«الحفل الذي سأغني فيه هذه الليلة هو احتفال بالسلام قبل أن يكون احتفالا بمرور 60 سنة على قيام دولة إسرائيل»، هذا ما قالته صوفيا السعيدي في اتصال مع «المساء» لأخذ رأيها في شأن مشاركتها في حفل كبير من المفترض أنه أقيم ليلة أمس الأحد -الاثنين في باريس احتفالا بمرور ستين سنة على تأسيس دولة إسرائيل. في الاتصال نفسه قالت خريجة ستار أكاديمي ل«المساء»: «الحفل الذي سأغني فيه سيشارك فيه فنانون آخرون من جنسيات عدة، وأنا انضممت إليهم عن طيب خاطر»، وعن كونها مغربية ولها جمهور في المغرب يتعاطف مع الشعب الفلسطيني الذي يعيش هذه السنة الذكرى الستين لنكبة 1948 التي طرد فيها الفلسطينيون من أراضيهم وتم تهجير مئات الآلاف منهم خارج وطنهم، قالت: «أنا فنانة عالمية، وإذا كان هناك أناس لا يفهمون هذا النوع من الالتزام لأجل السلام فأنا حزينة لأجلهم». نقيب الموسيقيين المغاربة مولاي أحمد العلوي علق على هذه المشاركة التي تعد سابقة من نوعها لمغنية مغربية، فقال: «موقفنا واضح، هو موقف عربي موحد لا يمكن أن نخرج عن مبادئ التضامن مع الشعب الفلسطيني، إذا احتفل الإنسان بهذا الحدث فهو يوافق على ما تفعله إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني والعربي»، مضيفا: «مشاركة هذه السيدة في هذا الحفل هي وصمة عار لها أولا». وعند سؤاله عن موقف النقابة في حالة ما إذا شارك فنان مغربي منخرط في النقابة الحرة للمهن الموسيقية في مثل هذه الحفلات التي تساند الكيان الصهيوني قال: «لو كانت منخرطة في النقابة لاتخذت ضدها لجنة الأخلاقيات قرارا بالطرد من النقابة بعد إصدار بيان استنكاري لفعلتها الشنيعة». أما خالد السفياني، منسق المجموعة الوطنية لدعم فلسطين والعراق فقال: «إن الاحتفال بالذكرى الستين لقيام دولة إسرائيل هو في حد ذاته اغتصاب ثان لفلسطين وتهجير ثان لأبنائها، عندما تشارك صوفيا السعيدي في هذا الحفل فهي تدعم بشكل مباشر الجرائم الصهيونية التي يتواصل ارتكابها بدون انقطاع ضد الشعب الفلسطيني وضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين». يقف وراء تنظيم هذا الحفل المذيع التلفزيوني والإذاعي الفرنسي اليهودي المعروف أرتور، والذي يمثل الجمعية المنظمة للحفل «الجمعية الفرنسية للاحتفال بعيد الميلاد الستين لإسرائيل»، وهو المذيع الذي انسحب ذات مرة من برنامج تلفزيوني لأن أحد الضيوف قال إن إسرائيل تمارس الإجرام ضد الفلسطينيين. وكانت المغنية المغربية الشابة صوفيا السعيدي، المولودة في الدارالبيضاء عام 1984 لأب مغربي وأم فرنسية، وصلت إلى مرحلة ما قبل نصف النهاية في الدورة الثالثة من ستار أكاديمي فرنسا.