يمكن أن تتم إلا عبر إرساء مدرسة وطنية عمومية متجددة، منسجمة مع محيطها الوطني والدولي، مدرسة مواطنة واستباقية للتحولات، وملبية لحاجيات مجتمع المعرفة وانتظارات المواطنين المشروعة في هذا المجال، مدرسة ذات جودة عبر تبني مناهج بيداغوجية تساهم في اكتساب قدرات التحليل والتركيب ومعالجة الوضعيات، وتسهم في استقلالية المتمدرسين، وإكسابهم مهارات اليقظة النقدية والتعلم الذاتي وتلقين العلوم التي تساعد على تنمية الفكرالعلمي والتحليل المنطقي، وإقامة أنظمة لتقييم مكتسبات المتعلمين مع تثمين مهنة المدرس. وأوضح أن هذا المجلس، بتركيبته الغنية والمتنوعة، يعد فضاء ملائما للتعبئة الجماعية وتجديد العزم والإرادة، كل من موقعه، على بذل المزيد من الجهود، في إطار من التضامن والالتزام والمسؤولية والروح الوطنية، من أجل الارتقاء بمدرستنا المغربية وتبويئها المكانة التي تستحقها داخل المجتمع، وتمكينها من مختلف الشروط المادية والتربوية والمعنوية التي تمكنها من تكوين الأجيال الصاعدة، وإعدادها للاندماج الكامل في المسار التنموي والديمقراطي للمجتمع المغربي، ولصناعة مستقبل زاهر ومشرق لبلادنا. بعد ذلك، تمت تلاوة تقارير اللجن الموضوعاتية المنبثقة عن المجلس الإداري، حيث استمع الحاضرون إلى عروض كل من لجنة الشؤون التربوية وتطوير العرض التربوي، ولجنة التنسيق مع التكوين المهني، ولجنة التنسيق مع التعليم العالي، ولجنة محاربة الأمية والارتقاء بالتربية غير النظامية، ولجنة الموارد البشرية، ولجنة المالية والشؤون الاقتصادية. ومن جهته، قدم السيد أحمد بن الزي، مدير الأكاديمية، عرضا تطرق فيه لحصيلة الموسم الدراسي 2012-2013 ولتوقعات الدخول المدرسي المقبل على صعيد الجهة. وبالنسبة للحصيلة، فقد تناولها السيد مدير الأكاديمية من خلال أربع مجالات، وهي: مجال العرض المدرسي، مجال جودة المنظومة التربوية، مجال الحكامة، إضافة إلى مجال محاربة الأمية والتربية غير النظامية. وخلص السيد المدير، في هذا الإطار، إلى أن المجهودات التي بذلت في السنوات الأخيرة قد جعلت جل المؤشرات بالجهة تعرف تحسنا ملحوظا، حيث تحسنت نسب تمدرس جميع الفئات العمرية، وتراجعت نسب الانقطاع والهدر المدرسي، إضافة إلى أعداد الأقسام المشتركة المكونة من أكثر من مستويين. وبخصوص توقعات الدخول المدرسي 2013-2014، أشار السيد المدير إلى مستجدات هذا الدخول، مقدما مجموعة من المؤشرات التي تهم البنيتين المادية والتربوية والدعم الاجتماعي وتدريس اللغة الأمازيغية، ومستعرضا أهم الإكراهات التي سيعرفها الدخول التربوي المقبل، والتي ستطال مجالات الموارد البشرية والخريطة المدرسية والدعم الاجتماعي. إثر ذلك، تناوب على الكلمة كل من السيد خالد فارس، المفتش العام للشؤون التربوية بالوزارة الذي قدم عرضا في شأن تتبع ومواكبة الدخول المدرسي 2012- 2013، والسيدة إلهام العزيز، المديرة المكلفة بمشروع "جيني" على صعيد الوزارة، التي ألقت مداخلة حول موضوع: " نتائج الدراسة الوطنية حول التقويم الداخلي لمدى استعمال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات في الممارسة التربوية"، والسيد كمال بلكيال، رئيس قسم العمل الاجتماعي بولاية الجهة، الذي قدم عرضا عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وطنيا وجهويا. وفي الختام، وأثناء المناقشة العامة، تدخل العديد من أعضاء المجلس الإداري الذين طرحوا عدة تساؤلات واستفسارات، وقدموا مجموعة من الملاحظات والاقتراحات التي تهم النهوض بقطاع التربية والتكوين على صعيد الجهة، تلتها ردود وتوضيحات في الموضوع من طرف كل من السيد وزير التشغيل والتكوين المهني والسيد مدير الأكاديمية.