محمد السعيد مازغ تتعرض غابة الشباب بمراكش من الجهة المقابلة للباب الخلفي لمستشفى ابن زهر، والسور الرابط بينه وبين فندق المامونية المشهور عالميا، إلى عمليات تخريب ممنهجة، حيث تسلط عليها اصحاب العربات المجرورة، وحولوها الى مطرح لرمي مخلفات الاتربة ، ويذكر ان هذه الغابة التي لبست في الآونة الاخيرة حلة جديدة بفضل التساقطات الاخيرة، مما شجع الكثير من الشباب على اتخاذها ممرا لممارسة الرياضة، وفضاء قابلا للتنزه وتمتيع العين باخضرار البيئة، إلا أن الهجوم على هذه الغابة وارتفاع نسبة وحجم الاتربة والمتلاشيات والازبال، حول المكان الى شبه خلاء ، يشعر الراجل فيه بالخوف . ومن الغرابة ان مدينة مراكش التي احتضنت المؤتمر العالمي كوب 22 ، الذي يهدف إلى إقناع دول العالم بالالتزام بخفض الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. والاهتمام أكثر بالبيئة، أن تكون من المدن التي لا تعير اهتماما للبيئة، ولا تكلف نفسها عناء الحفاظ على حدائقها وغاباتها وفضاءاتها الخضراء، ولنا امثلة كثيرة في هذا الشأن، والمجلس الجماعي ادرى بما تتعرض له الاشجار والنخيل من اجتثات ، ناهيك عن الاتربة التي ترمى في غير المحل المخصص لها. إنها صيحة استغاثة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل ان تتحول الغابة بكاملها الا مجمع للاتربة والازبال، علما ان الحد من جريمة اغتيال الفضاءات الخضراء لا تكلف سوى الوعي بأهمية البيئة، و الارادة الصادقة، والتصدي لاصحاب العربات، وتكثيف الحملات الامنية والمراقبة لاكبر واجمل واروع فضاء اخضر تفتخر به مدينة مراكش. فهل من آذان صاغية تتفاعل وهذا النداء النابع من الغيرة على هذه المدينة العثيقة والسياحية ، أم هناك من يدفع في تخريب هذا المجال، من أجل ايجاد المبررات من اجل تفويته او الاستلاء عليه، وحرمان ساكنة مراكش من هذه الفضاءات التي باتت جزءا من تاريخهم، ومتنفسا للاستجمام والرياضة والراحة، ومشتلا لاشجار الزيتون المثمرة، وبعض الاعشاب الغابوية، علما ان اصحاب الإبل ونظرا لغياب المسؤولين حولوها بدورهم الى مرعى عشوائي ، تقتات فيه جمالهم لكل حرية.