المسائية العربية مراكش[email protected] الزميل اسماعيل احريملة: لست أنت الذي يحني رأسه للعاصفة، ولم يسجل عنك يوما أنك دخلت جوقة الأبواق الرخيصة التي تصيد في الماء العكر، عرفناك طودا لا ينكسر، وقلما نزيها ينكب على قضايا المجتمع ويطرحها إلى الرأي العام دون محاباة ولا تنميق، لست الصحفي الذي يبحث عن الشهرة، أو الذي يلهث وراء شهوات النفس الامارة بالسوء، أو المريض الذي يسعد بشقاء الناس ومعاناتهم، بل كنت وما زلت بل كنت وما زلت جندي الخفاء، الحاضر في واجهة الأحداث، المدافع عن حقوق الإنسان ، الرافض للظلم، الباحث عن الحقائق، المتريث في استصدار الأحكام، علما أن كل من يمتهن الصحافة بمعناها الاسمى لن يجد الارض مفروشة بالزهور، ولا المعلومة سهلة المنال، وفي خضم المعاناة ، وخلط الأوراق تبرز على السطح خفافيش الظلام، تتحين اقتناص هفوة، أو خطإ ولو مطبعي للتضييق على حرية التعبير والنيل من شرف المهنة والمهنيين موظفة في ذلك الاطفال والنساء وذوي السوابق..، وفي حالة فشل مبتغاها تعمد إلى نشر الإشاعة والاستنجاد بقاموس السب والقذف والتهديد والوعيد. تجربتك الميدانية وغيرتك على مهنة المتاعب منحتك قوة و إصرارا على اختراق الطابوهات وفضح الفساد والمفسدين، معركة إن شئت بين الخير والشر، وطبيعي ومهما كانت النتائج فالحق يعلى ولا يعلى عليه. نعم ، كنت وما زلت أسدا يهابه ناهبو المال العام، ومصاصو الدماء الذين افتضح أمرهم وباتوا قاب قوسين أو أدنى من المساءلة والمحاسبة، اعتقد أن التجمهر أمام مقر مكتب جريدة الأحداث المغربية بمراكش لا يستهدف شخصك فقط بل يرمي إلى تكميم افواه كل حاملي الأقلام من الصحفيين والإعلاميين وتحجيمهم حتى يخوضوا في الأمور التافهة، ويتجاهلوا ما يحاك ضد هذه المدينة من مكايد واستنزاف لثرواتها ومواردها. لم تكن الأول ولا الاخير الذي تكالبت عليه جيوب المقاومة، فلائحة الضحايا طويلة ، منهم من قضى نحبه، ومنهم من تنحى وسلك طريقا آخر بعيدا عن وجع الرأس، وآخرون زج بهم في السجون واثقل كاهلهم بغرامات ثقيلة،والبعض الآخر ما زالوا في الخندق مناضلين، وعلى مواقفهم ثابتين، وللمعارك ضد الفساد والمفسدين مستعدين، لا يخشون لائمة لائم، ولا سلطة تافه، ولا اعتداء جائر.