المسائية العربية / مراكش في خضم الاحتجاجات والتجاذبات والصراع الظاهر والخفي بين الرئيس ومجموعة كبيرة من موظفي جامعة القاضي عياض بمراكش، وهو الصراع الذي أضر كثيرا بالسير العادي للجامعة وبسمعتها العلمية التي كانت مثار إعجاب من طرف مؤسسات جامعية عالمية وازنة. في خضم هذه الاحتجاجات اعتقد البعض أن الغلبة ستكون في الأخير لسيادة العقل والتعقل وتغليب المصلحة العامة على الحزازات الشخصية التي لا تزيد الحطب إلا اشتعالا، والفتيل توقدا، إلا أن ما يجري داخل الجامعة، وما يحاك ضد استقرارها ، يؤشر على أن الاختيارات الحالية تدفع في اتجاه التصعيد وشد الحبل، وتأزيم الأوضاع، وإضاعة كل الفرص المتاحة للحوار الجاد والمصالحة، خاصة بعد إقدام رئيس جامعة القاضي عياض على تفعيل مسطرة التنقيل في حق الكاتب العام السابق للنقابة و توصل المعني بالأمر، السيد حسن أمازار، بإشعار عبر البريد يهدده من خلاله الرئيس المذكور بالعزل و الطرد من الوظيفة العمومية إذا لم يلتحق بمقر عمله الجديد. وحسب بعض المحتجين فإن الصورة قد اكتملت لديهم باخاذ الرئيس لهذا القرار، ولم يعد يخامرهم شك في أن هذه الخطوة هي بمثابة دق آخر مسمار في نعش أمل التوصل لحل توافقي للمشاكل التي تعانيها الجامعة و التي كانت سببا في انتفاضة الموظفين و مطالبتهم بوقف هذه التعسفات و هذا الحيف الذي يطال الكثير منهم. وبدلا من احتواء المشاكل والسعي إلى طرح كل المشاكل على طاولة الحوار والتفاعل مع المبادرة التي قام بها السادة العمداء على مستوى الجامعة من أجل إيجاد حل للأزمة، اختار الرئيس التصعيد الممنهج والزج بالجامعة نحو المجهول، وتنفيذ قراراته غير القابلة للحوار. موظفو جامعة القاضي عياض يخوضون مجددا و للمرة التاسعة على التوالي إضرابا على المستوى الجهوي، و يطالبون بإقالة الكاتبة العامة لرئاسة الجامعة التي لم تتوقف قط عن إهانتهم و عن استفزازهم أثناء تنظيم وقفاتهم الاحتجاجية اليومية و يستنكرون بشدة استفراد الرئيس بكل القرارات التي تخص العاملين بهذا المرفق العمومي. من جهته عبر المكتب الجهوي لموظفي التعليم العالي والاحياء الجامعية بجامعة ابن زهر بأكادير عن استعداد موظفي هذه الجامعة للانتقال إلى جامعة القاضي عياض للتضامن مع محتجي جامعة مراكش في هذه البؤرة المتوثرة، محملين في بيان توصلت جريدة المسائية العربية الإلكترونية بنسخة منه مسؤولية وتبعات ما يترتب عن تفاقم الأوضاع لرئيس جامعة القاضي عياض