حيث كانت المعركة طويلة ، بلغت حد الإغلاق الجماعي للمتاجر، وتنظيم لقاءات و منصات خطابية، والتهديد بتنظيم مسيرة إلى الرباط . كان أمل التجار أن يجدوا باب مكتب قائد الملحقة الإدارية مفتوحا في وجههم، وان يمد يده إليهم حفاظا على المكسب الذي حققوه والذي يرجع الفضل في نجاحه إلى عدد من المتدخلين ولاية مراكش، أمن مراكش، الداخلية.. وأن ينصت إلى تخوفاتهم بعد أن شعروا بأن بعض الجهات لم يعد يروقها أن يظل الشارع دون فراشة، ويؤرقها أن تجف بزولة الباعة المتجولين.. جهات أصبحت تتقن البكاء وتسقط المسؤوليات على الربيع العربي الذي قيد يد السلطة ومنعها من أداء دورها، لدرجة أضحت تخشى غضب الفراشة واحتجاجاتهم، وبدلا من تطبيق القانون أضحت المساهم الأكبر في تناسل الباعة وتكاثرهم وبالتالي المشجع على احتلال الملك العام وخنق التجار والمارة على السواء. جانب من المعتصمين داخل مقر المقاطعة وطبيعي أن مثل هذه الأعذار لا يمكن أن يقبل بها التجار الذين أصبحوا مهددين في قوت يومهم، مشرفين على الإفلاس بحكم الكساد وبوار التجارة والمنافسة غير الشريفة للباعة المتجولين الغير ملزمين بالضرائب وصوائر استهلاك الماء والكهرباء والمساعدين وغيرها من المصاريف اليومية ، كما لا يمكن أن تنطلي هذه الأعذار على التجار وهم أعلم الناس بما يجري في الخفاء وتحت الطاولة. رفض السيد القائد استقبال ممثل التجار، وأصر على إهانته أمام اللجنة التي وكل إليها التواصل مع السلطات المحلية، ولم يخطر بباله أن العنف اللفظي أضحى سلوكا متجاوزا ولن يزيد الأمر إلا تعقيدا وسوءا، حيث عبر أعضاء اللجنة عن استنكارهم لهذا الأسلوب السلطوي المتجاوز، ورفضهم لأي حوار مسبوق بشروط، كما لم تمض إلا دقائق معدودة، حتى شرع التجار في إغلاق محلاتهم، واللجوء إلى داخل الملحقة الإدارية بجامع الفنا، معلنين عزمهم على الاحتجاج و الإعتصام داخل المقاطعة ، رافعين شعارات من قبيل :" سوى اليوم سوى غدا الحوار ولا بدّ" ، و" ارحل " مصرين على البقاء داخل المقاطعة إلى غاية حضور السيد والي ولاية مراكش، حيث أقام المحتجون صلاتي المغرب والعشاء داخل بهو المقاطعة، المحتجون يقيمون الصلاة بداخل مقاطعة جامع الفنا مراكش ولولا تدخل بعض الجهات وعلى رأسها خليفة القائد، وبعض المسؤولين الأمنيين، والكاتب العام للولاية هذا الأخير وعد بتنظيم لقاء التجار بالسيد الوالي يوم الاثنين القادم والاستماع إلى مشاكلهم. من جهته عبر مصطفى الماكودي أن لا مشكلة له مع قائد جامع الفنا، كما أن العلاقة التي تربط هذا المسؤول بالتجار يسودها الاحترام، مستغربا من الأسلوب المفاجئ الذي تعامل به القائد، ورفضه للتعاون مع التجار في إطار المصلحة العامة.