مربوعة القد.. رشيقة القوام.. بوجه شبه دائري بريء وبخطى متثاقلة، كانت هناء المزدادة سنة 1989 بمدينة سطات تسير نحو قفص الإتهام بقاعة الجلسات رقم 2 المتخصصة في النظر في القضايا التلبسية بالمحكمة الإبتدائية بمراكش،شرعت في الجواب على أسئلة القاضي والدمع قد ملأ مقلتيها قبل أن تتابع وتشرح تفاصيل ضبطها بمنزل بدوار النزالة بجماعة تسلطانت دائرة أسعادة من طرف عناصر الدرك الملكي التي عثرت أتناء القيام بعملية تفتيش المنزل بناءا على تعليمات وكيل الملك بالمحكمة الإبتدائية بمراكش على حوالي كيلوغرام ونصف الكيلو من مخدر الشيرا، ليجري اقتيادها رفقة صديق خليلها المنحدر من مدينة تاونات وشخص آخر من أبناء الدوار اعتاد التردد على المنزل المذكور من اجل تناول المخدرات، إلى مخفر الدرك الملاكي لإخضاعهم لتدابير الحراسة النظرية. هناء كانت واحدة من أبناء مدينة سطات الفقراء، كان ميلادها ذات صباح من صباحات شهر مارس 1989 بدوار لبتيقشة جماعة وقيادة أولاد سعيد، فتحت عينيها في وسط عائلي يكدح فيه رب الأسرة من أجل ضمان اللقمة للصغار بينما والدتها تكدح داخل البيت لتهيئ الفضاء للأسرة المكونة من أربعة أبناء. تابعت هناء دراستها الإبتدائية إلى حدود المستوى الرابع ، ولم يسعفها الحظ في تجاوز المرحلة الإبتدائية فانقطعت عن الدراسة لظروف اجتماعية صعبة إضافة إلى الفقر المدقع الذي تعاني منه عائلتها، لتنتقل إلى العمل كخادمة بالبيوت بمدينة الدارالبيضاء بموافقة من والدها من أجل الحصول على المال ومساعدة أسرتها الفقيرة، إلا أن مفاجئة هناء السطاتية لم تكن سارة عندما تعرضت للإغتصاب وهي في ربيعها السادس عشر بإحدى المنازل التي كانت تعمل بها،فأحست بالضياع وقررت التوقف عن العمل كخادمة في البيوت والرحيل في مهمة خاصة لم تكن سوى الإرتماء في أحضان الدعارة من اجل نسيان جرح الإغتصاب ومحاولة اتباث الذات وحمل المال وكتمان الفضيحة وعدم البوح بها والتوجه إلى مدينة مراكش ، التي وجدت فيها الأرضية الخصبة للإبتلاء بجميع أنواع المخدرات والخمر وشرعت في ارتياد الملاهي والفضاءات الليلية بلباس فاضح يكشف عن مفاتنها أملا في الظفر بزبون لقضاء ليلة ماجنة وإشباع رغبته الجنسية بعد الاتفاق على الثمن ، عندما نجحت في خلق علاقات حميمية مع مجموعة من فتيات الليل. في تصريحاتها أمام رئيس الغرفة الجنحية ، ومن خلال التفاصيل المملة يمكن للمرء أن يستنتج وبسهولة بان الفقر والحاجة دفعا بهناء مثل الكثيرات إلى الشارع، وهنا ستدخل في أول علاقة غير شرعية مع شاب يدعى أشرف متخصص ترويج مخدر الشيرا على المستهلكين بمدينة مراكش، بعدما تعرفت عليه بأحد الملاهي الليلية بحي جيليز، وأصبحت تعيش معه بمنزل يستغله على وجه الكراء والدي اعتقلت فيه من طرف عناصر الدرك الملكي بمركز تسلطانت. وعلى إثر معلومات توصلت بها عناصر الدرك الملكي التابعة للقيادة الجهوية بمراكش، مفادها أن شاب ينحدر من مدينة تاونات يلقب ببوجمعة الجبلي يقوم بتزويد أشرف خليل وعلى إثر معلومات توصلت بها عناصر الدرك الملكي التابعة للقيادة الجهوية بمراكش، مفادها أن شاب ينحدر من مدينة تاونات يلقب ببوجمعة الجبلي يقوم بتزويد أشرف خليل هناء بمخدر الشيرا الذي جلبه من الشمال بالمنزل الذي يستغله على وجه الكراء بدوار النزالة بجماعة تسلطانت، ليجري الإنتقال المنزل المذكور ،وخلال عملية المداهمة عثرت المصالح الأمنية المذكورة على حقيبة جرى التخلص منها فوق سطح المنزل تحتوي على كيلوغرام ونصف الكيلوا من مخدر الشيرا عبارة عن سبعة صفائح ونصف وثلاثة قطع معدة للإستهلاك ، ليجري حجزها وإحالتها على إدارة الجمارك والضرائب المباشرة والغير المباشرة ، وإيقاف كل من هناء وبوجمعة الجبلي صديق خليلها وشخص آخر من أبناء الدوار اعتاد التردد على المنزل المذكور.