بقلم الطيب البوعيبي على كتف التاريخ يقبع بضع أناس، وعلى أكتاف آخرين يقوم التاريخ آخرون مخزن التاريخ، ذكرى وحاضر، أكف عارية إلا من إرادة لا تلين وعزيمة ترتقي إلى مستوى الأعجوبة. رجال في رجل، فهديتنا إليك هي الشمس والحب والصفاء، كنت على منعطف في هذا الوطن، الحب شأن خاص جدا، ودون ذلك الشعور ولاؤنا للوطن مشكوك فيه، فالوطن شأن " شخصي" جدا. فأنت الأمل الذي لم ينته رغم سنوات القهر والذل والرصاص، فأنت ثورة فجرتها في الوطن، وبقي عبيرها يفجر الرفض والعطاء إلى الوطن. كنت من أول الباحثين عن مستقبل في زمن الفقراء والمستضعفين، فصانع المستقبل يموت من أجله، فأنت ناضلت من أجل شمس الحرية التي لن تغيب رغم النيام، حاولت لمس الشعاع، وحاولت قهر الطغاة. إنك واحد من الذين صنعوا الحياة في الظلمة الحالكة السوداء تنتظر وسيطول الانتظار في سنوات ذكراك. إننا نحيي الذكر في زمن تموت فيه الذكريات. نحيي ذكراك في زمن أناس لا هم لهم سوى البحث عن مزيد من الامتيازات والمكاسب، والحق أن في طريقنا سهولة تغري أي عابر أو أفاق يتسلق، و أن يرفع ال كلفة فيستخدم ضمير " الأنا " مع كلمة النضال أوال " نحن" المتبجحة ومع ذلك يمشي الحال. صحيح أن هذا الحال لن يدوم، وصحيح أن بعض المتسلقين والانتهازيين يظلون أحياء يرزقون حتى يتحقق التغيير وأن بعض المناضلين الصناديد والمخلصين حقا يموتون ويلقى بهم في بحر النسيان، ولكن هذا لن يغير في القيم، فالكذب هو الكذب والوصولية هي الوصولية. أخي المناضل الفقيه محمد البصري، نم مطمئنا بجوار رفاقك الشهداء، نم مطمئنا آمالك يحملها مناضلون مخلصون، فأنت في جوار شهداء الشعب المغربي وهم مفخرة أحرار هذا الوطن، فناموا أيها الأحرار بعدما اخترتم الموت من أجل أن يحيا الشعب والوطن. نم أخي إلى جوار رفاقك محمد الزرقطوني، المهدي بنبركة، عمر بن جلون، محمد بنونة، أحمد أكوليز" شيخ العرب ، سي محمد بن حمو الفاخري، م المانوزي، مولاي الشافعي، عمر دهكون، العقيد أمقران، العقيد اكويرة، الرائد ابراهيم المانوزي، واللائحة طويلة لشهداء الشعب المغربي.