وخلال الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة، التي تروم تسليط الضوء على الإنتاج الفكري المحلي لناشري ومبدعي مدينة مراكش، ألقى السيد أحمد بن الزي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش تانسيفت الحوز، كلمة أشار فيها إلى تضافر جهود أطراف كان من الممكن ألا تلتقي، لكن إيمانها بالعمل التربوي الجاد جعلها تلتئم في هذا اليوم، مبرزا أن الإيمان الراسخ لنساء ورجال التعليم، على صعيد الجهة، بأن المدرسة المغربية ما زالت تنجب كفاءات مثل المتواجدة معنا، سيجعلنا نشتغل، يوما بعد يوم، من أجل قراء أولا، وبالتالي من أجل الكتاب والكتاب فيما بعد، وداعيا إلى ضرورة الإيمان بهذه القضية التي تعتبر قضية مجتمعية، لأننا نحن المغاربة أبينا عبر التاريخ إلا أن نتجاوز جميع الصعاب حينما نؤمن بقضية، ولا أدل على ذلك ما قمنا به بالأمس في هذا المجال. ومن جهته، تناول الكلمة السيد عبد الواحد الأزدي، مسؤول عن فندق مريديان نفيس بمراكش، ليقول إنه سعيد باستقبال الحضور في هذا الحفل الثقافي، وإنه أسعد لأنه بدأ يرسخ مع شركاء هذه التظاهرة لتقاليد في التعاون والانفتاح على مكونات مجتمع مدينتنا الجميلة، مبرزا أن طموحه لم يقف عند هذا الحد بل تم وضع الأمل في الشباب من الكتاب الواعدين والمواهب الفنية الأخرى، تشجيعا لها وإيمانا بمد جسور التعاون والاحتضان لكل فئات مجتمعنا الثقافي والفني. وبدوره، أوضح السيد أحمد مهدرها، نائب عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، أن كلمته بالمناسبة هي كلمة تحية لهذه الأطراف التي ما زالت تؤمن بالكتاب وتعمل على نشر فعل القراءة، مشيرا أن العمل في هذا الإطار أصبح نضالا ونضالا كبيرا، لأن فعل القراءة يعاني والكتاب، في حد ذاته، يعاني ضغطا كبيرا من خلال الحاسوب والعديد من وسائل الاتصال، ومؤكدا على أهمية الكتاب، خاصة في مجتمعاتنا التي عايشنا فيها الثقافة الشفوية، والتي نجد فيها صعوبة كبيرة في نشر الكتاب، وفي دفع أبنائنا للإيمان به وفهم أهميته. ومن جانبه، شدد السيد عبد الرحيم برطيع، المدير الجهوي للثقافة بمراكش، على أن وزارة الثقافة لا تنفك تؤكد في برنامج عملها القطاعي، وفي مختلف العمليات والتظاهرات الثقافية والتدخلات الإعلامية على انشغالها الكبير بملف القراءة والكتاب، باعتباره ملفا إستراتيجيا في رهان التنمية الثقافية لبلادنا ومواطنيها، ولأنه بهذه الأهمية ولأن النتائج المتمخضة عن تدبيره تمس كل فئات المجتمع المغربي، فإنه لا يعتبر ملفا قطاعيا فحسب، بل يعني جميع الفاعلين العموميين والجمعويين والخواص، وكل الفعاليات التربوية والإعلامية المنتجة للثقافة. أما السيدة سناء علام، ممثلة اليونسكو بالمغرب، فقد تلت، باللغة الفرنسية، رسالة السيدة إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، التي وجهتها بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، والتي جاء فيها أن اليونسكو تحتفل منذ 17 عاما في 23 أبريل بهذا اليوم، كما أن الدول الأعضاء في هذه المنظمة تحتفل، في شتى أنحاء العالم، بقدرة الكتاب على جمع شملنا، وعلى نقل ثقافة الشعوب وأحلامهم بمستقبل أفضل، جيلا بعد جيل، مضيفة أن التنوع الببليوغرافي هو ثروتنا المشتركة، وهو الذي يجعل من الكتاب كيانا يتخطى كونه شيئا ماديا، ويرقى إلى أن يكون أروع اختراع ابتكره الإنسان لتبادل الأفكار عبر حدود المكان والزمان. كما شهدت هذه التظاهرة تنظيم عدة لقاءات وندوات ركزت على أهمية الكتاب والتأليف وإشكاليات حقوق المؤلف. وفي هذا الإطار، تم تقديم وتوقيع كتاب "فتيات ونساء مراكش، رائدات النهضة المغربية" للشاعرة والباحثة مليكة العاصمي من طرف مولاي المامون المريني، وكتاب "با سيدي" للكاتب محمد لطف الله الناصري بمشاركة يوسف نيت بلعيد وفردريك روسيل، وكذا كتاب "القراءة" للمترجم محمد آيت العميم عن كتاب فانسون جوف بمشاركة عبد الغني فنان. وعرفت هذه التظاهرة، أيضا، تنظيم مائدة مستديرة حول موضوع: "الكتاب وحقوق المؤلف"، نشطها الأستاذ والباحث عبد الجليل هنوش وشارك فيها باحثون ومختصون في مجال الكتاب والتعليم، وهم: عبد العزيز جسوس، محمد آيت الفران، عبد الغني فنان، أحمد السعيد أكزيط، وإدريس الكريني. إلى ذلك، تم عرض مسرحية حول القراءة تحت عنوان: "حروف الهجاء"، من تقديم ناشئة المؤسسات التعليمية، وتنظيم معرض لفنانين تشكيليين شباب، إسهاما منهم في التوعية بأهمية الكتاب والتأليف. وفي الختام، تم تكريم الشباب المبدع الذي قدم قراءات إبداعية متنوعة.