/عبد المجيد آيت أباعمر عاش محمد علال سيناصر المستشار الملكي ووزير الثقافة الأسبق لحظة مؤثرة أثناء تكريمه في قصر البلدية بمراكش مساء يوم الجمعة 15مارس الجاري، حين أجهش بالبكاء متأثرا في سياق حديثه عن عبد السلام الجبلي ( الطريح الفراش ) وعبد الله إبراهيم (رحمه الله )، ووصفهما بالشرف الأصيل القادرين على قول الحقيقة مهما كلف الأمر...يقول الأستاذ علال سيناصر:".. كفى شرفا لمراكش الفيحاء، لأنها أنشأت أناسا قادرين بجهادهم، وبعقولهم، القيام بكل واجباتهم الإنسانية بصدق غير معهود..." ولم يخف سيناصر تخوفه الدائم من المسؤولية، وترديده – إبان تعيينه وزيرا للثقافة – هذا الدعاء: "اللهم لاتجعلني وزرا على هذه الوزارة" مؤكدا أنه اجتهد بكل ما أوتي من جهد بتفان وإنصاف. وعبر في الأخير عن ثناءه واعتزازه بالشباب المغربي، وبإمكاناته الراهنة التي لم تتوفر لجيله، مقارنا بين متانة العلاقات بين جيل الحركة الوطنية، وتباعدها بين مدن مغرب اليوم... هذا وقد ضم هذا الحفل التكريمي ثلة من الباحثين الأكاديميين، والأدباء، والإعلاميين، الذين قدموا لتكريم علال سيناصر المفكر والمسؤول، بدعوة من مركز عناية للتنمية والأعمال الإجتماعية، الذي أدرج هذا التكريم، ضمن برنامج ملتقاه للإبداع الربيعي الثاني، بشراكة مع مؤسسة واحة الزيتون2. وكان منطلق النقاش، أبجديات أفكار المحتفى به، التي ضمنها كتابه الأخير: "نظرات في تدبير الشأن الثقافي بالمغرب" إبان النصف الأول من تسعينات القرن الماضي، وتأملاته القطاعية في أوضاع المسرح، الموسيقى، والمعالم التراثية. من خلال مداخلات ثلة من الباحثين: أحمد شحلان، حسن المودن، إدريس لكريني، عبد العزيز البومسهولي، مصطفى غلمان... وارتكزت المداخلات على مقاربة رحلة المفكر الأستاذ محمد علال سيناصر الثقافية، واستلهام تجربته كمسؤول عن قطاع الثقافة،وكمفكر متأمل في أوضاع الإنتاج الفكري، والفني، والأدبي بالبلاد. مبرزين وجهة نظره في اختلالات السياسة العمومية في القطاع، ومداخل النهوض، وتنشيط الحركة الثقافية في ارتباطها بمسلسل التنمية بكل أبعاده الإجتماعية، والإقتصادية.