الجزء الحادي عشر بقلم فادي ماضي للاسف لقد خانتك الذاكرة يا سماحة السيد واستمرت سيمفونية المقاومة المتعثرة الطائفية الحائرة اليومية لا يمضي اسبوع او اكثر قليلا الا وتزداد طلة سماحة السيد حسن نصرالله حفظه الله ورعاه من كل مكروه حول اهمية المقاومة وسلاحها والاخطار المحدقة بها , رابطا اياها كما يربط قارئ مجلس العزاء اي مصيبة بكربلاء , بالاخطار المحدقة بلبنان , فان هي ذهبت ذهب لبنان معها , وان قويت قوي لبنان معها وبراي سماحة السيد لبنان هو المقاومة والمقاومة هي لبنان أما وقد فُتح سماحة السيد باب النقاش في المقاومة وسلاحها، واصبح الجدال حولها مادة تنعش جلسات الحوار، فاسمحوا لنا بأن نسجل رأينا، نحن أهل الجنوب والمقاومةاهل العرقوب وعاملة ، حاضن المقاومة ومرضع شبابها وشيبها حليب الصبر والمعاناة الطويلة، منذ الرصاصة الاولى التي اطلقت على الحدود المصطنعة وحتى آخر غارة على تلال وكفرشوبا وشبعا بداية لا ندّعي احتكار البطولات والجهاد الطويل. ولا نريد الانتقاص من نضال المناضلين في طول الوطن وعرضه. لكننا، نحن ايضا يا سماحة السيد نرى في كلامك وخطاباتك اختكارا واضحا لا لبس فيه للمقاومة، ونحن بالسياق لنا مع المقاومة حكاية طويلة تستحق ان تروى، لأجيال قد تخونها الذاكرة، ولأخرى ستولد على ضجيج الكلام المباح من دون حسيب او رقيب. نحن ومقاومتنا لم نكن بحمى نظام المقاومة والممانعة المزغوم ولا كانت ايران جمهورية اسلامية ولا كانت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية تغدق علينا العطايا والاموال ولا كنا موعودين بمفاتيح الجنة ولا بالحور العين ، وُلدنا تحت سماء مقفلة وفوق أرض مباحة وفي مياه مستباحة. وحدود مصطنعة غير امنة وحقوق مهدورة ,أخبرنا آباؤنا وأجدادنا حكايات موجعة عن امنا واختنا وجنوبنا قضيتنا وماساتنا عزنا وحريتنا كرامتنا وشرفنا جارتنا فلسطينالمحتلة التي سقطت تحت سنابك خيل اليهود، وقرقعة اللجم العربية، والطبول الفارغة للجيوش والانظمة "العالية الهمة". شربنا ذل الهزائم وتجرعنا كؤوس الصدمات، وأُركبنا أجنحة اليأس خلف شعارات التضامن الجوفاء، فولدنا وعشنا وتربينا محبطين مكسورين معصورين. اللهم امنحنا نعمة النسيان. كانت نكبة ايار ونكسة وهزيمة حزيران أكبر من ان نتحمل قسوتها وذلها ومهانتها. لم يقو جسمنا اللين ولا عقولنا الطرية، على رؤية جمال عبد الناصر مكسور الخاطر مهيض الجناح، وهو يعلن انسحابه من الساح، حاملا على كتفيه مسؤولية الهزيمة. خرجنا الى الشوارع مع من خرج، وقلنا "لا". كانت "لا" الثانية بعد استشهاد زعيمنا وسيدنا وقائدنا ومعلمنا انطون سعادة ذلك المسلم الشويري الذي حمل الاسلام برسالتيه المسيحية والمحمدية ولم يكن شيعيا اتني عشريا او سلفيا سنيا في وجه اليأس والاحباط والمهانة.. حتى الانظمة قالت "لاءاتها" في الخرطوم، فصدقناها وآمنا بها، ورحنا نبني الآمال الكبار لاسترجاع كرامتنا المهدورة. ومنذ ذلك الحين بدأنا، نحن أهل المقاومة ، ندفع ثمن حلمنا القومي الكبير. كانت أصداء القذائف غريبة على مسامعنا في ذلك الزمن البعيد. . صارت حياتنا على الحدود مرة ومريرة. ، بات التنقل بين قرانا ودساكرنا محفوفا بألف هاجس وحساب. على الشاطئ تراقبنا الزوارق الحربية بعراضاتها وهديرها، وفوق الجبال ترقب خطانا طائرات من كل نوع، وعلى الحدود ترصدنا مواقع مدشمة، فلا يصدق واحدنا ان السلامة حفظته شرور الحيتان العائمة والصقور الغائمة. شاهدنا الفدائيين بين ظهرانينا، يحملون السلاح ويقطعون المسافات ويُقلقون عدونا ومُقلق راحتنا. فرحنا بقدر ما توجسنا. لم نكن اصحاب الخيار ولا اهل القرار. لكننا سلكنا الطريق الصعب مع الاشقاء الهاربين من جحيم القهر. حملنا البنادق مع من حملوا، وعبرنا الفيافي في الليالي، وسكنا المغاور في النهارات. وجاءت الحرب في لبنان، نخوضها على جبهتين. وكان الاجتياح الاول عام ,78 وتبعه الثاني عام ,82 فتجرعنا ذل الاحتلال عقدين وسنين من الزمن. ذاق اهلنا علقم الصلف الاسرائيلي بكل صنوفه. تهجروا، تشتتوا، انتهكت اعراضهم، استبيحت أرضهم، أكلت الزنازين والسجون من لحمهم. ومن رحم المعاناة وُلدت المقاومة. جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية بدأت صغيرة وكبرت، وبقيت كبيرة، ليس بعددها، انما بقيمها وشيمها ومقاتليها وشهدائها. لم ينكسر عودها، ولا لان طودها. كان يشتد ساعدها كلما اشتدت على أهلها المحن والصعاب. آمنوا بها. أعطوها كل ما ملكت أيمانهم، شبابا وشيبا ومالا ومعنويات. حملوا معها الهم، وتقاسموا الرغيف، وتوزعوا الصعاب. اخترقوا بها الجدران العالية والواطئة. صار الغرام بينهم وبينها، اين منه لواعج العشاق. سهروا الليالي على عملياتها ومآثرها. تعلقوا بأهدابها تعلق الأطفال بأثداء الامهات. لم يعش المقاومة من لم يتحسس كل هذه المشاعر الكبيرة.. معذورون اولئك الذين لم تتملكهم تلك المشاعر. لكن المقاومة كانت من كل الملل والنحل. من لم يستخدم السيف، استعمل القلم واللسان. وثمة من رهن قلبه لهم، وذلك أضعف الايمان. فأما الذين هانوا، فقد تفرقوا ايدي سبأ. وأما الذين قاوموا فالتاريخ شاهد وشهيد. وقف اللبنانيون مع المقاومة، وتحملوا الكثير من أجلها وأجلهم. حضنتها الامة من محيطها الى الخليج، ورأت فيها فخرها وكرامتها المستباحة. انتصرت فانتصرو لها وبها، فقط لمن تخونه الذكرى... أين كنا وكيف صرنا . وعود على بدء... جاحد وظالم وجائر من ينكر علينا مقاومتنا دورها وحضورها في هذا الواقع الجديد. كافر وجسور من يجهد لاقناعنا بأن الاستقرار على حدودنا هو منة ممنونة من عدو غاشم نعرفه ونعرف خططه ومشاريعه.وهو ظالم لنا ايضا عندما تكون منة من مقاومة اسلامية شيعية ملعون ومتجبر من يسعى الى سلبنا هذه النعمة التي لا يعرف قدرها الا من كابد عناء الوصول اليها. لسنا من عبدة السيوف والخناجر والبنادق، ولا سلاح المقاومة الذي يؤخذ من بيوتنا بحجة او بدونها بتقرير من هنا او هناك بدزة او بعهر سياسي من من يسمون انفسهم مقاومة وزينة رجالها هو الذي نتمسك به. ولن نفتح ملفات قتلنا واحتوائنا ووقف عمليات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ممن غدرونا من حلفائك يا سماحة السيد لا بل من اصحابك البررة المؤتمنون على اهلنا وشعبنا. نحن نطلب يا سماحة السيد سيرة السيدعباس رضوان الله تعالى عليه عندما اتيناه وقال لنا انا واخوتي المجاهدين بخدمتكم ولم يكن يومها عشاق الرانجات والمرافقين واصحاب الولائم والصف الاول امام شاشتك الكريمة لهم حضور او سمعنا عنهم شيئا . نريد ان نذهب الى بلداتنا وقرانا أعزة آمنين كراما، لا مهانين ولا مذلولين. لا تعرّضونا ل"الفوضى الخلاقة"، وهو ايضا سيرة بعضا من رجالك يا سماحة السيد من مكتبكم السياسي والامني والا فستنبت الف مقاومة اخرى سنية ومسيحية لا بل شيعية ايضا ، وسيولد ألف انطون سعادة وجورج حاوي ومهدي عامل وكمال جنبلاط ومحمد سليم وبشير عبيد جديد وقائمتنا طويلة ايضا يا سماحة السيد، وقد لا يكون عاقلا هذه المرة. والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، ان النماذج حاضرة، من افغانستان الى العراق وفلسطين والشام، الى كل بلد في ارجاء هذه الأمة الواسعة. ان استراتيجية التحرير يا سماحة السيد تتطلب استراتيحية التوحيد اولا واخيرا وبدون توحيد امة ووطن وطائفة قد لا تعيش المقاومة الى الابد بالمقاومة أو بغيرها لا بأس. المهم ألا تأخذنا العزة بالحديث عن الدعم البعثي والاسدي الذي جربناه وخبرناه. فلا الحائط الشامي والعربي المائل يمكن الاتكاء عليه. ولا مصالح الكبار تغري بالركون اليها. نحن أهل المقاومة ايضا يا سماحة السيد ولنا فيها صولات وجولات