كشفت الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها نقابة مهنيي القناة الثانية M2) )، التابعة للاتحاد المغربي للشغل، يوم الأربعاء 20 اكتوبر الجاري، ابتداء من الساعة العاشرة والنصف صباحا، عن ما يعانيه مهنيو هذه القناة من مشاكل وتجاوزات، في ظل التسيير الحالي الذي لم يتغير في الاتجاه الذي يخدم مهنيي القناة ومشاهدي برامجها، واستفحال الآثار المدمرة لهذا التسييرعلى الواقع المادي للمهنيين، الذين أصبحوا مضطرين إلى خوض عدة أشكال نضالية، للدفاع عن مصالحهم ومستقبلهم، وقد عبرت تدخلات نقابة الاتحاد المغربي للشغل وغيرها، عن حقيقة ما يجري في القناة الثانية، وما ينتظر مواردها البشرية في إطار الأفق المسدود للنهج التدبيري الحالي، الذي تشير تداعياته إلى انعدام الرؤيا والمنهجية الكفيلة بالنهوض بالدور الإخباري والثقافي، الذي تقوم به هذه القناة ضمن القطب الإعلامي العمومي الوطني، حيث لازالت محاولات الارتقاء بالبرامج دون انتظارات الفاعلين في القناة ومشاهديها، كما أن هامش الحرية المتاحة أمام المهنيين لم ترق سقف ما كان سائدا من قبل، إذ لا مكان للتخطيط والبرمجة التي يشارك في صياغتها وبلورتها كافة المهنيين، إلى جانب استمرار العقلية البروقراطية والمزاجية في التواصل بين الشغيلة والمسؤولين في الأقسام، الذين يفتقرون إلى أبسط المؤهلات والمعرفة بالاختصاصات المسندة إليهم، ناهيك عن انعكاسات الارتجال في إعداد المنتوج الإعلامي، الذي تراجعت نسبة متابعته من قبل المغاربة، الذين أصبحوا يفضلون الهجرة إلى القنوات الأجنبية، بدل متابعة برامج القطب الإعلامي الوطني بمواصفاته المتخلفة الراهنة، نتيجة عجز المسؤولين الحاليين على إعادة النظر في منظومة تدبيرهم الذي أوصل إعلامنا المرئي والمسموع إلى ما هو عليه الآن، بالمقارنة مع ما أصبح عليه الإنتاج الإعلامي في أقرب دول الجوار. ما ميز الوقفة، هو تلاشي الانقسام النقابي، وانخراط الجميع في التعبيرعن هموم شغيلة القناة الثانية، والتأكيد على ضرورة استمرار التعبئة لتحصين المكتسبات، ورفض مشاريع الحلول المقترحة الآن من قبل الإدارة، ورهان الفعاليات النقابية على ضرورة استمرار المعركة، من أجل مواجهة إفرازات سوء التسيير والارتجال، والفساد والضعف الذي تواجهه القناة في الظرف الراهن، وقد عبرت النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، في هذه الوقفة الاحتجاجية، عن تضامنها اللامشروط مع مهنيي القناة، ومساندتها لمطالبهم العادلة في إطار ما يواجه الشغيلة الإعلامية عموما، سواء كانت في الإعلام المرئي أوالمسموع أو المكتوب أوالالكتروني، من خلال مواقفها التابثة لصالح المتضررين من كافة التجاوزات، التي تصيبهم، سواء من الإدارة أومن غيرها، ضمن المشروع النقابي الذي يوجه رسالتها النقابية والإعلامية. تجدر الإشارة إلى أن الإخوة في نقابة الاتحاد المغربي للشغل الذين أطروا الوقفة الاحتجاجة، أعربوا لممثلي النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، عن امتنانهم لحضورهم في الوقفة، وعن الرغبة في التعاون المستمر والتنسيق في أي عمل نقابي ونضالي في المستقبل، ومن جهتها أكدت النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، عن اليد الممدودة لجميع المبادرات النقابية، التي تسعى إلى خدمة مصالح الشغيلة الإعلامية في جميع مواقفها. للتذكير، فان هذه الوقفة، لم تتم تغطيتها من طرف قنوات القطب الإعلامي، رغم تنظيمها في فضاء القناة الثانية بعين السبع بالدار البيضاء. الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة