ودعت جامعة الكرة فريق الوداد وهو يرحل اليوم إلى الجزائر بقرار يقضي بخسارة مباراته أمام شباب هوارة بالقدم والقلم، مبطلة مفعول حكم لجنة القوانين والأنظمة التي منحت الوداد نصرا خادعا لا تزيد صلاحيته عن أسبوع. لم يكن توقيت القرار الابتدائي و الإستئنافي مدروسا، ليس لأنه بعثر تركيز لاعبي الوداد مرتين، قبل مباراة الذهاب وقبيل السفر إلى الجزائر لخوض معركة الإياب أمام وفاق سطيفالجزائري برسم نهائي كأس أبطال العرب، ولكن لأنه أكد أن جامعة الكرة تعتبر تهافت النوادي المغربية على الألقاب شأنا خاصا. لكن خصوم الوداد يعيشون نفس الوضع مع الجامعة الجزائرية، التي ودعتهم في مطار الهواري بومدين بقرار يبشر الوفاق بخسارة أمام شبيبة القبائل بعد أن تعذر على السطيفيين تدبير أجندة مختنقة يتداخل فيها المحلي مع العربي والإفريقي. أمام وضعية شد الحبل هاته، اختار حكيم سرار رئيس وفاق سطيف التوقيت المناسب للرد على رئيس الجامعة الجزائرية لكرة القدم، حيث قال للصحافيين إنه يهدي الفوز في مباراة الذهاب أمام الوداد لرئيس «الاتحادية» شاكرا له جميله وجهده من أجل دعم تركيز الوفاق قبيل النهائي العربي، وكلمة الشكر هنا معكوسة بلغة هواة الكلمات المسهمة والمتقاطعة. يتقاطع مصير الوداد وسطيف عند نقطة الخلاف مع الجامعتين المغربية والجزائرية، فهما معا في المحنة سواء، الأول فرح بفوز على شباب هوارة تبين أنه نصر «بيريمي»، والثاني أجبر على لعب مبارتين في نفس اليوم، وحين امتنع اتهم بالعصيان ونال عقوبة الهزيمة الورقية الأشد وقعا على النفس من الهزائم الميدانية. حين كان المدرب أوسكار يشحن بطارية لاعبيه قبل السفر إلى الجزائر، تلقى إشعارا من عون قضائي بتسديد دين قديم يتمثل في واجبات إيجار شقة، كان الرئيس الأسبق نصر الدين الدوبلالي قد وضعها رهن إشارة المدرب الأرجنتيني حين كان مدربا للوداد في عهده، ثارت ثائرة المدرب وانفلت التركيز من عقاله، وهو يحاول فهم لغز المداهمة القادمة من الدارالبيضاء والرباط وما جاورهما، بينما تشبث الدوبلالي بالمثل المغربي القائل «ضيافة النبي ثلاثة أيام» فقط لا غير. لن نلوم لجنة الاستئناف بالجامعة على قرارها لأنها اكتفت بتنفيذ تعليمات فوقية تدعو بن الصغير إلى سل الشعرة من العجين، لن نلوم لجنة القوانين والأنظمة التي كبدت صندوق الجامعة خسارة مالية ومعنوية بعد أن طالب المغرب الفاسي بتعويضاته على الأتعاب، لن نعاتب لمريني المدرب الذي أصر على دخول الملعب ضدا على القوانين، لن نحاكم المندوب الذي لم يتأكد من هوية المتسللين إلى محيط الملعب البلدي، بل علينا أن نلوم نظاما كرويا عنوانه الهشاشة. ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن واقعة مماثلة تستحق أن تروى لاستخلاص العبر، حين اعترض المغرب التطواني على وجود منخرطين وداديين بمنصة ملعب البشير بالمحمدية، رغم إجراء اللقاء بدون جمهور، حمل الفشتالي المسؤولية لمندوب المباراة الذي لم يأمر رجال الأمن بإجلاء المدرجات وأدار ظهره لما يجري وراءه، بل إن الوداديين طعنوا في تقرير المندوب لأنه يشتغل في إحدى المؤسسات التجارية التي توجد في ملكية أبرون. عمليا لا يمكن توقيف مدرب لأن قرار التوقيف لا يمنعه من الإشراف على الحصص التدريبية، ودخول مستودع الملابس قبيل المباراة والمشاركة في عملية الإحماء، بل إنه يعبئ هاتفه النقال برصيد مضاعف من المكالمات يتيح له التواصل مع نائبه على دكة الاحتياط دون مشاكل. وعمليا أيضا لا يمكن توقيف رئيس فريق لأنه لا يمنع من الاستواء في قعدته على كرسيه بالمنصة الرسمية، ولا تصادر قراراته ولا يحرم من الاختصاصات المخولة له قبل التوقيف، وفعليا لا يصح لرئيس فريق أن يصدر أحكاما ضد فريق آخر، فلا يعقل أن يصدر رئيس النادي المكناسي باعتباره رئيسا للجنة التأديبية قرارا ضد فريقه المعذب ، وما ينطبق على قداري يسري على المتحكمين في مصادر القرار. الآن تبين بأنه ليس في الجامعات أملس.