من هو حسن الخطاب؟ ما حقيقة جماعة أنصار المهدي؟ ما حقيقة اختراق الخطاب للمؤسسة العسكرية وقصة النساء الأربع؟ ما هي قصة التنظيم الذي أسسه داخل السجن؟ ما موقفه من الديمقراطية والبرلمان والملكية وإمارة المؤمنين؟ أسئلة كثيرة طرحناها على زعيم جماعة أنصار المهدي في أول مقابلة صحافية معه من سجنه حيث يقضي عقوبة 30 سنة. - سبق لك الانتماء إلى بعض التنظيمات الإسلامية، ما هي؟ < الانتماء كان إلى جل الحركات الإسلامية، بدءا من جماعة العدل والإحسان منذ 1983 و 1984، والدعوة والتبليغ والسلفية التقليدية والهجرة والتكفير وما يصطلح عليه اليوم بتيار السلفية الجهادية، فالانتماءات بدأت عندي تقريبا منذ الصغر، وأول انتماء كان بالطبع هو المدرسة الوهابية، وبعد ذلك أصبحت أنخرط في أي حركة ظهرت، ومنذ 1997 لم أنتم إلى أي جهة وأصبحت مسلما عاديا كباقي الناس، فأنا طالب علم وأبحث عن الخير وعن الرحيق. - تنقلك بين العديد من التنظيمات يعني أنه كانت لديك مواقف منها، هل يمكن أن نعرف مواقفك من هذه التنظيمات؟ < نعم، وهذا سيظهر في كتاباتي، فكتابي«القول المبين» فيه ثماني رسائل في بيان المعتقد وفيه الرد على المرجئة والسلفية التقليدية وحتى على مشايخ المشرق، وفيه رد على الشيخ محمد المقدسي وعلى تيارالهجرة والتكفير، بما فيها السلفية التقليدية. - قلت إنك درست على يد الشيخ محمد السحابي، هل لديك منه موقف هو الآخر؟ - أنا أعتبر الشيخ السحابي من المشايخ الوسطيين في هذه البلاد، وأدبياته التي تربينا عليها هي التي نعمل بها الآن، بالطبع لدينا معه بعض الخلافات المنهجية، لكنها ليست خلافات عقدية، وأنا أفرق بين الخلافات المنهجية والخلافات العقدية، فالخلاف العقدي مثلا هو الذي يخرج منه التكفير. - وبخصوص مصطلح السلفية الجهادية، ما رأيك فيه؟ < هو مصطلح وضعته السلطة، قد يكون فيه جانب من الصحة، وهو أن هؤلاء الناس سلفيون يؤمنون بالجهاد، لكن هناك حقيقة ينبغي أن نوضحها، وهو أن الجهاد هو شعيرة من شعائر الله، وهو الركن الثاني في الإسلام كما أجمع على ذلك أهل العلم مثل الإمام الونشريسي أحد علماء المالكية، وكذلك ابن عذرة الأموي، فقد أجمع العلماء على أنه إذا تم الاعتداء على بلد مسلم يصبح الجهاد فرضا، لكن هناك مسألة أننا قد نتفق على أن الجهاد تحصيل حاصل، لكن قد نختلف في طبيعة البلد وفي الكيفية وفي من يقاتل، فهذه أمور قد يكون فيها أخذ ورد ومراجعات فكرية ومنهجية بحسب ما تقتضيه المصلحة، فالجهاد ركن من أركان الإسلام، ومن أنكره فإنه كمن أنكر الصلاة مثلا أو الحج أو غير ذلك، هذه حقيقة، فإذا كان مصطلح السلفية الجهادية يطلق من هذه الناحية فهذا خطأ، لكن إذا كان من باب أنه اسم علم على جماعة معينة فيمكن أن يكون صحيحا، وأنا لا أعتقد، لأن السلفية بكامل الأسف هي دولة المتناقضات، وأنا ألفت بحثا في السجن يتكون من 500 صفحة عن هذا الموضوع، ووقفت فيه على جميع مكامن الضعف لدى هذا التيار، فالسلفية الجهادية هي مجموعة من التيارات وليست تيارا واحدا، وتضم الهجرة والتكفير والسلفية التقليدية وحتى حركة التوحيد والإصلاح، لأنني أردت أن أكشف عن الخلل في هذا التيار، فهو تيار يفتقد لأي تنظيم أو قيادة، فمن هم أقطابه ومن هم منظرو وكوادر هذا التيار؟ لا شيء. - كيف تنظر إلى تنظيم القاعدة؟ < تنظيم القاعدة هو صوت مليار مسلم، لكن هذا لا يعني أنه يوحى إليهم، فكل يؤخذ من قوله ويرد كما قال الإمام مالك، فتنظيم القاعدة له حسناته وله سيئاته، هو تيار يكافح ويدافع عن مصالح المسلمين والشعوب والمسلمة بشكل عام، لكن قد تكون لنا خلافات معه، وقد ألفت كتابا في الأخطاء التي ارتكبتها القاعدة عنوانه «الأخطاء العشرة»، ولكن للأسف الجهات الأمنية وبعض الجهات الأخرى لا تريدنا أن نوضح مواقفنا، لكن هذا لا يعني أنني أختلف مع القاعدة في الكليات وفي الأدبيات وفي غير ذلك، فقد نختلف معه في قتل الأبرياء في مكان ما. - ما هي هذه الأخطاء العشرة للقاعدة التي تتحدث عنها؟ < والله هي أخطاء في السياسة الشرعية، ليست أخطاء منهجية وليست عقدية، وأفضل أن يكون هذا في وقت آخر أو في كتاب يطلع عليه من يريد إخراج هذا الملف من المأزق الذي هو فيه، لكن أنا أقول إن ما يروج من أن تنظيم القاعدة يستهدف المغرب فهذه أحجية مغلوطة بجميع الحيثيات، فالشيخ الظواهري عندما تكلم عن سبتة ومليلية قال إنه ينبغي أن تعادا إلى المغرب، وأنه يجب أن نقاتل الإسبان من أجل ذلك، فبصمات تنظيم القاعدة معروفة.