عرف الشريط الحدودي المغربي الجزائري حالة استنفار قصوى،وبالضبط في منطقة روبان الجزائرية،بعدما عمد جندي من حرس الحدود الجزائري على قتل زميل له بطلقات نارية داخل إحدى الخيام المنصوبة على طول الشريط الحدودي. حادثة القتل الغامضة ليوم الاثنين 6 يونيو الجاري على الساعة الرابعة والنصف مساء،والتي وقعت على بعد حوالي عشرة أمتار من الشريط الحدودي،قريبا من "دَارْ حْشَمْ" في الجانب الجزائري والمقابلة لدار "بوزيان لَمْهَيَّاوِي" في الجانب المغربي.. أنباء متضاربة تم الترويج لها وسط ساكنة روبان الجزائرية،حول إمكانية انتحار العسكري أو انطلاق الرصاص من بندقيته دون تعمد ذلك.. مصادر "الوجدية" بمنطقة روبان،تحدثت عن احتمال كون عملية القتل كانت مع سبق الإصرار والترصد،بسبب عدم تفاهمهما (العسكريان) حول مرور سلعة لأحد كبار المهربين بالمنطقة..ورجحت مصادر أخرى بمدينة مغنية نفس الفرضية على خلفية ما وقع السنة الماضية بجبل عصفور المقابلة لإقليم جرادة،حيث قتل كذلك عسكري جزائري زميلا له من حرس الحدود،ورغم أن التحقيقات كان قد أفضت وقتها إلى "حادثة سلاح ترتب عنه انطلاق الرصاص دون قصد"،فعائلة المقتول كذبت التقرير وطالبت بتعميقه من طرف جهات مستقلة،وهو ما رفضته المؤسسة العسكرية جملة وتفصيلا،وأجبرت تلك العائلة على التنازل عن طلبها مقابل بعض الامتيازات (...)،بينما جميع ممن إلتقتهم "الوجدية" بالشريط الحدودي المغربي الجزائري،من العارفين والمتتبعين لأخبار التهريب وكذا الساكنة الحدودية،تعرف أنها تصفية حسابات داخل الحرس الحدودي الجزائري حول إتاوات طريق التهريب التي يحتكرها "كومانضار"مغنية،هذا الأخير الذي يتحكم في جميع ممرات التهريب الكبير الخاضع لوصاية المافيا العاملة في تهريب كل شيء،والتي تصل أوصالها لغاية العاصمة الجزائرية المرتبطة مباشرة مع كبار ضباط العسكر الجزائري،تحت مراقبة كاملة للمخابرات العسكرية... مباشرة بعد حادثة روبان،انتقل للمنطقة عدة مسؤولين عسكريين لمباشرة التحقيق،غير أن المخابرات العسكرية الجزائرية رفقة المسؤولان عن حرس الحدود بمغنية وتلمسان،وحدهم يعرفون حقيقة ما وقع داخل خيام عناصرهم بالشريط الحدودي..لأن ما يقع لا تستفيد منه غير مافيا التهريب والتي قد تصل صراعاتها إلى مستويات جد خطيرة غالبا ما يؤدي ثمنها الصغار من المهربين وكذا الجنود الجزائريين.. علاقة بالموضوع،فقد أُغلق المنفذ الحدودي في وجه التهريب من ساعة حادثة القتل،وتم تخصيص منطقة "جْنَانْ" المقابلة في الجانب المغربي لمنطقة "بن السبع" في وجه مرور السلع المهربة نحو المغرب،بأوامر من قيادة حرس الحدود الجزائري بمغنية،بينما تم فرض حصار كبير على مرور السلع المغربية المهربة نحو الجزائر. الخلاصة التي خرجت بها "الوجدية" بعد تحقيقها في الموضوع،هي أن قطاع "الصرف" أو تهريب العملة يعرف حاليا استنزافا خطيرا للعملة الصعبة "الأورو"،التي يتم تهريبها بكميات ومبالغ كبيرة من المغرب في اتجاه الجزائر حيث سيقوم العديد من الهاربين من ليبيا وتونس على شرائها لتهريبها ثانية نحو أوروبا وبعض دول أمريكا اللاتينية..العارفون بسوق "الزوية" بروبان الجزائرية وسوق "الفلاح" بوجدة وبمدينتي بني ادرار وأحفير المغربيتين الحدوديتين،يرجعون السبب لنزول الدينار الجزائري في سوق الصرف الحدودية،حيث لا تساوي ألف دينار جزائرية سوى 75 درهما مغربيا فقط،وهو دليل قوي على إفراغ الجهة الشرقية من عملة "الأورو" وتجنيد العديد من المتعاملين مع التهريب داخل المدن الداخلية لاستيراد كل المبالغ التي يمكن الحصول عليها. عبد الرحيم باريج