جلس عباس كعادته في أحد المقاهي الشعبية بحي سيدي يوسف بن علي يرتشف كأسه ببطء، فأثار انتباهه حركات رجال يعرفهم من وجوههم، فأدرك بالسليقة، أن الأمر يتعلق برصد احد المجرمين أو بائعي المخدرات من رجال الأمن، ودفعه فضوله لتتبع ما يجري عسى أن يدرك مغزى هذه الحركة غير العادية وتفاصيل العملية التي اقتضت استنفار مختلف أجهزة الأمن بما فيها الشرطة القضائية. دنا النادل منه وأخبره أن عصابة مؤلفة من مراهقين روعت منطقة سيدي يوسف بن علي واستأسدت لدرجة دفعها طيشها لمواجهة سيارة الأمن وتكسير واجهتها الأمامية،إلى جانب مجموعة من السيارات التي كانت راسية بجانب الطوار، ولم يسلم رجل أو امرأة أو طفل من اعتداءاتها بالسلاح الابيض ، فضحاياها يعدون بالعشرات، منهم من نقل إلى المستشفى على وجه السرعة اعتبارا لحالته الصحية المتردية، ومنهم من اكتفى بالتبليغ عن الإعتداء والسرقة، وآخرون حمدوا الله على أن الخسارة انحصرت في الجانب المادي وانصرفوا إلى حال سبيلهم . سيل من الشكايات كانت تدون يوميا في محاضر الدائرة الأمنية السادسة التي تقع منطقة الاعتداءات على المواطنين تحت نفوذها، دون أن تتمكن عناصرها من تحديد هويات العصابة التي كانت تقوم بعملياتها بسرعة فائقة، تم تختفي لتظهر في مكان آخر ،وكان هجومها على إحدى الساحات العمومية بسيدي يوسف بن علي، وتخريب ممتلكاتها،وسلب المواطنين ممتلكاتهم تحت التهديد بالسلاح الأبيض، إلى جانب ما تعرضت له سيارة الأمن من هجوم نجم عنه تكسير واجهة السيارة الأمامية، إشارة قوية إلى أن الأمر تجاوز كل الحدود، وأن على الأجهزة الأمنية بكل اصنافها التحرك من أجل وضع لنشاط هذه العصابة التي روعت الساكنة وجعلتهم يعيشون خوفا حقيقيا، خاصة أن الضحايا جميعهم وصفوا الحالة الهستيرية التي كان عليها المعتدون خلال اعتراضهم سبيل المارة، ومن المرجح أنهم يقومون بجرائمهم تحت تأثير المخدرات ومنها أقراص الهلوسة. أسفرت الحملة التمشيطية الواسعة عن اعتقال خمسة من أفراد العصابة، فيما سلم رئيسها المدعو ب نفسه، واثناء عملية التحقيق تم تحديد باقي أفراد العصابة التي بلغ عددهم عشرة أفراد. أحيل أفراد العصابة في حالة اعتقال على الوكيل العام باستينافية مراكش بتهمة تكوين عصابة إجرامية، اعتراض سبيل المارة والسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض، تعييب أشياء مخصصة للمنفعة العامة، والإعتداء على ممتلكات الغير