المغرب يعزز دوره القيادي عالميا في مكافحة الإرهاب بفضل خبرة وكفاءة أجهزته الأمنية والاستخباراتية    هزة ارضية تضرب نواحي إقليم الحسيمة    ارتفاع رقم معاملات السلطة المينائية طنجة المتوسط بنسبة 11 في المائة عند متم شتنبر    إيداع "أبناء المليارديرات" السجن ومتابعتهم بتهم الإغتصاب والإحتجاز والضرب والجرح واستهلاك المخدرات    بلومبرغ: زيارة الرئيس الصيني للمغرب تعكس رغبة بكين في تعزيز التعاون المشترك مع الرباط ضمن مبادرة "الحزام والطريق"    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    أشبال الأطلس يختتمون تصفيات "الكان" برباعية في شباك ليبيا    مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    الرباط.. إطلاق معرض للإبداعات الفنية لموظفات وموظفي الشرطة    بوريطة: الجهود مستمرة لمواجهة ظاهرة السمسرة في مواعيد التأشيرات الأوروبية    اللقب الإفريقي يفلت من نساء الجيش    منتخب المغرب للغولف يتوج بعجمان    ‬النصيري يهز الشباك مع "فنربخشة"    الجمارك تجتمع بمهنيي النقل الدولي لمناقشة حركة التصدير والاستيراد وتحسين ظروف العمل بميناء بني انصار    عبد الله بوصوف.. النظام الجزائري من معركة كسر العظام الى معركة كسر الأقلام    نهضة بركان يتجاوز حسنية أكادير 2-1 ويوسع الفارق عن أقرب الملاحقين    عمليات تتيح فصل توائم في المغرب    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    بعد قرار توقيف نتنياهو وغالانت.. بوريل: ليس بوسع حكومات أوروبا التعامل بانتقائية مع أوامر المحكمة الجنائية الدولية    أنشيلوتي يفقد أعصابه بسبب سؤال عن الصحة العقلية لكيليان مبابي ويمتدح إبراهيم دياز    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة        المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة الجاحظ ويحافظ على حصته من التونة الحمراء    التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي    اغتصاب جماعي واحتجاز محامية فرنسية.. يثير الجدل في المغرب    الحسيمة تستعد لإطلاق أول وحدة لتحويل القنب الهندي القانوني    هتك عرض فتاة قاصر يجر عشرينيا للاعتقال نواحي الناظور        قمة "Sumit Showcase Morocco" لتشجيع الاستثمار وتسريع وتيرة نمو القطاع السياحي    انتخاب لطيفة الجبابدي نائبة لرئيسة شبكة نساء إفريقيات من أجل العدالة الانتقالية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب        19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    بعد سنوات من الحزن .. فرقة "لينكن بارك" تعود إلى الساحة بألبوم جديد    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مساهمة في بيان اليسار المواطن


المصطفى مفتاح
1. لأن اليسار الذي كان في زمن لا يمكنه إلا أن يكون أمميا، لا يمكنه اليوم أن يكون إلا إذا كان مواطنا
2. لأن مواطنة اليسار اليوم في المغرب لا تستقيم إلا إذا خرج اليسار ليضع يساريته في الامتحان في الواقع المعاش و في مختلف مجالات النضال و العمل أمام المناضلين اليساريين و أمام المواطنين الذين ينتظرون انبعاثا للأمل
3. لأن مواطنة اليسار اليوم أي كينونته (لا أحب هذه الكلمة) لا تستقيم إلا بقدرته على العودة إلى مهاراته الأولى في النقد الملموس للواقع الملموس والنضال من أجل تغيير الواقع لا مجرد تفسيره؛
4. لأن الوطن، مغربي و مغربك ومغربنا في حاجة ملحة إلى أفق آخر غير التخلف و الإقصاء و الريع و الاستبداد و الظلام الذي لا تستطيع أن تخفيه الواجهات الفاقعة للتنمية البشرية و المشاريع الكبرى "المذرة للخير و النماء"؛
5. لأن المناضلين وقود التغيير و محركه وسائقه و صائنه، في حاجة إلى الإبحار إلى حلم بحجم الشمس والإنسانية، على اليسار المواطن أن يذكر العالمين بأن الرأسمالية المنتجة للأزمات المدمرة للبيئة و المستلبة للإنسان ليست قدرا أبديا وأن يرفع يوتوبياه الاشتراكية عاليا ويفضح هدفها الأسمى في القضاء على استغلال الإنسان لأخيه الإنسان بناء مجتمع يتحكم فيه البشر الأحرار المنتجون المتحررون من كل استلاب في كل مناحي حياتهم.
6. لأن المناضلين وقود التغيير و محركه وسائقه و صائنه، في حاجة إلى خطاب محفز معبئ يرسم في عيونهم التواقة حلم وطن ممكن قوي بالمواطنة الكريمة و سيادة القانون و تساوي الفرص في الاستفادة من الحقوق الأساسية و القيام بالواجبات، حلم وطن لا مكان فيه للرعايا و سيادنا و الريع و الحكرة و الهشاشة و التهميش و سطوة الرغبة في "الحريك"؛
7. لأن المناضلات و المناضلين بحاجة الى التنبيه المستمر من مخاطر الشوفينية الشعبوية الانكفائية الهوياتية بالإصرار على انفتاحنا على العالم و كونيتنا (notre universalité) مع اعتزازنا بكل الجميل من تراثنا المغربي و التأكيد على إستراتيجية بعدنا المغاربي والعربي و الإفريقي و الجنوبي و المتوسطي
8. لأن المناضلات و المناضلين و الوطن ليسوا في حاجة الى الخطاب المعتاد على الزهو بعقدة التعقيد في اللفظ و السطحية الغامضة في التحليل و الشعبوية النارية المتطايرة في مخارج الكلام و مهارة الهروب "الثوري" من أية مسؤولية في ما جرى و يجري للوطن؛
9. لأن المناضلات و الوطن و المواطنين متعطشون إلى خطاب محفز على التفكير و العمل المبدع، خطاب يجمع ما بين بلاغة الجرأة ووضوح الأهداف و الخصوم وواقعية الطموح و ثورية انسجام الوسائل و الغايات و الفكرة و الممارسة و ضرورة تجسيد المشروع المجتمعي في الممارسة الحزبية اليومية؛
10. لأن الخطاب المحفز و المعبئ ينطلق أولا من التذكير بالواجبات التي التزم بها منذ نشأته اليسار المناضل المواطن الديمقراطي:
11. أول هذه الالتزامات واجب النضال من أجل مغرب/وطن لا يتحالف فيه ضد المغاربة: الظلم و الفساد و الفقر و الإقصاء و التمييز و الدونية و التهميش و انتهاك حقوق الناس والمواطنين؛
12. أول هذه الالتزامات أيضا واجب النضال ضد كل ما يهدد الوطن من عوامل التفكك وضمور الشعور الوطني المرتبط بالشعور بالمواطنة، و مخاطر الدونية على الصعيدين الإقليمي و الدولي والغوص بعيدا في وحل التخلف الاقتصادي و الاجتماعي و العلمي و التقني.
13. أول هذه الالتزامات أيضا واجب العودة إلى مهارات اليسار المؤسسة وعدته المبنية على التحليل العلمي القائم على أساس المادية الجدلية و المادية التاريخية من أجل الإمساك بجوهر التناقض الأساسي الذي يحكم الوطن ويؤطر التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية و يرهن مستقبلنا:
• بين مؤسسة ملكية تتشبث بامتياز التقرير في ما هو صالح للناس و البلاد و امتياز مباشرة التنفيذ و امتياز توزيع المناصب و الامتيازات و امتياز تحجيم كل المؤسسات الأخرى و الاستفادة مع ذلك بالحصانة و القدسية و اللامسؤولية، ووراءها فئة متنفذة غير قادرة على التنافس الحر و الالتزام بقواعد و قوانين و أخلاقيات العصر تستفيد من سلطة الملكية و من حصانتها و إفلاتها من المحاسبة و السؤال، من جهة
• وفئات مجتمعية واسعة من مستضعفين كادحين و فئات وسطى تتأرجح في الهشاشة ما بين الأسفل البائس و الأعلى المؤقت التمتع ببعض جوانب العيش الرغيد و فئات "عليا" يطلب منها عند كل فرصة أو صفقة مهمة أن تعطي الأوراق الرابحة للفئة القريبة من السرايا و فئات "عليا" إدارية و تقنية لا أفق لها سوى التعايش مع التناقض بين توقها الطبيعي لمنطق العصر و خضوعها مباشرة أو بالتسلسل للمنطق السلطاني أو الهجرة إلى الخارج، من جهة أخرى؛
14. ثاني هذه الالتزامات عدم تجاهل التناقض الرئيسي الآخر بين الوطن وقوة سياسية و اجتماعية تعمل دعويا و سياسيا و جمعويا على تقويض كل مقومات الوطن و المواطنة و كل طموح مغربي إلى العصر في أبعاده الثقافية و الفنية و العلمية و السلوكية و السياسية، طبعا؛ بل إنها ماهرة في محو كل التراث الصالح الجميل لسلف جميل يمثله ابن رشد و الخوارزمي و الحلاج و ابن خلدون و أبو نواس وكل المصابيح التي أنارت الظلمات التي تجتاحنا منذ قرون؛
15. ثالث هذه الالتزامات وبالنتيجة مما سبق هذا يعني أن نفهم و أن نوضح للمناضلين و الناس عموما أن برنامجنا هو برنامج وطني يستهدف مصالحة البلاد مع منطق العصر، برنامج إنقاذ يحد من نزيف الطاقات و الموارد الوطنية الاقتصادية و الاجتماعية و الطبيعية المحدودة ، و يهدف إلى القضاء على نظام الريع و الامتيازات و الفساد و التضييق على المنافسة و تكافؤ الفرص و يهدف إلى تحسين موقع المغرب جهويا و دوليا والبداية بتدبير أكثر نضجا و مسؤولية لقضيتنا الوطنية و لعلاقاتنا الدولية.
برنامجنا اذن هو برنامج كل المتطلعين إلى الحداثة و المواطنة و سيادة القانون في كل مناحي الحياة العامة و اعتماده في الدفاع عن المصالح المشروعة و مواجهة المصالح غير المشروعة من كادحين و فئات وسطى و رأسماليين متوسطين و كبار لا ينتمون إلى الفئة المتنفذة المقربة من القصر و مبدعين مثقفين و نساء و رجال الإعلام الأحرار، و كل الخائفين على الوطن و على الحريات من هدا المنحى التونسي الذي بدأت تميل له الدولة في تعاملها مع الأصوات التي تعتبرها نشازا وكل التواقين إلى العيش الكريم المناسب للقرن الواحد و العشرين بعيدا عن نفوذ الدولة و رقابة الأصوليين ؛
وهو برنامج للوطن لأن مصالح الوطن مهددة بالتدبير الرسمي لملفات الوطن سواء ما تعلق بالصحراء أو الجهوية أو الأمازيغية أو الشأن الديني أو الاختيارات الاقتصادية الكبرى أو معضلات صناديق التقاعد و المقاصة و بطالة الشباب المتعلم.....
و هو برنامج يستمد ثوريته من التزامه بمواجهة التناقضين الأساسي و الرئيسي اللذان يعتقلان طموح الوطن و تطلعات المواطنين؛
16. رابع هذه الالتزامات العودة إلى فضيلة النقد الذاتي و الاعتراف بمسؤوليتنا نحن أيضا في الانكسار الذي يعرفه المشروع اليساري لأننا لم نمسك دائما بعمقه الديمقراطي الوطني و لا بطبيعته الحداثية / التحديثية و لم نحسن تحصينه من مخاطر الانتهازية و البراغماتية و الشعبوية و لم نحسن تمنيعه من الأمراض التي تعيث فسادا في المجتمع و لم نبدع في تجسيده على أرض الواقع في ممارستنا و تنظيماتنا .
ولعلنا في الحزب الاشتراكي الموحد أول المطلوبين للنقد الذاتي لأننا لم نقو على صيانة و تعميق الاختراقات الكبيرة التي ابتدعناها حين غلبنا منطق الوحدة على اختيار التشرذم و حين غلبنا واجب الديمقراطية و التعدد و حرية تشكيل التيارات ولم نحولها إلى ثقافة و ممارسة جاذبة و قاطرة لاختراقات أخرى أعمق تقطع مع الباقي من منطق التقليد و تساهم في تأنيث الحزب و تشبيبه و فتحه على كل أشكال المقاومة التي يبتدعها الناس كل يوم؛
كما أننا لم نتمكن إلا لماما من الجهر بمعارضة أخطاء الدولة و سلوكها الانفعالي في تدبير قضيتنا الوطنية مثلا أو علاقاتنا الخارجية مثل ما جرى في قضية امينتو حيدر و توتر العلاقة مع السنغال و قطعها مع إيران
وفي سياق النقد الذاتي أيضا لا مهرب من الاعتراف بقصورنا في التعاطي مع الأزمة الرأسمالية العالمية الأخيرة و التي ما زالت مستمرة بالهجوم الإيديولوجي على النظام الرأسمالي خصوصا في نزوعه المتوحش تحت قيادة الرأسمال المالي. و الدعاية لحلمنا الاشتراكي حيث يبدو قصورنا كتسليم بانتصار الرأسمالية و هزيمة الاشتراكية
17. خامس هذه الالتزامات التمسك بالعدة المعهودة لدى اليسار المناضل مند المعلم كارل ماركس و تلامذته من غير الدوغمائيين و دعوة المناضلات و المناضلين لاستعمالها قصد فهم و فضح المصالح الخاصة التي تتحرك في الواقع و توعية و تحريض المصالح المتضررة بالمقابل و تعبئتها للدفاع عن نفسها و عن الوطن والمواطنة.
ومن المفيد التذكير بأن أول درس للعم ماركس هو أن المصالح الخاصة تدافع عن انتهازيتها و طمعها و شرهها بالاختباء وراء المصلحة العامة أو القدر و الرزق.
18. سادس هذه الالتزامات أن نتخلص من وهم إمكانية تحقيق تقدم انتخابي وجب للوصول له التشبث بخطاب فضفاض يحتمل كل التفسيرات و يجمع بين الاعتدال و الثوروية الشعبوية و أن نركب طموحا أكبر و أجمل : طموح التعبير عن المئات من الآلاف وربما بضع الملايين من التواقين إلى المواطنة الكريمة و إلى الحداثة العازفين عن السياسة و الانتخابات وهذا يتطلب منا العودة إلى ممارسة السياسة بمعناها النبيل الذي يعني الشجاعة في المطالب؛
19. سابع هذه الالتزامات، بالتالي هو أن نترجم مطالبنا إلى الدارجة المفهومة مباشرة عبر الجهر بأن برنامجنا يطمح الآن و ليس غدا إلى تقليص سلطات الملك و إخضاع المؤسسة الملكية لسلطة الدستور و منعها من الخروج منها متى شاءت عبر بوابة الفصل 19 و أمارة المؤمنين.
ويعني أيضا أن تقرر الحكومة وحدها تحت رقابة البرلمان في كل ما تصرف فيه أموال دافعي الضرائب.
ويعني أيضا أن تقوم الدولة بتطبيق توصيات هيأة الإنصاف و المصالحة كاملة.
هذا هو البرنامج المرحلي الذي يهيئ للشعار الاستراتيجي: ملكية برلمانية.
20. ثامن هذه الالتزامات أن نصوغ تحريضنا و دعايتنا لبرنامجنا على المعيش اليومي حيث يتواجه الناس الدين يمولون بضرائبهم كل شيء بموظفين لا يخضعون لأي مراقبة و لا مساءلة وما أكثرهم من ألمعينين للتصرف في حياتنا بظهير؛
وان نعي أن برنامجنا هذا يتوجه إلى غالبية الشعب المغربي المسجونة في وضع الرعية القاصرة يستوي في دلك الرأسمالي الكبير الذي لا يمكنه الاستقواء بالقانون لحماية مصالحه و العامل البسيط الذي لا يحميه القانون من جشع الباطرون و المقدم و الموظف السامي و المتوسط والصغير الذي يتصارع ولاؤه كل يوم بين الولاءات و الضمير.
لهذا كان العنوان الآخر لبرنامجنا هو بناء دولة سيادة القانون.
21. تاسع هذه الالتزامات لأن الاستفزاز و الإثارة الرزينتين سلوك سياسي بامتياز لماذا لا نضمن برنامجنا مطالب صادمة هجومية توضح أكثر من التحليل مقاصدنا و تمس حياة الأغلبية الساحقة من مواطنينا، مثلا طلب خضوع رئيس الدولة لواجب التصريح بالممتلكات؛ أو فرض اللجوء الحصري لخدمات المدرسة العمومية بالنسبة للمسؤولين عن التعليم في بلادنا و المستشفى العمومي بالنسبة للمسؤولين عن الصحة وبدءا من الوزير حتى نطمئن أنهم على بينة من الأوضاع الفعلية لقطاعاتهم و أنهم سيقومون بالمطلوب لتحسين الوضع لأنهم أيضا و مباشرة معنيون
استفزاز مطلوب خصوصا و أننا على كل حال مستهدفون بما يحضر من تعديل قوانين الأحزاب و الانتخابات و يصح علينا قول الشاعر "أنت إن قلتها مت، وإن لم تقلها مت، قلها ومت " و أنت قد قمت بواجب الفضح و التعبير
22. عاشر هذه الالتزامات أن نخرج من ذهولنا ونحن نرى الدولة و تكنوقراطييها يسرقون خطابنا الاقتصادي و الاجتماعي و يتخلصون من خطابهم المعهود حول التوازنات متبنين خيار الأوراش والإصلاحات الهيكلية الكبرى وأن نناقش الأسس التي تحدد عليها الدولة أولوياتها، فمثلا:
• هل فعلا نحن في حاجة إلى القطار الفائق السرعة أم إلى إضافة خطوط سككية أخرى ؟
• هل نحن في حاجة إلى تقوية الطريق السيار أم تكثيف شبكة الطرق القروية و بين –الحضرية؟
• ما هي الأبعاد الفعلية لبرنامج المغرب الشمسي خصوصا بالنظر إلى الحجم الهائل للميزانية المعلنة؟
• ما هي الآثار الفعلية على أرض الواقع بالنظر لغلبة اللجوء إلى المقاولات الأجنبية و استمرار مظاهر الفساد في تدبير الصفقات العمومية؟
• ألا يخلق المغرب من حيث يدري أو لا يدري متنفسا لكل القطاعات و الشركات التي أثرت عليها الأزمة في أوربا ،راهنا الأجيال القادمة التي سيكون عليها رد القروض مع الفوائد؟
• ما تحليلنا لمخطط المغرب الأخضر هل هو إصلاح زراعي لا يقوى على الإقرار بطبيعته أم هو مخطط سيستفيد منه بالدرجة الأولى المستفيدون من تفويت أراضي صوديا و صوجيطا أي الكبار لا الفلاحون؟
• ما هي أجوبتنا لإصلاح النظام الضريبي لأجل جعله أكثر عدلا؟
• نفس الشيء بالنسبة لموضوع صناديق التقاعد و نظام المقاصة الذي يستفيد منه الأغنياء....
23. الحادي عشر من هذه الالتزامات أن نبادر لمواجهة المشروع الحزبي للدولة عبر مقارعته سياسيا و فكريا لا عبر شيطنته خصوصا وأنه مشروع ضعيف تلفيقي متناقض مع منطلقاته المعلنة، لا يمكنه صناعة ممارسة سياسية جديدة بالاعتماد على أدوات فاسدة ممزوجة ببعض قدامى اليسار. و لا يمكنه استبدال ضرورة الإتيان بأجوبة حقيقية على الأسئلة التي تطرحها البلاد بالمهارة في التواصل و لا استقطاب الأتباع من خارج الأعيان التقليديين و الجدد الطامعين في الاستفادة من فتات الريع و الامتيازات، رغم محاولته خوصصة تقرير هيأة الإنصاف و المصالحة وكأن التبني يلغي تهرب الدولة من الالتزام بخلاصاته؛
ولعل هذا المشروع الفاشل تاريخيا و هو يضع المعاصرة في مواجهة الحداثة يعترف بعدم خروجه البتة عن الحدود التي يقبلها النظام السائد وهي تسجيل معاصرته للقرن الواحد و العشرين عبر الخضوع لتكنولوجيا العصر و التشبث بمحافظة لا يخفي رجعيتها و غربتها عن العصر و عن الطموح الأصيل للمغاربة في أن يمارسوا مواطنتهم كاملة ؛
24. الثاني عشر من هذه الالتزامات أن نرفض أي سلطة غير سلطة القانون على سلوك الناس و أفعالهم ومعتقداتهم و أن ندين جهارا تدخل الدولة و البعض في معتقدات الأفراد و حقوقهم وسلوكاتهم و خصوصياتهم و ألا نخاف من الدعوة لفصل الدين عن الدولة و من التشهير بتدبير الدولة للشأن الديني الذي يحاول أن يمنع حرية الاعتقاد و يفرض قسرا اختيارا مذهبيا في خرق سافر للحريات؛
هذا التدبير الذي يفضح الالتقاء الاستراتيجي بين أصولية الدولة و أصولية الظلاميين. ومن المفيد التذكير بأن أصحاب جل الفتاوى الظلامية المنشورة مسؤولون في المجالس "العلمية" الرسمية و و ينكشف هدا التواطؤ أيضا في البرامج و المقررات المدرسية؛
25. الثالث عشر من هذه الالتزامات أن نقوم بواجب التضامن دون قيد و لا شرط مع كل الدين يتعرضون للاضطهاد و المنع و الاعتقال و القمع بسبب آرائهم و قناعاتهم و اختياراتهم و ميولاتهم و ممارستهم لمهنهم و لحرياتهم من صحفيين و صحف و مدونين و مناضلين من أجل الحريات العامة و الفردية و غيرهم من الذين يحاولون ممارسة حرياتهم؛
26. الرابع عشر من هذه الالتزامات أن نحارب المحافظة و الشعبوية لأنهما عدو لدود للإبداع و الديمقراطية و حقوق الإنسان و المواطنة، و لأنهما يغذيان الانهزامية و يكبلان الجرأة و يعزلان عن الشباب و النساء و المتنورين في المجتمع و يسهلان تسلل العادات السياسية الفاسدة و الزبونية و منطق الأعيان و تطفئان الحس النضالي و روح الالتزام؛
27. الخامس عشر من هذه الالتزامات إعادة الاعتبار للنضال مقابل مصطلحات "العمل السياسي و الحركية و النشاط"، بمعنى إعادة المكانة الرفيعة للمناضلة المبدعة و المناضل الملتزم الحر في تفكيره و تعبيره والمبادر للتعبير عن طموحه و قدرته على المسؤولية و المحاسبة و تشكيل التيارات و ممارسة النقد و احترام سمو القانون الحزبي على ما عداه من "الأعراف النضالية" .
28. آخر هذه الالتزامات أن نطهر لغتنا من آثار الخشب و أن نعيد تعليمها الشعر و الحماسة و الفرح و الجرأة و المباشرة و كل ألوان الربيع.
أ لسنا أبناء مارس / الربيع العظيم ؟
المصطفى مفتاح
المصطفى مفتاح
مناضل في منظمة 23 مارس
ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.