بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"        الرباط: المنظمة العربية للطيران المدني تعقد اجتماعات مكتبها التنفيذي        28 ناجيا من تحطم طائرة بكازاخستان    مسؤول روسي: المغرب ضمن الدول ال20 المهتمة بالانضمام إلى مجموعة "بريكس"    التوحيد والإصلاح: نثمن تعديل المدونة    بلاغ رسمي من إدارة نادي المغرب أتلتيك تطوان: توضيحات حول تصريحات المدرب عبد العزيز العامري    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    بعد تتويجه بطلا للشتاء.. نهضة بركان بالمحمدية لإنهاء الشطر الأول بطريقة مثالية    الوداد يطرح تذاكر مباراته أمام المغرب الفاسي    تأجيل محاكمة عزيز غالي إثر شكاية تتهمه بالمس بالوحدة الترابية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    الريسوني: مقترحات التعديلات الجديدة في مدونة الأسرة قد تُلزم المرأة بدفع المهر للرجل في المستقبل    الحصيلة السنوية للمديرية العامة للأمن الوطني: التحفيز والتأديب الوظيفي آليات الحكامة الرشيدة    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    "ميسوجينية" سليمان الريسوني    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    ترامب عازم على تطبيق الإعدام ضد المغتصبين    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    بنحمزة: الأسرة تحظى بالأهمية في فكر أمير المؤمنين .. وسقف الاجتهاد مُطلق    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ونجح الاتحاد في جمع كل الاشتراكيين! .. اِشهدْ يا وطن، اِشهدْ يا عالم    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    الخيانة الزوجية تسفر عن إعتقال زوج وخليلته متلبسين داخل منزل بوسط الجديدة    إمزورن..لقاء تشاركي مع جمعيات المجتمع المدني نحو إعداد برنامج عمل جماعة    ‬برادة يدافع عن نتائج "مدارس الريادة"    "ما قدهم الفيل زيدهوم الفيلة".. هارون الرشيد والسلطان الحسن الأول    الاعلان عن الدورة الثانية لمهرجان AZEMM'ART للفنون التشكيلية والموسيقى    العلوم الاجتماعية والفن المعاصر في ندوة بمعهد الفنون الجميلة بتطوان    الدورة العاشرة لمهرجان "بويا" النسائي الدولي للموسيقى في الحسيمة    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    اليوم في برنامج "مدارات" بالإذاعة الوطنية : البحاثة محمد الفاسي : مؤرخ الأدب والفنون ومحقق التراث        ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    الإصابة بالسرطان في أنسجة الكلى .. الأسباب والأعراض    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مساهمة في بيان اليسار المواطن


المصطفى مفتاح
1. لأن اليسار الذي كان في زمن لا يمكنه إلا أن يكون أمميا، لا يمكنه اليوم أن يكون إلا إذا كان مواطنا
2. لأن مواطنة اليسار اليوم في المغرب لا تستقيم إلا إذا خرج اليسار ليضع يساريته في الامتحان في الواقع المعاش و في مختلف مجالات النضال و العمل أمام المناضلين اليساريين و أمام المواطنين الذين ينتظرون انبعاثا للأمل
3. لأن مواطنة اليسار اليوم أي كينونته (لا أحب هذه الكلمة) لا تستقيم إلا بقدرته على العودة إلى مهاراته الأولى في النقد الملموس للواقع الملموس والنضال من أجل تغيير الواقع لا مجرد تفسيره؛
4. لأن الوطن، مغربي و مغربك ومغربنا في حاجة ملحة إلى أفق آخر غير التخلف و الإقصاء و الريع و الاستبداد و الظلام الذي لا تستطيع أن تخفيه الواجهات الفاقعة للتنمية البشرية و المشاريع الكبرى "المذرة للخير و النماء"؛
5. لأن المناضلين وقود التغيير و محركه وسائقه و صائنه، في حاجة إلى الإبحار إلى حلم بحجم الشمس والإنسانية، على اليسار المواطن أن يذكر العالمين بأن الرأسمالية المنتجة للأزمات المدمرة للبيئة و المستلبة للإنسان ليست قدرا أبديا وأن يرفع يوتوبياه الاشتراكية عاليا ويفضح هدفها الأسمى في القضاء على استغلال الإنسان لأخيه الإنسان بناء مجتمع يتحكم فيه البشر الأحرار المنتجون المتحررون من كل استلاب في كل مناحي حياتهم.
6. لأن المناضلين وقود التغيير و محركه وسائقه و صائنه، في حاجة إلى خطاب محفز معبئ يرسم في عيونهم التواقة حلم وطن ممكن قوي بالمواطنة الكريمة و سيادة القانون و تساوي الفرص في الاستفادة من الحقوق الأساسية و القيام بالواجبات، حلم وطن لا مكان فيه للرعايا و سيادنا و الريع و الحكرة و الهشاشة و التهميش و سطوة الرغبة في "الحريك"؛
7. لأن المناضلات و المناضلين بحاجة الى التنبيه المستمر من مخاطر الشوفينية الشعبوية الانكفائية الهوياتية بالإصرار على انفتاحنا على العالم و كونيتنا (notre universalité) مع اعتزازنا بكل الجميل من تراثنا المغربي و التأكيد على إستراتيجية بعدنا المغاربي والعربي و الإفريقي و الجنوبي و المتوسطي
8. لأن المناضلات و المناضلين و الوطن ليسوا في حاجة الى الخطاب المعتاد على الزهو بعقدة التعقيد في اللفظ و السطحية الغامضة في التحليل و الشعبوية النارية المتطايرة في مخارج الكلام و مهارة الهروب "الثوري" من أية مسؤولية في ما جرى و يجري للوطن؛
9. لأن المناضلات و الوطن و المواطنين متعطشون إلى خطاب محفز على التفكير و العمل المبدع، خطاب يجمع ما بين بلاغة الجرأة ووضوح الأهداف و الخصوم وواقعية الطموح و ثورية انسجام الوسائل و الغايات و الفكرة و الممارسة و ضرورة تجسيد المشروع المجتمعي في الممارسة الحزبية اليومية؛
10. لأن الخطاب المحفز و المعبئ ينطلق أولا من التذكير بالواجبات التي التزم بها منذ نشأته اليسار المناضل المواطن الديمقراطي:
11. أول هذه الالتزامات واجب النضال من أجل مغرب/وطن لا يتحالف فيه ضد المغاربة: الظلم و الفساد و الفقر و الإقصاء و التمييز و الدونية و التهميش و انتهاك حقوق الناس والمواطنين؛
12. أول هذه الالتزامات أيضا واجب النضال ضد كل ما يهدد الوطن من عوامل التفكك وضمور الشعور الوطني المرتبط بالشعور بالمواطنة، و مخاطر الدونية على الصعيدين الإقليمي و الدولي والغوص بعيدا في وحل التخلف الاقتصادي و الاجتماعي و العلمي و التقني.
13. أول هذه الالتزامات أيضا واجب العودة إلى مهارات اليسار المؤسسة وعدته المبنية على التحليل العلمي القائم على أساس المادية الجدلية و المادية التاريخية من أجل الإمساك بجوهر التناقض الأساسي الذي يحكم الوطن ويؤطر التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية و يرهن مستقبلنا:
• بين مؤسسة ملكية تتشبث بامتياز التقرير في ما هو صالح للناس و البلاد و امتياز مباشرة التنفيذ و امتياز توزيع المناصب و الامتيازات و امتياز تحجيم كل المؤسسات الأخرى و الاستفادة مع ذلك بالحصانة و القدسية و اللامسؤولية، ووراءها فئة متنفذة غير قادرة على التنافس الحر و الالتزام بقواعد و قوانين و أخلاقيات العصر تستفيد من سلطة الملكية و من حصانتها و إفلاتها من المحاسبة و السؤال، من جهة
• وفئات مجتمعية واسعة من مستضعفين كادحين و فئات وسطى تتأرجح في الهشاشة ما بين الأسفل البائس و الأعلى المؤقت التمتع ببعض جوانب العيش الرغيد و فئات "عليا" يطلب منها عند كل فرصة أو صفقة مهمة أن تعطي الأوراق الرابحة للفئة القريبة من السرايا و فئات "عليا" إدارية و تقنية لا أفق لها سوى التعايش مع التناقض بين توقها الطبيعي لمنطق العصر و خضوعها مباشرة أو بالتسلسل للمنطق السلطاني أو الهجرة إلى الخارج، من جهة أخرى؛
14. ثاني هذه الالتزامات عدم تجاهل التناقض الرئيسي الآخر بين الوطن وقوة سياسية و اجتماعية تعمل دعويا و سياسيا و جمعويا على تقويض كل مقومات الوطن و المواطنة و كل طموح مغربي إلى العصر في أبعاده الثقافية و الفنية و العلمية و السلوكية و السياسية، طبعا؛ بل إنها ماهرة في محو كل التراث الصالح الجميل لسلف جميل يمثله ابن رشد و الخوارزمي و الحلاج و ابن خلدون و أبو نواس وكل المصابيح التي أنارت الظلمات التي تجتاحنا منذ قرون؛
15. ثالث هذه الالتزامات وبالنتيجة مما سبق هذا يعني أن نفهم و أن نوضح للمناضلين و الناس عموما أن برنامجنا هو برنامج وطني يستهدف مصالحة البلاد مع منطق العصر، برنامج إنقاذ يحد من نزيف الطاقات و الموارد الوطنية الاقتصادية و الاجتماعية و الطبيعية المحدودة ، و يهدف إلى القضاء على نظام الريع و الامتيازات و الفساد و التضييق على المنافسة و تكافؤ الفرص و يهدف إلى تحسين موقع المغرب جهويا و دوليا والبداية بتدبير أكثر نضجا و مسؤولية لقضيتنا الوطنية و لعلاقاتنا الدولية.
برنامجنا اذن هو برنامج كل المتطلعين إلى الحداثة و المواطنة و سيادة القانون في كل مناحي الحياة العامة و اعتماده في الدفاع عن المصالح المشروعة و مواجهة المصالح غير المشروعة من كادحين و فئات وسطى و رأسماليين متوسطين و كبار لا ينتمون إلى الفئة المتنفذة المقربة من القصر و مبدعين مثقفين و نساء و رجال الإعلام الأحرار، و كل الخائفين على الوطن و على الحريات من هدا المنحى التونسي الذي بدأت تميل له الدولة في تعاملها مع الأصوات التي تعتبرها نشازا وكل التواقين إلى العيش الكريم المناسب للقرن الواحد و العشرين بعيدا عن نفوذ الدولة و رقابة الأصوليين ؛
وهو برنامج للوطن لأن مصالح الوطن مهددة بالتدبير الرسمي لملفات الوطن سواء ما تعلق بالصحراء أو الجهوية أو الأمازيغية أو الشأن الديني أو الاختيارات الاقتصادية الكبرى أو معضلات صناديق التقاعد و المقاصة و بطالة الشباب المتعلم.....
و هو برنامج يستمد ثوريته من التزامه بمواجهة التناقضين الأساسي و الرئيسي اللذان يعتقلان طموح الوطن و تطلعات المواطنين؛
16. رابع هذه الالتزامات العودة إلى فضيلة النقد الذاتي و الاعتراف بمسؤوليتنا نحن أيضا في الانكسار الذي يعرفه المشروع اليساري لأننا لم نمسك دائما بعمقه الديمقراطي الوطني و لا بطبيعته الحداثية / التحديثية و لم نحسن تحصينه من مخاطر الانتهازية و البراغماتية و الشعبوية و لم نحسن تمنيعه من الأمراض التي تعيث فسادا في المجتمع و لم نبدع في تجسيده على أرض الواقع في ممارستنا و تنظيماتنا .
ولعلنا في الحزب الاشتراكي الموحد أول المطلوبين للنقد الذاتي لأننا لم نقو على صيانة و تعميق الاختراقات الكبيرة التي ابتدعناها حين غلبنا منطق الوحدة على اختيار التشرذم و حين غلبنا واجب الديمقراطية و التعدد و حرية تشكيل التيارات ولم نحولها إلى ثقافة و ممارسة جاذبة و قاطرة لاختراقات أخرى أعمق تقطع مع الباقي من منطق التقليد و تساهم في تأنيث الحزب و تشبيبه و فتحه على كل أشكال المقاومة التي يبتدعها الناس كل يوم؛
كما أننا لم نتمكن إلا لماما من الجهر بمعارضة أخطاء الدولة و سلوكها الانفعالي في تدبير قضيتنا الوطنية مثلا أو علاقاتنا الخارجية مثل ما جرى في قضية امينتو حيدر و توتر العلاقة مع السنغال و قطعها مع إيران
وفي سياق النقد الذاتي أيضا لا مهرب من الاعتراف بقصورنا في التعاطي مع الأزمة الرأسمالية العالمية الأخيرة و التي ما زالت مستمرة بالهجوم الإيديولوجي على النظام الرأسمالي خصوصا في نزوعه المتوحش تحت قيادة الرأسمال المالي. و الدعاية لحلمنا الاشتراكي حيث يبدو قصورنا كتسليم بانتصار الرأسمالية و هزيمة الاشتراكية
17. خامس هذه الالتزامات التمسك بالعدة المعهودة لدى اليسار المناضل مند المعلم كارل ماركس و تلامذته من غير الدوغمائيين و دعوة المناضلات و المناضلين لاستعمالها قصد فهم و فضح المصالح الخاصة التي تتحرك في الواقع و توعية و تحريض المصالح المتضررة بالمقابل و تعبئتها للدفاع عن نفسها و عن الوطن والمواطنة.
ومن المفيد التذكير بأن أول درس للعم ماركس هو أن المصالح الخاصة تدافع عن انتهازيتها و طمعها و شرهها بالاختباء وراء المصلحة العامة أو القدر و الرزق.
18. سادس هذه الالتزامات أن نتخلص من وهم إمكانية تحقيق تقدم انتخابي وجب للوصول له التشبث بخطاب فضفاض يحتمل كل التفسيرات و يجمع بين الاعتدال و الثوروية الشعبوية و أن نركب طموحا أكبر و أجمل : طموح التعبير عن المئات من الآلاف وربما بضع الملايين من التواقين إلى المواطنة الكريمة و إلى الحداثة العازفين عن السياسة و الانتخابات وهذا يتطلب منا العودة إلى ممارسة السياسة بمعناها النبيل الذي يعني الشجاعة في المطالب؛
19. سابع هذه الالتزامات، بالتالي هو أن نترجم مطالبنا إلى الدارجة المفهومة مباشرة عبر الجهر بأن برنامجنا يطمح الآن و ليس غدا إلى تقليص سلطات الملك و إخضاع المؤسسة الملكية لسلطة الدستور و منعها من الخروج منها متى شاءت عبر بوابة الفصل 19 و أمارة المؤمنين.
ويعني أيضا أن تقرر الحكومة وحدها تحت رقابة البرلمان في كل ما تصرف فيه أموال دافعي الضرائب.
ويعني أيضا أن تقوم الدولة بتطبيق توصيات هيأة الإنصاف و المصالحة كاملة.
هذا هو البرنامج المرحلي الذي يهيئ للشعار الاستراتيجي: ملكية برلمانية.
20. ثامن هذه الالتزامات أن نصوغ تحريضنا و دعايتنا لبرنامجنا على المعيش اليومي حيث يتواجه الناس الدين يمولون بضرائبهم كل شيء بموظفين لا يخضعون لأي مراقبة و لا مساءلة وما أكثرهم من ألمعينين للتصرف في حياتنا بظهير؛
وان نعي أن برنامجنا هذا يتوجه إلى غالبية الشعب المغربي المسجونة في وضع الرعية القاصرة يستوي في دلك الرأسمالي الكبير الذي لا يمكنه الاستقواء بالقانون لحماية مصالحه و العامل البسيط الذي لا يحميه القانون من جشع الباطرون و المقدم و الموظف السامي و المتوسط والصغير الذي يتصارع ولاؤه كل يوم بين الولاءات و الضمير.
لهذا كان العنوان الآخر لبرنامجنا هو بناء دولة سيادة القانون.
21. تاسع هذه الالتزامات لأن الاستفزاز و الإثارة الرزينتين سلوك سياسي بامتياز لماذا لا نضمن برنامجنا مطالب صادمة هجومية توضح أكثر من التحليل مقاصدنا و تمس حياة الأغلبية الساحقة من مواطنينا، مثلا طلب خضوع رئيس الدولة لواجب التصريح بالممتلكات؛ أو فرض اللجوء الحصري لخدمات المدرسة العمومية بالنسبة للمسؤولين عن التعليم في بلادنا و المستشفى العمومي بالنسبة للمسؤولين عن الصحة وبدءا من الوزير حتى نطمئن أنهم على بينة من الأوضاع الفعلية لقطاعاتهم و أنهم سيقومون بالمطلوب لتحسين الوضع لأنهم أيضا و مباشرة معنيون
استفزاز مطلوب خصوصا و أننا على كل حال مستهدفون بما يحضر من تعديل قوانين الأحزاب و الانتخابات و يصح علينا قول الشاعر "أنت إن قلتها مت، وإن لم تقلها مت، قلها ومت " و أنت قد قمت بواجب الفضح و التعبير
22. عاشر هذه الالتزامات أن نخرج من ذهولنا ونحن نرى الدولة و تكنوقراطييها يسرقون خطابنا الاقتصادي و الاجتماعي و يتخلصون من خطابهم المعهود حول التوازنات متبنين خيار الأوراش والإصلاحات الهيكلية الكبرى وأن نناقش الأسس التي تحدد عليها الدولة أولوياتها، فمثلا:
• هل فعلا نحن في حاجة إلى القطار الفائق السرعة أم إلى إضافة خطوط سككية أخرى ؟
• هل نحن في حاجة إلى تقوية الطريق السيار أم تكثيف شبكة الطرق القروية و بين –الحضرية؟
• ما هي الأبعاد الفعلية لبرنامج المغرب الشمسي خصوصا بالنظر إلى الحجم الهائل للميزانية المعلنة؟
• ما هي الآثار الفعلية على أرض الواقع بالنظر لغلبة اللجوء إلى المقاولات الأجنبية و استمرار مظاهر الفساد في تدبير الصفقات العمومية؟
• ألا يخلق المغرب من حيث يدري أو لا يدري متنفسا لكل القطاعات و الشركات التي أثرت عليها الأزمة في أوربا ،راهنا الأجيال القادمة التي سيكون عليها رد القروض مع الفوائد؟
• ما تحليلنا لمخطط المغرب الأخضر هل هو إصلاح زراعي لا يقوى على الإقرار بطبيعته أم هو مخطط سيستفيد منه بالدرجة الأولى المستفيدون من تفويت أراضي صوديا و صوجيطا أي الكبار لا الفلاحون؟
• ما هي أجوبتنا لإصلاح النظام الضريبي لأجل جعله أكثر عدلا؟
• نفس الشيء بالنسبة لموضوع صناديق التقاعد و نظام المقاصة الذي يستفيد منه الأغنياء....
23. الحادي عشر من هذه الالتزامات أن نبادر لمواجهة المشروع الحزبي للدولة عبر مقارعته سياسيا و فكريا لا عبر شيطنته خصوصا وأنه مشروع ضعيف تلفيقي متناقض مع منطلقاته المعلنة، لا يمكنه صناعة ممارسة سياسية جديدة بالاعتماد على أدوات فاسدة ممزوجة ببعض قدامى اليسار. و لا يمكنه استبدال ضرورة الإتيان بأجوبة حقيقية على الأسئلة التي تطرحها البلاد بالمهارة في التواصل و لا استقطاب الأتباع من خارج الأعيان التقليديين و الجدد الطامعين في الاستفادة من فتات الريع و الامتيازات، رغم محاولته خوصصة تقرير هيأة الإنصاف و المصالحة وكأن التبني يلغي تهرب الدولة من الالتزام بخلاصاته؛
ولعل هذا المشروع الفاشل تاريخيا و هو يضع المعاصرة في مواجهة الحداثة يعترف بعدم خروجه البتة عن الحدود التي يقبلها النظام السائد وهي تسجيل معاصرته للقرن الواحد و العشرين عبر الخضوع لتكنولوجيا العصر و التشبث بمحافظة لا يخفي رجعيتها و غربتها عن العصر و عن الطموح الأصيل للمغاربة في أن يمارسوا مواطنتهم كاملة ؛
24. الثاني عشر من هذه الالتزامات أن نرفض أي سلطة غير سلطة القانون على سلوك الناس و أفعالهم ومعتقداتهم و أن ندين جهارا تدخل الدولة و البعض في معتقدات الأفراد و حقوقهم وسلوكاتهم و خصوصياتهم و ألا نخاف من الدعوة لفصل الدين عن الدولة و من التشهير بتدبير الدولة للشأن الديني الذي يحاول أن يمنع حرية الاعتقاد و يفرض قسرا اختيارا مذهبيا في خرق سافر للحريات؛
هذا التدبير الذي يفضح الالتقاء الاستراتيجي بين أصولية الدولة و أصولية الظلاميين. ومن المفيد التذكير بأن أصحاب جل الفتاوى الظلامية المنشورة مسؤولون في المجالس "العلمية" الرسمية و و ينكشف هدا التواطؤ أيضا في البرامج و المقررات المدرسية؛
25. الثالث عشر من هذه الالتزامات أن نقوم بواجب التضامن دون قيد و لا شرط مع كل الدين يتعرضون للاضطهاد و المنع و الاعتقال و القمع بسبب آرائهم و قناعاتهم و اختياراتهم و ميولاتهم و ممارستهم لمهنهم و لحرياتهم من صحفيين و صحف و مدونين و مناضلين من أجل الحريات العامة و الفردية و غيرهم من الذين يحاولون ممارسة حرياتهم؛
26. الرابع عشر من هذه الالتزامات أن نحارب المحافظة و الشعبوية لأنهما عدو لدود للإبداع و الديمقراطية و حقوق الإنسان و المواطنة، و لأنهما يغذيان الانهزامية و يكبلان الجرأة و يعزلان عن الشباب و النساء و المتنورين في المجتمع و يسهلان تسلل العادات السياسية الفاسدة و الزبونية و منطق الأعيان و تطفئان الحس النضالي و روح الالتزام؛
27. الخامس عشر من هذه الالتزامات إعادة الاعتبار للنضال مقابل مصطلحات "العمل السياسي و الحركية و النشاط"، بمعنى إعادة المكانة الرفيعة للمناضلة المبدعة و المناضل الملتزم الحر في تفكيره و تعبيره والمبادر للتعبير عن طموحه و قدرته على المسؤولية و المحاسبة و تشكيل التيارات و ممارسة النقد و احترام سمو القانون الحزبي على ما عداه من "الأعراف النضالية" .
28. آخر هذه الالتزامات أن نطهر لغتنا من آثار الخشب و أن نعيد تعليمها الشعر و الحماسة و الفرح و الجرأة و المباشرة و كل ألوان الربيع.
أ لسنا أبناء مارس / الربيع العظيم ؟
المصطفى مفتاح
المصطفى مفتاح
مناضل في منظمة 23 مارس
ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.