انطلقت الحملة الانتخابية المغربية في أجواء تتلاطم في سماواتها أصداء نشوات نشيد ينضح بالولاء والتبعية وشهوات البحث عن التموقع داخل فضاء العلاقات أو الممارسات السياسية المفترض أن يعيلها ويتعهدها الدستور الجديد. أي أن الحملة عمليا تعني الأحزاب والجماعات السياسية التي وجدت في الدستور الجديد فردوسها المفقود وضالتها المنشودة، وسقف مطالبها الظاهرية والباطنية، وقاربت الواقع من منظور الاستباق نحو برج مراقبة الاستئثار بالمناصب ومواجهة الخصوم المفترضين لإبراز وتأكيد مراسم ومواسم الالتحام بالنظام والتماهي مع سياساته واقتسام الأصول الكبرى المشتركة للشعائر السياسية التي يتم ترويجها. والواقع أن الحملة تستمد هويتها من طقس الإخلاص للنظام والتعبير عن الإيمان المطلق بشعائره، وقد يكون لها دور الإشباع بالنسيبة للمواطنين لاستدراجهم إلى حظيرة الولاءات على مستوى الفكر والعمل لخدمة التوجهات السائدة، والمحافظة على الأوضاع والتجانس العقائدي والأيديولوجي الذي يرعاه النظام ويحاول تكريسه في سياق علاقاته مع الأحزاب والجماعات السياسية. إن هدف الحملة واضح تماما ولا غبار عليه، الدفاع عن الخيارات السياسية الجديدة والبحث عن مواقع رائدة داخل فضاء هذه السياسات وإضفاء الطابع الشرعي على كل هذه الغايات كإطار لاستيعاب أو احتواء الوضع الجديد، ويمكن القول إن هذه الخيارات جميعها هي الخيط الرفيع الذي يجمع كل أشتات الجماعات السياسية التي تظللت مواقفها بانعطافات هذا الوضع، والتسليم بهذا الأمر قائم ، لأن أية حملة لا تتبنى هذه الغايات لقيت مواجهة شرسة، واتخذ العمل على استئصالها وإلغائها وإقصائها سلوكا ممنهجا، حضر بقوة في غير موقع أو منطقة، مما يشكل خرقا سافرا للتقاليد والأعراف الديموقراطية ويسيء إلى الصورة المشرقة التي تقدم عن العهد الجديد المأمول والمرتقب، لأن الحملة كانت تستوجب توجيه الصراع نحو تشجيع التعبيرات والمواقف المختلفة المعارضة والمتعارضة ليبدو أفق الانتخابات وكأنه يفتح باب التحول او بناء أسس ممارسة ديموقراطية حقيقية وسليمة، ولكن مسلكيات اللجوء إلى الفتك بحملة المقاطعة لحسم إيقاعات الحملة لصالح الجماعات الموالية، تكسرت على شواطئه كل الانتظارات التي يمكن أن توظف لعمليات الاستدراج، لتظل الحملة موجهة بإجراءات وتدابير معاندة في اتجاه الولاء واستجداء الوضع وإرضائه لقضم تفاحات العهد الجديد. واعتمدت الجماعات السياسية المتورطة في هذه الحملة جملة من الشعارات، كان من المفروض أن تكون عنوانا لوعي سياسي متقدم وفلسفة سياسية جديدة، وثمرة توجهات أو رؤيات ومنطلقات حزبية تتجاوز الواقع وترسم تضاريس الأمل البعيد وتحمل نظرة مستقبلية تراهن على التخطي والتجاوز ، غير أن الواقع يؤكد أن هذه الشعارات تطبعها الارتجالية والهشاشة والرثاثة وأسهمت في تعرية وتشويه صورة الشظايا الحزبية والمواقف السياسية التي لم تبارح مكانها. وتتوزع الشعارات التي استثمرتها الجماعات السياسية إلى ثلاثة حقول كبرى يمكن تصنيفها كالآتي: حقل القيم، وحقل المكان، وحقل الزمن. يظهر من الحقل الأول أن المفاهيم الأخلاقية هي الأكثر استغلالا، وهي إضافة إلى ذلك مفاهيم موشاة بظلال ثقافية ودينية ، وقد وقفنا على ثلاثة ألفاظ تتردد في شعارات أكثر من حزب هي : الكرامة، الثقة، والأمانة التي وظفت لدى حزب واحد، وفي الغالب فإن الأحزاب التي وظفت لفظة الكرامة هي التي اعتمدت لفظة الثقة أي أن المسألة يمكن النظر على أنها مظهر للربط الموضوعي بين امتدادات دلالتي اللفظتين، أو التداخل الدلالي بينهما. والتوظيف يقوم إما في سياق من التجريد( الكرامة.. الآن) أو سياق الإضافة ( مغرب الكرامة) أو سياقات أخرى مشابهة أو موازية، ووظف لفظ الكرامة في كل الشعارات معرفا بال بينما لفظة الثقة غالبا ما يوظف نكرة، ومرة واحدة استعملت معرفة. وقد لا يكون لهذه السياقات أية إيحاءات دلالية سياسية واضحة أو محددة، عدا إذا اعتبرنا العناصر أو المحاور التي تضمنتها البرامج التي عادة ما يكون الشعار مفتاحا لها أو سبيلا إليها، أحد أبرز مؤشرات هذا الإيحاء. ومع ذلك يبدو من المستعصي أن نصل دلالة الكرامة بتحققاتها الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية، فهي لفظة مسكونة بكثير من التراكمات الدلالية المتباينة، وتحمل تاريخا من الأبعاد والظلال المختلفة، ولا تكاد ترسو على معنى ثابت أو قار ونهائي خاصة إذا وضعنا في الاعتبار اختلاف وتباين أو تعارض وتناقض المنطلقات الفكرية والنظرية والسياسية التي تستند إليها كل الأحزاب التي استعملت اللفظة، إذ إن دلالاتها مثلا لدى حزب التقدم والاشتراكية لا تتطابق بالضرورة، ولا ينبغي أن تكون كذلك، مع دلالة الاستعمال كما وظفها حزب العدالة والتنمية، والأمر كذلك بالنسبة لحزب الحركة الشعبية أو جماعة التحالف من أجل الديموقراطية، أي أن الأمر في النهاية يتعلق بأوجه "كرامات" ذات مرجعيات متباينة، قد لا يكون بينها أية أواصر جامعة، غير خيط الحملة الذي لا يفترض الحرص على التدقيق في المفاهيم أو الاحتراز في ترويجها. وبوسعنا مع ذلك أن نسلم أن أحد الأبعاد الدلالية للكرامة في تلك الشعارات لا يخلو من دلالات سياسية تتعلق بالوجود الإنساني وقيمة الإنسان، والتي ترتبط بأوجه تلبية أو توفير الحاجات الضرورية للمواطن المادية منها والمعنوية والروحية، أي أن الكرامة قد تتضمن معنى ضمان العيش الكريم للمواطن بما يضمن وجوده وحياته، وهذا ما قد نصادف تمثلاته من خلال المعالم الكبرى للبرنامج السياسي لهذه الأحزاب، غير أن سياق التجريد الذي وظفت فيه كشعار قد يسوقنا إلى البحث عن المعاني الأخرى أو الدلالات الراسبة الثاوية خلف أضواء الشعار، ومنها مثلا البعد الخرافي والسحري للكرامة، وهو معنى يفرض سلطته داخل صيرورة اللفظة وحياتها الدلالية والسياسية بمعنى من المعاني، والسياق من هنا يضفي شحنات دلالية أقوى على ديناميتها، ولا نستبعد أن إيحاءات اللفظة وإحالاتها في هذا الباب حاضرة بشكل أو آخر، مما يجعل منها مدلولا ساحرا وخادعا، وفي هذا السياق علينا أن نستعيد الدلالة الدينية/ الصوفية للكرامة ( الأمر الخارق للعادة، الجاري على خلاف العادات الكونية) الذي يسمو عن فعل البشر أو قدرته، ولا نشك في أن الجماعات السياسية ،بوعي أو دون وعي، توجه دلالات وإيحات الكرامة لهذا المنحى، خاصة حينما تستعرض الخطوط العريضة لبرامج سياسية يفند الواقع كثيرا من حقائقها، ولا يتسع إطلاقا لتنفيذها أو تحمُّل سريانها، بالنظر إلى العوائق الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها بلادنا، والادعاء بأنه بالإمكان بناء مغرب جديد يغمر فيضه العالم، يضع كل شيء تحت الركام ويفتح الباب أمام ريح تغييرات لا تنتهي، لا يمكن استيعابه إلا ضمن هذا الإطار. ومن جانب آخر، إن للكرامة ،كما ابتلاها السلف الصالح، شروطها ومن أقواها الولاية، ولنقل الولاء بالمعنى الصحيح، أي " القرب والمحبة" القرب من "المخزن" ومحبة "المخزن"،لأن المخزن إنما يجري الكرامات على يد من والاه، ذلك لأن الكرامات تعمل على تقوية دواعي وأسباب الولاء، وتأييد الموالين وتثبيت دعائمهم كما تعمل على إقامة الحجة على المعارضين، ومن ثمة فإن اللفظة تحجب كثيرا من مفاتيح وسراديب الدلالات التي تضع الجماعات والأحزاب السياسية في مقام الأولياء وبرامجها السياسية الملفقة كرامات مشدودة إلى طاقات التأثيرات والمقدرات التي يضعها "المخزن" في يد من ينام تحت رحمته ويغازل ثوابه وثيابه. أما توظيف لفظ "الثقة" فإنا يرسخ البعد الأخلاقي والديني للكرامة، والإصرار عليها يحيل على انعدامها، وهو ما يرسم معالم الوضع الذي تتحرك فيه هذه الأحزاب وتحاول من خلالها استعادة وهج الواقع أو الممارسة السياسية المهددة بالموت،وتهييء أجواء العودة إلى تصريف واستهلاك خطاب القيادة ووضع الأمور في نصابها الصحيح، وبصيغتها التنكيرية تفقد اللفظة أية دلالات صريحة إذ وظفت أحيانا كسياق لعلاج المواطن كيما يستعيد إيمانه واعتقاده بيقظة الأحزاب وتعزيز دورها الخالد، وأحيانا في ترابط مع الكرامة تغدو مضافة إلى المغرب( مغرب الثقة) دون أي تحديد لمعالمها، ومعالم هذا المغرب المفترض، كما وظفت في اقتران مع الزمن (ثقة في المستقبل) والصيغة لا تعكس في الواقع سوى مبدأ تفسير مجهول بمجهول. وللثقة وشيجة ما بالكرامة، إذ قد تعني بدورها "الإتيان بالأمر الخارق"، حيث تسمح "للأفعال غير الممكنة بالوقوع"، وكأن الأحزاب تحتمي بجدار الثقة لتسهيل عملية التأثير ووضع جذوة التفاؤل أمامها لتتخطى السدود والحواجز في أمان. وتقتضي، كما هو معلوم، العلاقة بين أطراف متعددة علاقة تقوم على الانضباط والائتمان والالتزام وعدم الشك أو الارتياب، لكن الشعارات لا تحدد طبيعة هذه الأطراف أو سماتها المرتبطة بها، هل الأمر يتعلق بالثقة بالأحزاب أهل المحبة والقرب والكرامات، أم الثقة في النظام أو الوضع السائد، أم الثقة بالنفس والتعصب الذي تؤدي إليه لمواجهة تحديات الواقع، وتفويض الدور للجماعات السياسية لتصنع طوق النجاة على هواها.؟؟ و تم توظيف لفظة "الأمانة" من لدن حزب واحد (حزب النهضة والفضيلة) وبحكم المرجعية التي يعتمدها الحزب فإن الأمانة تستغرقها عمليا الدلالة الدينية، وعبارة ( المغرب أمانة) صريحة تماما وتضعنا أمام رهبة هذا الاستغراق، حيث يغدو المغرب مجرد وديعة كبرى ، ومملوكا لا يحسن العد، ويبني انتماءه على مسافات من الخيانة، من لا أمانة له لا مغرب له، كما يحيلنا المفهوم أيضا على شبكة علاقات واردة مع الثقة والكرامة، فالأمانة إحدى ثمار الثقة ، وهي دليل سكون القلب واطمئنان الروح، وهو ما يقربها من جاذبية الكرامات . في حقل "المكان" وظف الموقع أو الرقعة الجغرافية "المغرب والوطن"- وهما مكانان معينان- مقترنين في الغالب بأوصاف أو عوارض تصل بالقيم السياسية والأخلاقية: مغرب الكرامة، مغرب الثقة، مغرب الديموقراطية، أو بسياق زمني: مغرب الغد، الوطن أبدا، أو إنساني: مغرب الجميع، ومغرب لكل المغاربة، كما وظفت لفظة مغرب في الغالب في صيغة نكرة تعلقت بها صفات أو "أسماء حسنى" للتقليص من تجريديتها: مغرب جديد، مغرب متعدد، مغرب موحد، مغرب قادر... وهي صفات ترسم الفضاء المأمول وكأنه ينهض بتدمير العادات ويركض نحو المطلق، وهي في الوقت ذاته تضعنا أمام افتراضات وحقائق تخدش صورة ووضع المغرب االراهني، فاصطفاء أو اختيار عبارة "مغرب جديد" يحيل حتما إلى "مغرب قديم" أو "مغرب رثٍّ وبالٍٍ"، و"مغرب متعدد" يحيل بالدرجة ذاتها إلى "مغرب متفرد أو منغلق"، و"مغرب قادر" على "مغرب عاجز" و"مغرب الجميع" على مغرب الواحد أو مغرب الأقلية، و"مغرب موحد" إلى مغرب ممزق ومشتت.. وهذه التقابلات في الواقع تشكل الإطار السياسي والاجتماعي والثقافي للحملة وللدستور الجديد الذي تتمثله الأحزاب عصا سحرية تقف وراء أبواب الانتخابات. كما أن سياق هذه التشابكات أو التقاطعات يؤشر لنزوع هروبي يتبرأ من واقع المغرب الراهن ويرفض الاقتراب منه أو الاكتواء باستقراء وقائعه ومعضلاته وحقائقه وبناء المواقف على ضوئها، ولذلك يبدو وكأن الأحزاب والجماعات السياسية تستهدف من خلال هذا النزوع إلغاء حضور المغرب الراهن واستبعاده، بما يعنيه ذلك من إعفاء وإبراء لذمتها من النقد أو المحاسبة أو المسآلة، وهو ما يجعلها تتوهم أنها تتحلل أو تتجاوز الجمود والسكون الذي يطاردها.، ومن ثمة فإن الصفات أو الأ لوان التي تقرن بالمغرب في هذه الحال إنما هي من باب إرضاء عادات الاستهلاك لدى الناخب أو المتلقي على العموم. ووظفت لفظة "الوطن" من لدن حزب الاستقلال، والكلمة مثقلة بسيل من الدلالات والتأويلات نفترض حضورها داخل منطلقات الحزب باعتباره حزبا محافظا أو رجعيا، أي أن لفظة الوطن موشاة بظلال من الخلفيات الثقافية والسياسية والدينية التي ينهل منها، ولها حضورها بالأسبقية، وهو ما قد يساعدنا على الاقتراب من تحديد خصائص أو ملامح ومواصفات هذا الوطن، هل الوطن بمفهومه الشاسع والواسع أي المفهوم المتداول مثلا عند الجماعات الدينية او ذوي النزعات القومية، أم بمفهومه الضيق الإقليمي أو الجغرافي المحدود، ونحن لا نستبعد حدود هذه المعالم كلها، لأن حزب الاستقلال يعبر عن هويته من خلالها جميعا، أي أن الوطن هنا مرتهن بمجموعة من الخصائص لا يمكن القبض عليها أو التعبير عنها خارج هذه الهوية. وبصفة مباشرة وغير مباشرة يضعنا شعار حزب الاتحاد الاشتراكي ( مغرب المواطنة) بين تقاطبين تلتحم وتتعانق دلالاتهما الكلية في المغرب / الوطن، ولو أن المواطنة تحيل إلى عدم توطين الأمكنة بالصيغة العادية أو البسيطة، لكنها في كل حال تؤكد التعلق أو الارتباط بالمغرب / الوطن وإعلان الحلول أو الفناء فيه. ونستطيع القول في هذا الباب إن المواطنة تتماس بشكل صريح مع "الكرامة" وتوابعها، وهو ما يعني أن الينابيع الكبرى للشعارات هي واحدة، وأنها لا تنطوي في الواقع على أية اختلافات جوهرية بقدر ما يطفو الاختلاف على واجهة توظيف واستثمار الألفاظ التي تظل دلالتها ثابتة مهما تعددت صورها. أما على مستوى حقل "الزمان" فإن الشعارات استثمرت جميعها الزمن الموهوم، والذي تتوزعه ألفاظ: الغد، المستقبل، دائما..، وهي أزمنة استغراقية تشمل الزمن قريبا كان أم بعيدا، ولا تفترض أية معالم واضحة غير ما يمكن أن تؤشر إليه بعض الصفات التي اقترنت بها ( مشرق، أفضل..) وفي تقديرنا فإن الحقول الثلاثة متداخلة على نحو يجعل من بعضها امتدادا حقيقيا للآخر، مما يعني أن الشعارات جميعها استثمرت المواد الخام ذاتها وأن هذه المواد في الواقع ليست ذات طبيعة سياسية، مما يفقدها قوة الإقناع، وعلى العموم يمكن القول إن هذه الشعارات جميعها تؤكد على المقتضيات أو الحقائق التالية: - التعبير عن الأواصر أو العلاقات التي تربط الجماعات السياسية بالوطن أو الموطن. - التعبير عن قيم الولاء لهذا الوطن والتعلق به. - التعبير عن الولاء للأوضاع القائمة والنظام السائد. - التعبير عن علاقات زمانية بالوطن والأوضاع القائمة، وهي علاقات تتلاشى سياقاتها مع صيغ الزمن الموهوم المعتمدة. - التعبير عن وضعية "انفصام" أو "اغتراب سياسي"، فالتركيز على الانتماء والتعلق بالوطن يحيل إلى ضرب من الحنين والنزوع إلى الوطن، أو على الأقل النزوع للتخلص من وطن أصلي قائم وماثل، والفزع إلى وطن آخر بديل يسكن الحلم أو تراوده الرؤية السياسية من بعيد. ويتيح لنا هذا القول بأن الشعارات التي استثمرت في الحملة تعبر في الحقيقة عن عمق الإحساس بالاغتراب الذي تعاني منه الجماعات والأحزاب السياسية المغربية، خاصة وأن هذه الشعارات كلها ذات منحى رومانسي على مستوى القيم التي لم تتجاوز الأواصر الإنسانية التي تصل بالوطن، وعلى مستوى المكان بحيث لم تتجاوز حدود الإصرار على الانتماء أو الحنين إلى الوطن، وبناء سقف أحلام غير محدودة في دائرة زمنية يمكن أن ترعى هذا الانتماء، عبر الزمن الموهوم المعول عليه لمواجهة الاغتراب والإحساس بالانفصال عن الوطن، كما أن الصفات أو الألوان التي اقترنت بالمكان والزمان هي كذلك ذات مسحة رومانسية ( جديد ، مشرق، أفضل...).